ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الزهد والورع›تعريف الزهد تعريف الزهد الثلاثاء 22 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4471 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: أما موضوعنا لهذا المساء فهو: عن الزهد والورع، وفي البدء فضيلة الشيخ بالطبع لابد من تعريف للزهد، وأيضاً مرادف للتعريف، وهل الورع هو نفس الزهد أم لا؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.الزهد يقول العلماء: إن هناك تعريفات كثيرة جداً ومتنوعة له، وقد سبق أن قرأت في هذا الموضوع كثيراً، وحاولت أن آخذ أفضل وأجمل الأقوال، فوجدت أن أحسن ما يمكن أن يقال في معنى الزهد: هو ترك الزيادات والفضول التي لا يحتاج المرء إليها في الدنيا ولا تنفعه في الآخرة.إذًا: الزهد مرتبط أولاً بترك الزيادة، وليس ترك الأشياء التي هي من أصول العيش والحياة، ثم هو مرتبط بالزيادة التي لا يحتاج إليها الإنسان في الدنيا ولا يترتب على تركها حرج أو مشقة للفرد أو للجماعة، وأيضاً ألا تكون مما ينفع في الدار الآخرة، فتحديد هنا أين يترك الإنسان؟ وما هي الأشياء التي يتركها؟ يعتمد على علم الإنسان وعقله وإدراكه، وبطبيعة الحال لما نقول: ترك، لا نقصد به ترك التملك، ترك ملكية الأشياء وحيازتها؛ لأننا نجد أن أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام: سليمان ، داود ، إبراهيم ، لوطاً ، شعيباً ، كلهم كانوا يملكون، بعضهم يملك إبلاً وغنماً وشياهاً وبقراً وملكاً كثيراً، كذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بما في ذلك العشرة المبشرين بالجنة، كان عندهم ملكيات كبيرة جداً.أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول ما ولي الخلافة من الصباح حمل البز وذهب إلى السوق، كان بزازاً يبيع قماشاً، قالوا له: إلى أين يا أمير المؤمنين؟ قال: أبيع وأشتري، وأنفق على أولادي وبيتي، قالوا له: لا، الآن لا يمكن هذا، واتفق مجموعة من الصحابة التقوا عمر و عبد الرحمن بن عوف وفرضوا له جعلاً أو عطاءً مقابل العمل الوظيفي، المهمة التي كلفوه بها في إدارة شئون المسلمين.ولذلك العشرة المبشرون بالجنة كان -إن صح التعبير- الكثير منهم مليونيرات، لكن الدنيا كانت في أيديهم ولم تكن في قلوبهم.إذًا: ليس المقصود هنا لما نقول: الترك، أن الإنسان يترك حيازتها أو يترك تملكها، لكن ألا يسمح لها أن تتسلل إلى قلبه، ولهذا خلاصة ما أجده في تعريفات الأئمة والعلماء وهي كثيرة جداً: أن الزهد حقيقة قلبية قبل أن تكون حقيقة واقعية؛ ولهذا في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس الغنى عن كثرة العرض، وإنما الغنى غنى النفس)، الغنى ليس كثرة الأموال والتجارات والأشياء، وإنما هو أن تكون نفس الإنسان غنية، فإذا كانت نفس الإنسان غنية فلا يضره أن يكون عنده مال كثير؛ لأنه يبذله بطواعية في محله، وإذا كانت نفس الإنسان غنية فلا يضره أيضاً أن يكون معدماً لا يملك الكثير؛ لأن غنى النفس تاج على رأسه، وكلما نظرت في هذا التعريف وهو: أن الزهد حقيقة قلبية، وطبقت عليه أقوال الأئمة وغيرها وجدت أن هذا الكلام سليم تماماً.مثلاً الحسن البصري لما سئل عن الزهد قال: [ليس الزهد بتحريم الحلال، ولا بإضاعة المال، ولكن أن تكون ثقتك بما عند الله تعالى خيراً من ثقتك بما في يدك]، لاحظ هنا كلام الحسن البصري ، يقصد أن يكون قلبك فيه توكل على الله سبحانه وتعالى، وتفويض إليه وثقة بما عنده.وكذلك الجنيد وهو سيد الطائفة لما سئل عن الزهد، قال: [أن يخلو القلب مما خلت منه اليد]، وأنت تلاحظ هنا في تعريف الجنيد كأنه يقصر الزهد على الناس الذين ابتلاهم الله تعالى بالفقر وكتب عليهم ألا يغتنوا، وأحياناً بعض الناس يقولون: فلان محارف، محارف ما معناه؟ معناه: أنه لا يرزق، كلما دخل في تجارة فشل فيها، إما يكون ما له حظ، أو لم يكتب له ذلك، ليس عنده تأهيل أو قابلية، فتكون عنده قناعة، فهنا يكون الزهد ليس عاماً لكل الخلق، وإنما للإنسان الذي حرم من العطاء أو حرم من المال، فلا تذهب نفسه وراءه حسرات، وإنما يرضى بما قضى الله تعالى له وقدر.وكذلك سفيان الثوري رضي الله عنه، لما سئل عن الزهد قال: [هو قصر الأمل، وليس بلبس العباءة، ولا بأكل الخشن والغليظ من الطعام].إذاً: تتفق كلمتهم على أن قضية الزهد هي معنى يفيض في القلب، وقد يكون الإنسان غنياً موسراً عنده أموال ضخمة جداً، ومع ذلك يصح أن يوصف بأنه زاهد؛ لأن هذا المال في يده وليس في قلبه، فهو بمنزلة الفراش الذي يقعد عليه، والدابة أو السيارة التي يركبها.. وما أشبه ذلك. التالي حكم ترك السعي في الدنيا وجمع المال خشية عدم القيام بالحقوق الزهد والورع السابق مقدمة الحلقة الزهد والورع مواضيع ذات صلة مفهوم التثبت والتبين تعريف الصديقية وذكر صور منها تفسير مصطلح الصحافة ونظرة تاريخية إلى بداية ظهورها مفهوم التدويل مفهوم الصوفية