ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›القضاء والقدر›حاجتنا للإيمان بالقدر حاجتنا للإيمان بالقدر الاثنين 21 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4474 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: يوماً من الأيام رأيت في آخر الليل رؤيا أنني أمشي على عكازين كأن رجلي مكسورتان، وخرجت الصباح إلى عمل ثم رجعت بعدما طلعت الشمس فوجدت رجلاً يستوقفني في الشارع ووقفت أظنه يريد أن أحمله إلى مكان معين فوجدته يقول لي: انزل انزل أريدك! فنزلت له فأخبرني أن والدي رحمه الله قد توفي في تلك اللحظة، وكانت هذه صدمة أو مفاجأة؛ لأنه كان في قوة نشاطه واحتدام حيويته. إلى جوارنا كان هناك شاب، هذا الشاب كان قوياً إلى درجة أنه يستطيع أن يرفع السيارة بيده من قوة النشاط، وصار له حادث في وسط البلد وخرج من الحادث أشبه ما يكون بالجثة الهامدة، وأمضى فترة طويلة جداً في المستشفى، وأفاق وهو يجد نفسه معوقاً تماماً لا يتحرك منه إلا لسانه وعيناه، أتيته مرة أزوره، فوجدت النور يتوهج في وجهه وقسماته، قلت له: يا مناع ! ما شاء الله، ما هذا الإشراق وهذا النور؟! قال: والله أول ما صار الحادث صعب علي أن أتكيف مع الوضع لأني كنت قوياً وصحوت على نفسي بهذا العجز، فبدأت أتذكر أن هذا مكتوب وأخذني أخي إلى المرضى الذين إلى جواري فوجدت الكثير منهم أسوأ حالاً مني، وبدأت ألجأ إلى ذكر الله والتسبيح والاستغفار والذكر حتى أصبحت الآن أعيش حياة عادية؛ بل حياة طبيعية وجميلة، وفي ذات الوقت كنت أتحفظ أبياتاً قديمة لرجل مشهور: أبو الأسود الدؤلي الذي فقد سبعة من أولاده في سنة واحدة بالطاعون:سبقوا هـوي فأعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع يقال: إن ذا القرنين لما قربت وفاته قال لوالدته: يا أمي -وقد رأى حزنها- إذا مت فاعملي وليمة ضخمة وادعي لها أفراد الشعب كلهم، لكن أخبريهم ألا يحضر إلى الوليمة أي أحد سبق أن أصيب بمصيبة، فعملت وليمة ضخمة ودعت الشعب كله وقالت: كل أحد أصيب بمصيبة فلا يحضر، فلم يحضر أحد قط، فعرفت أن ولدها كان يريد أن يعزيها بعد وفاته أن المصيبة التي نزلت فيه ما من أحد إلا وقد مرت به أو أنه أصيب بها يوماً من الأيام.أذكر من القصص التي قرأتها: رجل اسمه بودلي رجل غربي فرنسي عاش في الصحراء الغربية ، وهو رجل غير مسلم ومع ذلك ألف كتاباً اسمه الرسول، هذا الرجل كتب سيرته مع عرب الصحراء، وقال: إنني جربت الحياة معهم ووجدت متعة عظيمة وفائدة لا يستهان بها أبداً، تعلمت من عرب الصحراء كيف أتغلب على القلق وعلى نوازعه ودوافعه في النفس، فهم قوم يؤمنون بالقضاء والقدر، وكلما نزلت بهم نازلة أدركوا أنها بقضاء الله وقدره فاستسلموا لها لكنهم لم يتركوا العمل قط، فهم يقاومون بكل ما أوتوا من قوة وبكل ما يستطيعون.يقول: مرة من المرات هبت علينا وعليهم عاصفة رملية، وذهب كثير من قطعان الغنم التي معهم والإبل وتفرقوا وأشياء كثيرة جداً، يقول: كنت في غاية الغضب والانفعال، فقالوا لي: إن الغضب لا يصنع شيئاً، لماذا تغضب؟ هذا أمر كتبه الله تعالى وقدره وقضاه، ووجدتهم يتنادون فيما بينهم ثم يجتمعون ثم يتحادثون ثم يتضاحكون وهم يقولون: الحمد لله! لقد بقي 40% من الغنم.ومرة أخرى يقول: كنا معهم في سيارة فتعطل أحد الإطارات ووجدتني أغضب وهم يهدئونني ويقولون لي: لا تغضب، الغضب لا يصنع شيئاً. مشوا بالسيارة المعطلة بعد قليل توقفت نهائياً ثم اكتشفنا أن البنزين أيضاً قد انتهى، وهم في كل ذلك يهدئونني ويعلمونني كيف يواجهون المشكلات بجدية وإصرار واستخدام لكل القوى والإمكانيات الموجودة، لكن من دون أن يفضي ذلك إلى نوع من الغضب أو الانفعال أو التحطيم.يقول: إيمانهم بالقضاء والقدر يمنحهم قوة في مواجهة المشكلات وصبراً عليها، لكنه لا يمنعهم أبداً من أن يقوموا بالأعمال التي يشعرون بفطرتهم أنهم يستطيعون أن يقوموا بها.إذاً الخلاصة: أن الحياة مجبولة على المشكلات ، فهذه مثلاً فتاة تعيش في بيت أبويها وقد يكون وضعاً صعباً جداً تنتظر الزوج الذي يخرجها من هذا الجحيم، وتتفاجأ أن الزوج مدمن مخدرات وقد ابتليت معه وتورطت معه، فتقول: إن شاء الله العزاء في الأولاد، فقد يأتي الأولاد ويكون هؤلاء الأولاد عققة فتتألم منهم وتقول: العزاء في البنت، فتفاجأ أن البنت أصابها حادث وأصبحت معوقة، أمام مثل هذه الأحداث التي تقع في الحياة ولا بد، ولا يمكن من أحد أو بيت أو أسرة إلا ويكون دخله منها شيء قليل أو كثير، هنا يكون الإيمان هو الواحة التي تجمل في ظلها الحياة:إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن يحي ديناومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينافهنا تدرك كيف أن ارتباط الإنسان بالله سبحانه وتعالى وشعوره بأن الله تعالى هو الذي يدبر الكون من حوله يجعله يشعر بحميمية الحياة وجمال الحياة، ويستمتع بكل مباهجها ومتعها وجمالاتها فيما أحل الله، وحينما يجد حرماناً منها أو من بعضها يعرف كيف يتكيف مع هذه الأشياء، بل حينما يجد نفسه محروماً أصلاً، يعني: إنسان ولد بعيب معين أو فتاة ولدت وهي دميمة أو فيها ما يعيبها أو يشينها، هنا إذا استشعرت القرب من الله سبحانه وتعالى وعملت بهذا فهذا يعطيها دفعة إيمان وإيجابية في مواجهة الحياة، لكنه ليس مانعاً قط من أن الإنسان يستخدم طاقته الفطرية في التغلب على المشكلات التي يواجهها. التالي الإيمان بالقضاء والقدر بين القدرية والجبرية القضاء والقدر السابق موقف الشيخ من الكلام في القدر القضاء والقدر مواضيع ذات صلة التوكل على الله سبحانه وتعالى حقائق يجب استحضارها عند الرد على من يحتجون بالقدر على ما يأتونه من ذنوب ومعاص حكم السفر إلى البلاد الموبوءة الرضا بأقدار الله سكون القلب وشجاعته وصبره