ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›حوار مع قس نصراني -2›مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن الأحد 6 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4555 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: فضيلة شيخنا! بالأمس تكلمنا عن أمور كثيرة، لعلنا في بداية كلامنا تكلمنا عن: لماذا الآن الحديث مع المنصرين أو القسيس، أو: لماذا الرد على حملة تنصيرية؟ ثم تكلمنا أيضاً عن بعض الشبهات التي يداولها ويزاولها -الحقيقة- بعض معدي البرامج التلفزيونية المنتشرة والموجهة للشرق الأوسط بالذات، ثم تكلمنا أيضاً عن بعض من الشبهات التي تطرق من بعض المنصرين، وتكلمنا أنها أربع شبهات في الغالب هي الرئيسة، وتكلمنا عن أول شبهة، التي هي: أن الدين الإسلامي هو دين دموي.لكن دعني في البداية -يا شيخ- أتطرق إلى نقطة مهمة؛ حتى لا يلتبس الأمر على بعض من المشاهدين والمستمعين، نحن نتكلم الآن باتجاه من؟ باتجاه المنصرين أم باتجاه جميع معتنقي الدين النصراني؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.من أعظم ما يميز هذا الدين الخاتم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: أنه مكمل للأديان السابقة ومهيمن عليها، ولذلك جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليعزز الرسالات السابقة، وهذه أشياء يفخر بها المسلم العادي، ففي القرآن الكريم لا تجد ذكراً لأي نبي إلا على سبيل الثناء والإطراء، ولو أن مسلماً كفر بـموسى لكان مرتداً عن دينه، ولو كفر بـعيسى لكان مرتداً عن دينه الذي هو دين الإسلام، ولهذا نحن لا نحمل للأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام ولدياناتهم التي جاءوا بها ولكتبهم التي نزلت عليهم من السماء إلا ما يوجبه علينا القرآن الكريم. حتى في المحاورة، يعني أنا أجد أحد الإخوة من الشباب -وهذا نموذج- اليوم أرسل لي رسالة البارحة بعد الحلقة يقول الأخ: كنت أرجو أن تكون قاسياً جداً في الموضوع، ولماذا لم تتعوذ بعزة الله من الضلال؟ ولماذا لم تقل عن فلان بأنه ضال مسكين كالأنعام بل هو أضل؟ ولماذا لم تلقمهم حجراً بقوله تعالى: ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ))[آل عمران:85] إلى آخر ذلك؟فأقول: الجواب على هذا كله: أن الله سبحانه وتعالى يقول لنا: ((وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))[النحل:125] ويقول في موضع آخر نصاً: ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ))[العنكبوت:46] على وجه الخصوص ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ))[العنكبوت:46].فنحن نتكلم أمس ونكمل اليوم عن أولئك الذين ظلموا منهم، ومع ذلك نحن نحاول أن نجادل بالتي هي أحسن، نحن لا نتحدث عمن يتدينون بهذا الدين ويعيشون في أوساط العالم الإسلامي أو يعيشون في أي مكان في العالم وهم محل للدعوة ومحل لتوجيه الخطاب الإسلامي وخطاب النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إليهم، وإنما نتحدث عن بعض المنصرين الذين استغلوا منابر معينة كقنوات فضائية أو مواقع إلكترونية للتضليل أو خداع بعض السذج من المسلمين أو ما أشبه ذلك.ولعلّي أمس ذكرت لك عدداً غير قليل من عقلاء العالم من غير المسلمين الذين أثنوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأثنوا على الإسلام، وعن العرب الذين عاشوا في أوساط ومجتمعات عربية وإسلامية طيلة ألف وأربعمائة سنة والعلاقة بينهم علاقة طيبة ولم يكن فيها ألوان من الصدام، بل كان هؤلاء يعيشون في ظل الحكم الإسلامي في أمن وأمان.وذكرت لك على سبيل المثال الشاعر التركي البارحة، واليوم وجدت بعض قصيدته، فهو يخاطب يقول:يا أيها المسلمون الفخر فخركمو ونحن إخوانكم في النطق والعلميا أجمل الخلق سيماءً وأظرفهم طبعاً وأوفاهم بالعهد والذممجميل شعري بكم في وهجكم قبس والنبع ما سال لولا صيب الديمفإن أجدت بهذا الطل مدحكمو فكل معنى بكم كالهاطل العرمصلى الإله على ذكراك ممتدحاً حتى تؤم صلاة البعث بالأممإذاً: المقصود هو المجادلة بالتي هي أحسن، ويكفينا في هذا أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر قول الذين قالوا: ((إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ))[المائدة:73] قال سبحانه: ((أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))[المائدة:74] فهم يتجرءون على الله سبحانه وتعالى بنسبة الولد والصاحبة له، وهو سبحانه يعرض عليهم التوبة والاستغفار ويذكرهم بأنه جل وتعالى غفور رحيم.فمن أعظم سمات هذا الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة والحلم مع المخالفين، وقد جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: (يا رسول الله! إن دوساً قد عصت ورفضت الإسلام فادع الله عليهم، فقال عليه الصلاة والسلام: إن الله بعثني رحمة ولم يبعثني لعاناً) ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ))[الأحزاب:21]. التالي دحض شبهة التركيز على الجنس في الشريعة الإسلامية حوار مع قس نصراني -2 السابق مقدمة الحلقة حوار مع قس نصراني -2 مواضيع ذات صلة إشكالية غياب الوعي والقدوة وتهميش دور المفكرين ومراكز القادة علاقة دين الإسلام بالحرب طرق تشكيك المسلمين في دينهم تابع الدوافع والأسباب وراء الحملة الغربية على المؤسسات الخيرية افتراؤه على عائشة رضي الله تعالى عنها