ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الفرح›الشعراء ودورهم في تحويل العيد إلى آلام وأحزان الشعراء ودورهم في تحويل العيد إلى آلام وأحزان الثلاثاء 29 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4575 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: هنا معنى قديم المتنبي أنا أذكر أنه شرع للشعراء من بعده قضية تحويل العيد إلى مناسبة لتذكر الآلام والأحزان، وقصيدته مشهورة لما خرج من عند كافور : عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد أصخرة أنا ما لي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريدوظل الشعراء من بعده ينسجون على منواله مع أن ربنا سبحانه يقول: ((وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ))[الشعراء:224] فـ لم يكن جيداً أن يكون العيد فرصة دائمة لجلد الناس بالأخطاء والذنوب الموجودة عندهم، أو تكدير الفرحة باستدعاء ذكريات من بعيد ومن قريب وآلام ومحاولة جمعها في هذه المناسبة، وإبعاد الصفاء والرضا عن الناس. وقد تأملت في الشعراء الذين جاءوا بعده -حتى المعاصرين مثلاً- فوجدت -مثلاً- في أشعار عمر أبي ريشة ، أو محمود غنيم ، أو عمر بهاء الدين الأميري ، أو البردوني ، أو زكي مبارك ، أو الرافعي .. أو غيرهم، أو العقاد؛ وجدت أنهم دائماً يضربون على هذا الوتر، فإذا جاء العيد بدلاً من أن يكون فرصة لنتبادل مشاعر الفرح، والسرور، والرضا، والمعاني الجميلة، أصبحنا نتحدث عن آلام ومعاناة، وأظن أن هذه المعاناة تقريباً تنقسم إلى صنفين: الصنف الأول: الحديث -كما أشرت- عن معاناة الأمة وآلامها، وهذا في الواقع شيء قديم وليس حديثاً، والأمة بقدر ما فيها من النقائص والعيوب، فيها من الخيرات والبركات، والمعاني الجميلة التي يمكن للإنسان أن يستذكرها، يعني: اجعل العيد فرصة لاستذكار ما يدعو إلى التفاؤل من صنوف الخير، والبر، والجود، والكرم، والإحسان، أذكر أننا كنا نحفظ في الصغر لشاعر اسمه محمد بن سليمان الشبل من عنيزة من القصيم يقول: يا عيد أنت على المدى إشراقة النفس العليله وسعادة القلب الذي لم يلق في الدنيا سبيلهلكنها الأيام تسـلب منك فرحتك الأصيلهوتعيد صفو العيش فيك إلى أمان مستحيلهلاحظ: يا فرحة العيد التي ثقلت على صدر الزمن عودي -الفرحة هذه ذهبت متى؟- عودي إذا عادوا إلى أرض الوطنعودي إذا عاد الفتى والطفل والشيخ المسن وتطلعوا في لهفة للأرض للحقل الأغنعودي إذا عاد الإخاء الحي في ظل العقيده المهم إن لم يكن هذا صفاء العيد فيك فلن نريدهإن لم يكن هذا صفاء العيد فيك فلن نطيقه فلقد سئمنا العيد أبيــاتاً وأثواباً رقيقه لا الجرح يدميها ولا الذكرى تمر بها دقيقه وأقول: مع إعجابي الشديد بهذا الشعر أنه لا. أخي محمد أبداً لن نسأم العيد، ويجب ألا نسأمه، ويجب أن نعطي قلوبنا ونفوسنا وأزواجنا وصبياننا وجيراننا فرصة كبيرة للفرح بهذا العيد. أيضاً: أذكر أنني وجدت لشاعر عراقي اسمه وليد الأعظمي توفي قبل سنة في التسعين من عمره، وقد سر حينما رآه بعض الإخوة وحدثوه أن دواوينه كانت تتداول وهو في الصغر، وأذكر له ديوان الزوابع ، وآخر اسمه أغاني المعركة فمما حفظته فيه أنه يقول: العيد أقبل يا وليد فلا تكن فرحاً به أبداً فما هو عيدما العيد إلا أن نعود لديننا حتى يعود نعيمنا المفقود أيضاً الأميري له مشاركة في هذا المعنى والسياق يقول: ما العيد والقدس في الأغلال راسفة وفي الخليل ملمات وتشريدوصيحة المسجد الأقصى مخنقة الـ أصداء بالدم والويلات ترديدواللاجئون صيام العيد فطرهم وجل أفراحهم هم وتسهيديا رب أخذك للباغين أخذ ردى والفتح للفتح حتى يصدق العيديجب أن ندرك أن هذا لا يعني تقصير الإنسان في إحساسه بمعاناة الآخرين لا، لكن أيضاً هذا يعني ألا يقصر الإنسان في حق نفسه، لأن المعاناة أحياناً لا تنفع، حتى مجرد اجترار الأحزان لا يغير من الواقع شيئاً، لكن التعاطف والتفاعل سواءً بالقول أو بالفعل أو بالمشاركة العقلية أو الحضورية أعتقد أن هذا هو الأمر الذي يحتاج إليه. طبعاً هذا معنى طويل جداً، وأعتقد أن الباب فيه يسترسل، وإذا كان عندنا في الغد حلقة قد ربما نعيد مزيداً من الإشارة.