ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح العمدة (الأمالي)›كتاب الزكاة›تعريف الزكاة›أسباب اقتران الصلاة مع الزكاة في القرآن أسباب اقتران الصلاة مع الزكاة في القرآن الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 7379 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص نلاحظ أن الزكاة قرنت في القرآن الكريم بالصلاة في مواضع كثيرة، وقد رأيت عدداً من الفقهاء الحنفية والحنابلة .. وغيرهم ذكروا أن الزكاة قرنت بالصلاة في اثنين وثمانين موضعاً، وقد راجعت كتاب: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وغيره من المصادر، فوجدت أن في هذا الرقم خطأ؛ لأن المواضع التي ذكرت فيها الصلاة والزكاة بلفظ الزكاة لا تزيد على ثلاثين موضعاً في القرآن الكريم، ولو قرنا وجمعنا معها المواضع التي ذكرت فيها الزكاة بلفظ آخر كلفظ الإنفاق مثلاً أو الحق .. أو غير ذلك فإنها لا تزيد كثيراً ولا تقرب أبداً من الرقم المذكور اثنين وثمانين.فلعل الصواب اثنان وثلاثون، وتحرف هذا الرقم على بعض النساخ، ثم تناقله المصنفون بعضهم عن بعض.فالصواب اثنان وثلاثون أو حتى دون ذلك.طيب، هاهنا سؤال: لماذا قرنت الصلاة مع الزكاة؟طبعاً أولاً: قرنت الصلاة مع الزكاة والله سبحانه وتعالى أعلم؛ لأن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين ويليها الزكاة، ولذلك الله سبحانه وتعالى قال: (( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ))[التوبة:5] كما في سورة التوبة، فجعل علامة الإيمان أن يتوب الإنسان من الكفر ويقيم الصلاة ويؤدي الزكاة.إذاً: الزكاة هي قرينة الصلاة، وهي تاليتها في الأهمية، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، بينما الصلاة هي الركن الثاني، هذا هو السبب الأول في أن تقرن بها.السبب الثاني في قرنها بها -والله أعلم-: أن الصلاة إشارة إلى الشعيرة التي يرتبط فيها العبد بربه خضوعاً له، وعبودية له، وزهداً، ونسكاً، وتقرباً، وتزلفاً إليه، فالصلاة عبادة وقربة محضة خالصة يتوجه فيها العبد إلى ربه، تكبيراً وتعظيماً وتأليهاً وتمجيداً وتحميداً وتسبيحاً وتهليلاً، وقياماً وركوعاً وخضوعاً وسجوداً. هذه هي الصلاة.بينما الزكاة ركن آخر له طبيعة مختلفة، فهو وإن كان عبادة، والمؤمن يؤديه بروح العبادة لله سبحانه تعالى، إلا أن له طابعاً اجتماعياً في علاقة الفرد بأخيه في ذلك المجتمع، ففيها إحسان إلى الناس.ففي الأول: إحسان في عبادة الله، وفي الثاني: إحسان إلى عباد الله، وبذلك يجتمع الخير، فالخير ينقسم إلى قسمين، والإحسان الذي هو أعلى رتب العبودية، يعني: الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان كما في حديث جبريل . الإحسان الذي هو أعلى المقامات، قال العلماء: الإحسان نوعان: إحسان في عبادة الله، وإحسان إلى عباد الله، فالصلاة إحسان في عبادة الله سبحانه وتعالى، والزكاة إحسان إلى عباد الله عز وجل، وبذلك جمع الإسلام بين هذين المعنيين، فلم يتحول الدين إلى طقوس تعبدية بعيدة عن الواقع، كما لم يتحول إلى أنظمة وقوانين وتشريعات بعيدة عن الربانية؛ لأن الكثير من الطقوس التعبدية عند البوذيين مثلاً .. أو غيرهم، أو حتى عند أهل الكتاب المحرفين من النصارى وسواهم، طقوسهم لم تغير من واقع مجتمعهم شيئاً، بل انحرفت مواقع الطقوس وأصبحت تجد الانحراف الخلقي والشذوذ الجنسي وغيره من ألوان المخالفات تقع في أماكن ممارسة العبادة عندهم، وانحصرت في دائرة ضيقة جداً، فهذا لا ينفع بمفرده . كما أن الأنظمة البشرية والقوانين والتشريعات مهما كانت صارمة ودقيقة وعليها رقابة، إلا أنه إذا غاب عنها رقابة الضمير الداخلي عند الإنسان فإن المرء لن يعدم أسلوباً يتخلص فيه أحياناً، ويتحايل على بعض المسئوليات وبعض الأعمال، بينما في الإسلام -وهذه محمدة من أعظم محامد هذا الدين- جمع الله سبحانه وتعالى فيه بين الأمرين، فالإنسان وهو يؤدي الزكاة يشعر أنه يتعبد لله سبحانه وتعالى بهذا العمل، ولذلك هو بينه وبين نفسه يحرص على ألا يدخل في ماله درهماً واحداً من مال الزكاة؛ لأنه يفسد هذا المال، ولأنه يعذب به يوم القيامة، فيحرص على أن يتخلص من مال الزكاة تخلصاً تاماً، ويدري أن هذا ليس تبرعاً يجود به على الفقير والمسكين، وإنما هو حق للفقير والمسكين في ماله يخرجه رغم أنفه، يخرجه شاء أم أبى؛ لأنه حق الله سبحانه وتعالى صاحب المال الأصلي: (( وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ))[النور:33]، والآية الأخرى: (( وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ))[الحديد:7]، فهذا الشعور الداخلي يجعل الإنسان يخرج المال بيقظة ضمير واهتمام وإدراك، حتى لو أن الأنظمة والتشريعات ولو أن السلطات لم تستطع أن تستخرج منه هذا المال .إذاً: هذه من أسباب أوجه جمع القرآن الكريم بين الصلاة وبين الزكاة في مواضع كثيرة. التالي حكم الزكاة وأصل مشروعيتها وعقوبات تركها تعريف الزكاة السابق وقت فرضية الزكاة تعريف الزكاة مواضيع ذات صلة الأخذ من مال الزكاة لسداد الديون آثار الزكاة وفوائدها أنواع الناس تجاه التغيير الذي يحدثه شهر رمضان الفوائد الاجتماعية مشاركة محمد الحمود .. التغيير المؤقت في رمضان