ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الدعوة›مفهوم الدعوة إلى الله مفهوم الدعوة إلى الله الاثنين 28 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4453 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: الدعوة إلى الله عز وجل!فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العنوان كبير جداً، وأنا متأكد -وكذلك أعتقد أن المشاهدين والمستمعين يشاركونني الرأي- أنه لا يمكن أن نلم بجوانب هذا الموضوع في حلقة، لكن حسبنا اليوم أن نجمل بعناوين وبإشارات متفرقة، لعلنا نبدأ من حقيقة الدعوة في التشريع الإسلامي.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.الدعوة إلى الله تبارك وتعالى هي المهمة الإصلاحية العظمى التي بعث من أجلها الرسل والأنبياء، ثم تولاها من بعدهم أتباعهم وتولتها أممهم.[ الدعوة إلى الله عز وجل ليست عملاً محدوداً ]، تمتد من ذلك الشاب المسرف على نفسه الذي يقول كلمة بشك وتردد لمجموعة من أصدقائه يأمرهم فيها بمعروف ولو كان قد تركه، أو ينهاهم فيها عن منكر ولو كان قد وقع فيه، لكن لا على سبيل الازدواجية والسخرية، وإنما على سبيل عتاب النفس على التقصير وإشراك الآخرين في هذا العتاب، ومن هنا تبدأ هذه المهمة الدعوية التي تلامس مسئولية كل فرد مسلم حتى لو كان مسرفاً ومقصراً، وحتى فيما هو مسرف ومقصر فيه، فهو يأمر نفسه وغيره، وينهى نفسه وغيره أيضاً.ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمدوتمتد إلى جهود دعوية وإصلاحية يسهر عليها فئات ونخب من المصلحين والدعاة والعلماء والمتحدثين والمهمومين بقضايا الإسلام وقضايا الأمة عبر عصور طويلة، وتنتهي بمحاولات المشاريع الشاملة لنهضة الأمة ورقيها وإصلاحها.إذاً: [ الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ليست تخصصاً لفئة معينة من الناس ]، الإنسان الذي يقدم استشارات تربوية للناس فهو داعية، الإنسان الذي يقدم استشارات اجتماعية فهو داعية، الإنسان الذي يقدم خدمات إنسانية للمجتمع فهو داعية، بل الإنسان الذي يحاول أن يقدم نماذج وبدائل للناس فيما يقعون فيه هو يمارس مهمة دعوية، لماذا؟ لأن حتى الإنسان الذي نقدم له خطاباً نأمره بشيء أو ننهاه عن شيء هو بحاجة إلى مناخ وإلى جو يساعده على الالتزام، يعني: الشاب -مثلاً- الذي يجد زوجة صالحة، ويجد بيتاً مستقراً، ويجد عملاً، ويجد بيئة مناسبة، هذا الشاب أقرب ما يكون إلى تقبل الخير وأبعد ما يكون عن الخضوع لضغوط الشهوة والإغراء مثلاً.بينما الشاب المحروم من ذلك كله، الذي لا يجد من يساعده، ولا من يشير عليه، ولا من يقدم له البديل المناسب هو لقمة سهلة للأشرار، يوماً من الأيام رأيت شاباً صغيراً يدخن في الشارع فوقفت وقلت له: يا بني! مثل هذا العمل يؤثر على حاضرك، على مستقبلك، على صحتك، على قواك، فقال: كلها فاسدة فاسدة. يعني: ما هناك فائدة.هذا يومئ أحياناً أن حالات الإحباط واليأس والانقطاع هي البيئات التي يعشش فيها ألوان الفساد، وعلى النقيض من ذلك فإن المجتمعات التي فيها انضباط ومسئولية وتكافل وتعاون هي البيئات المناسبة للدعوة.[ الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى مهمة إصلاحية، مهمة حياتية ]، ليست مجرد كلمة تقال كما يقال: "قل كلمتك وامش"، وإنما هي مشروع متواصل، وأيضاً [ ليس المقصود من الدعوة هو كما قد يتخيل البعض فقط إقامة الحجة على الناس، وإن كان هذا من ضمن المقاصد ]: ((لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ))[النساء:165]، لكن الدعوة مهمتها إصلاحية بالدرجة الأولى، يعني: محاولة إنقاذ الناس؛ ولهذا الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يقتصروا على مجرد البلاغ العام، وإنما واصلوا واستمروا وصبروا.وعلى سبيل المثال نوح عليه السلام: ((فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا))[العنكبوت:14]، ألف سنة إلا خمسين عاماً، ماذا كان يصنع؟ ((قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا))[نوح:5-6] إلى قوله: ((ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ))[نوح:7-10]، إلى آخر ما هو معلوم.إذاً: هناك مجهود متواصل وصبر وإصرار، ودأب حتى الوصول. التالي من صفات الداعية إلى الله عز وجل الإخلاص وسمو المقصد الدعوة السابق مقدمة الحلقة الدعوة مواضيع ذات صلة الاجتهاد في دعوة من ظاهره لا يصلي ولا يصوم المفهوم الحقيقي للدعوة الدعوة إلى الله تعالى.. نظرة واقعية ضرورة الإحساس بالمسئولية والمشاركة في الدعوة العمل للدين مسئولية الجميع