المقصود أن المعنى الأول الذي يحرم الناس أحياناً من بهجة العيد وفرحته هو استدعاؤهم لآلام ومصائب الأمة ومحاولة تحضيرها وتفكيكها بشكل جيد وقوي، وكأننا نقول لأنفسنا: يجب ألا نفرح. وهنا أذكر أنه أحياناً في بعض الكتب يعني ابن رجب في لطائف المعارف ذكر عدداً من الآثار منها: أن بعض السلف مر على شباب يضحكون يوم العيد، وقال: لماذا يضحك هؤلاء؟! إن كانوا مقبولين فما هذا شأن المقبولين، وإن كانوا محرومين فما هذا شأن المحرومين. وأقول: هذا أيضاً لقد تحجرت واسعاً. فالاعتدال في الفرح والاعتدال في الضحك، وقد تبسم النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، وداعب أصحابه وأزواجه والكبار والصبيان والبدو والحضر.. وهكذا كان أصحابه، بل قد يكون من أصحابه من هو متخصص في الضحك والإضحاك وصناعة الابتسامة في مكانها الطبيعي، إذاً هذا هو المعنى الأول. المعنى الثاني: هو المعاناة الخاصة التي قد تحرم الإنسان من فرحة العيد، والمعاناة كثيرة ألوان، والمؤمن إذا رضي وسلم واستحضر القضاء والقدر استذكر أن -على الأقل- هذه المصيبة يحمد الله أنها كانت أقل مما يمكن أن تكون. قد يمر العيد بالإنسان وهو سجين، فهنا يشعر بأنه معزول عن أهله، وعن أطفاله، ويشعر بأن الناس يفرحون في العيد وهو محروم من ذلك، المعتمد بن عباد معروفة قصته في التاريخ، وهو حاكم آل به الأمر إلى السجن في أغمات : فيما مضت كنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد في أغمات مأسوراترى بناتك في الأطمار خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا برزن نحوك للتسليم إلى قوله: يطأن في الطين والأقدام حافيـة كأنها لم تطأ مسكاً وكافورامن بات بعدك في ملك يسر به فإنما بات في الآمال مغرورا أيضاً الشاعر عبد الله المحيميد ابني عبد الله وهو شاعر يقول: عيد تعاودنا في السجن يا عيد وقد مضى زمن فيك الأغاريدبالأمس كنا وكان الشمل مجتمعاً واليوم يا عيد تشريد وتطريد يا عيد أذكيت نار الشوق في كبدي ففي الفؤاد من الذكرى تناهيد وأقول: حتى السجين يستطيع أن يفرح بالعيد، أو المصاب بأي مصيبة إذا استشعر في قلبه الفرح بقرب الله ورحمته، المصيبة حينما يكون السجن هنا سجناً لقلب الإنسان، أن يسجن الإنسان قلبه فيمنعه من المتعة، أو يسجن عقله بالفكر المنحرف، وهنا أذكر لك مثالاً فقط: شكري مصطفى هذا زعيم جماعة من الجماعات الغالية في مصر ممن يسمونهم بـجماعة التكفير والهجرة ، وأذكر أنه نشر له في إحدى المجلات قصيدة بمناسبة العيد يقول: من قبل الطوفان يعني: يكتبها لأطفاله، أو لمن وراءه يوم العيد. من قبل الطوفان اتبعني يا عبد الله واخرج من أرضك واتبعني في أرض فلاهأرض في قلبي لم يعبد فيها الشيطانأرض في فكري أحمله في كل مكانفاحمل أزوادك واتبعني يا عبد الله يكفينا زاداً في الدنيا هذا القرآنوهنا تقرأ وتلاحظ نوعاً من الشعور المفرط بالتميز عن الآخرين، والصفاء، والعزلة، والخصوصية، ثم يخاطب بيته وأطفاله، ويقول: حتى أنتم يا أولاديفي بيتي الشاكي من بعديالباكي يوم الأعيادفهنا يكون امتناع الإنسان عن الفرح والسرور ليس بسبب مصاب دنيوي يتجاوزه، وإنما بسبب قيد وضعه هو على عقله، أو على نفسه حال بينه وبين الفرح . المقدم: نعم، شعور قلبي، إذاً الفرحة تبدأ من امتلاء القلب بها أولاً، ثم يفيض ذلك على حديثه، وعلى المحيط الذي حوله. التالي أجوبة أسئلة المتصلين الفرح السابق الفرح في ظل الآلام والنكبات الفرح مواضيع ذات صلة حال النبي صلى الله عليه وسلم مع الشعر شعر المعارضات الشيخ سلمان العودة والشعر سرعة الشيخ بإلقاء الأبيات الشعرية في موكب الشعر