ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الحوار›واقع الحوار في المجتمعات العربية واقع الحوار في المجتمعات العربية الأربعاء 16 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4745 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أما فيما يتعلق بواقع الحوار كما أشرت إليه، فنحن نجد على سبيل المثال أن هناك: الحوار الفكري، أو الحوار العلمي، القنوات الفضائية، هناك قنوات متخصصة في الحوار، أو تقوم برامجها بشكل أغلبي على محاورات، وقد تكون مناظرات بين أطراف مختلفة، أطراف متباينة في مواقفها السياسية، أو في مواقفها العقدية، أو العلمية، أو غير ذلك، وهناك الكثير من القنوات، بل لا يكاد يوجد قناة إلا وفيها على الأقل برنامج واحد لحوار بين أطراف مختلفة، وهذا اعتراف بأهمية الاستماع للآخرين.أيضاً: مواقع الإنترنت، الحقيقة أن الإنترنت بقدر ما هو فتح عظيم إلا أنه مشكلة إذا لم يتم ضبطها وتصحيحها، فأنت تجد ما يسمى بالمنتديات، دعك من مواقع الشات أو المحادثات وغيرها، والتي فيها أحياناً إسفاف، لكن منتديات الحوار في الإنترنت بقدر ما تفتح للناس آفاق التواصل فيما بينهم، إلا أنه إذا لم يكن هناك نوع من الانضباط، والضوابط الجيدة، والأصول الممتازة، فإنها تتحول أحياناً إلى ساحة للعراك والصدام والصياح، بدلاً من الحوار الذي يقرب بين المتحاورين.قد تسألني أيضاً عن تقييم واقع الحوار، فأقول: إنه قد نقول من غير تشاؤم: مجتمعاتنا الإسلامية فيها عدد من المشكلات:هناك مشكلة في الاستماع، بحيث أننا نحن -العرب- نميل إلى كثرة الحديث أكثر مما نميل إلى الاستماع، ولذلك تجد هذا يتكلم والآخر ينتظر دوره. أيضاً: هناك مشكلة غير الاستماع، وهي مشكلة الفهم، على ما يقول العربي الذي يقول:أقول له عمراً فيسمعه سعداً ويكتبه حمداً وينطقه زيداًفكون الإنسان يسمع شيئاً ويفهم شيئاً ثانياً، ويعبر بشيء ثالث؛ مشكلة أيضاً. النقطة الثالثة: مشكلة النقل والتثبت، وربنا سبحانه يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا))[الحجرات:6]، وفي قراءة: (فتثبتوا)، فالتثبت مبدأ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)، فقضية كون الإنسان يتقن فهم الفكرة ثم يتقن نقلها بشكل صحيح، هذا مستوى راق أظن أننا لا زلنا بعيدين، أو دعنا نقول بشكل أفضل: أننا بأمس الحاجة إليه، أن نتربى كيف نفهم الأشياء بشكل صحيح ونتأكد منها، ثم كيف ننقلها أيضاً للآخرين بطريقة صحيحة، وأنا أذكر لعبة كنا نديرها: أن يجلس مجموعة من الشباب ثم يهمس الواحد في أذن الذي إلى جانبه بكلمة، والآخر يهمس بها، فننظر عند الأخير فنجد أن هذه الكلمة قد تغيرت مائة وثمانين درجة عن الكلمة التي قالها الأول، هذه إشارة إلى قضية النقل، وكيف نقوم بتغيير الأفكار والمفاهيم، بل ومسخها في كثير من الأحيان.يضاف إلى ذلك أيضاً: أزمة أخلاقية تتعلق بتعمد التشويه أو التزوير أو الكذب أحياناً، ولعلي أذكر لك نموذجاً طريفاً، قد أختار هذا النموذج لأنه يمسني، وإن كان الأفضل أن نستشعر مشاكل الآخرين مثلما نستشعر مشاكل أنفسنا، إحدى المرات جاءتني رسالة من وكالة أنباء تقول: فلان -وتشير إلي- يعد أتباعه بالاستمتاع بسبايا الحرب، فاستغربت من هذا العنوان، وبسرعة دار في ذهني أي موضوع سبق أنني تكلمت عنه يتعلق بقضية سبايا الحرب، لم أذكر شيئاً، فرجعت للكلمة المشار إليها أو الموضع، فوجدت أنه كان تعليقاً أو فتوى مخاطبة للشباب في ديار الغرب، وبيان أن الإسلام دين يأمر أتباعه بالالتزام بالأنظمة الموجودة هناك وعدم الخروج عليها، وأن هذا لا يعارض الشريعة، وأن قضية استحلال دمائهم.. والأنظمة ليس المقصود أن الإنسان -والعياذ بالله- يكفر بدينه، وإنما المقصود أن هناك أنظمة عامة يقوم عليها المجتمع، فقضية استحلال الدماء أو استحلال الأموال أو استحلال الكذب..القيم الأخلاقية يجب أن نظل ملتزمين بها هناك، فوجدت أنه ضمن الكلام أنني قلت للذين يستحلون الفروج أحياناً: إنه حتى في الحرب الشرعية لا يجوز التعامل بهذه الطريقة مع السبايا، فليس من حق أي إنسان أنه يختار أي امرأة ويستمتع بها. فقط هذه الكلمة.وأيضاً: هناك داعية آخر ذكر لي مرة قصة ووقفت عليها أيضاً، أنه مرة سأله واحد: لماذا تخرج في قناة معينة؟ فقال: أنا لو دعتني أي جهة حتى لو أن جريدة إسرائيلية دعتني للكتابة لكتبت، فالتقط أحدهم هذه الكلمة وكتب بالخط العريض: فلان يدعو للتطبيع مع إسرائيل.حينما أقول هذه الأمثلة لا أقصد تبرئة طرف معين، فأنا أقول: إن الذين يديرون الحوارات -سواء كانوا من الأطراف الإسلامية- أو غير الإسلامية يعانون مشكلة كبيرة في الجوانب الأخلاقية، وفي الجوانب الإجرائية فيما يتعلق بموضوع الحوار، وإذا كان الإسلام قضية عادلة، وهذا ما يؤمن به المسلمون جميعاً، فأعتقد أن من حق هذه القضية العادلة أن يكون لها محام ناضج وناجح، ومن هنا أؤكد على أهمية وجود الحوار، وضبطه، وإعداد المحاورين بشكل لائق. التالي أسباب غياب الحوار في المجتمعات العربية الحوار السابق أنواع الحوار بحسب المتحاورين الحوار مواضيع ذات صلة فائدة الاعتراف بالآخر اجتناب الصياح واللجاج خطورة الخلاف العلمي الانتقائي اختلاف الصحابة في أمر الخلافة بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام الاختلاف في الطبائع البشرية