ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الجهاد›الجهاد.. بين الدفع والطلب الجهاد.. بين الدفع والطلب السبت 12 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4514 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نبقى في سؤالك الذي هو.. يعني: ماهية الجهاد في الإسلام، وهل هو جهاد طلب أو هو جهاد دفع؟وأقول: إن هذا السؤال تقليدي، كثيراً ما يكرر ويردد، وكأنه من الأسئلة المفخخة كما عبرت عنه في أحد المرات، بمعنى: أن بعض الأسئلة تفرض على المجيب أحد طريقين لا ثالث لهما، بينما يمكن الانفصال عن السؤال كله جملة ، وإن كان هذا السؤال له وجه، ونحن نجد أن من أهل العلم السابقين من قال: إن الجهاد هو لمدافعة العدو، وهذا ذكره سفيان الثوري ، ولكن أكثر أهل العلم على أن الجهاد يكون للمجاهدة ومدافعة العدو كما يكون جهاد الطلب أيضاً، ويسمى جهاد المبادأة أحياناً، يعني: البدء بمقاتلة الأعداء.إنما بكل حال يجب تحديد مفهوم المبادأة ومفهوم الهجوم، هل يعني أن الإسلام دين العدوان على الأمم الأخرى هكذا، بمجرد ما يؤنس المسلمون من أنفسهم قوة أنهم يهجمون على العدو؟ ليس هذا هو المعنى، وقد وضعت عبارة سابقة في أحد المجامع العلمية وعرضتها على عدد من الفقهاء واستجادوها واستحسنوها، فقلت: إننا يمكن أن نعبر أنه ليس هناك ضرورة أن نقول: مسألة هجوم أو دفاع؛ لأن هذا السؤال ليس له صيغة شرعية، ولم يرد في كتاب ولا في سنة، وإنما هو نوع من الأسئلة التي قد تكون واضحة أو ملبسة، إنما لو قلنا: إن مقصد الجهاد في الإسلام هو حماية المشروع الإسلامي ، حماية الإسلام، حماية المسلمين، حماية الأمة الإسلامية، الحماية بالتأكيد تعني المقاومة، ولذلك أنا أقول: إن المقاومة في الإسلام ومدافعة المحتلين والغزاة قدر متفق عليه في الأصل عند المسلمين وعند غير المسلمين أيضاً، فكل الأمم تؤمن بأن من حقها مقاومة من يغزوها أو يحتل أرضها أو ينهب خيراتها أو يعتدي على أعراضها أو أفرادها، أو يتدخل في شئونها الخاصة ، هذا قدر متفق عليه، وهو داخل في الحماية دخولاً أولياً كما هو معروف.أيضاً من الجهاد أحياناً المبادأة، حينما تكون المبادأة، ويكون الطلب ضرورياً للحماية، بمعنى أن هناك أمماً من أمم الأرض ليس بيننا وبينهم عقد ولا عهد ولا ميثاق ولا اتفاق، وهذه الأمم نرى أنها تتجهز وتعد العدة وتأتي معلومات أحياناً أمنية أو استخباراتية أو حقائق تؤكد أن هذه الأمم تتهيأ كما في عهد الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون: كنا نحدث أن بعض الأمم تنعل الخيل لحربنا، يعني: تتهيأ وتستعد لغزو المسلمين وحربهم، فهنا يكون من حق المسلمين أيضاً أنه ليس بالضرورة أن المسلم دائماً وأبداً ينتظر الضربة، بل قد يقوم بالغزو أو يقوم بالجهاد الابتدائي: ابتدائي أو طلبي حينما يكون الجهاد أو القتال هنا من ضروريات الدفاع .ونحن نجد أنه على سبيل المثال اليوم كثيراً من الأمم؛ أمريكا الآن تضرب في العراق ، وتقول: إن هذا لحماية الأمن القومي الأمريكي، وتضرب في أفغانستان وتقول ذلك.إسرائيل تضرب في لبنان وتضرب في سوريا وضربت من قبل في العراق ، وممكن تضرب في مصر أو في أماكن أخرى، وربما تضرب في إيران ، وتقول: والله هذه الضربات ضربات استباقية كما يقال، أو إنها ضرورية لحماية الأمن القومي.إذاً: الإسلام لا يؤمن بالعدوان الذي يمارسونه ظلماً تحت هذا الاسم، لكن يؤمن بأن من حق المسلمين أن يدافعوا عن أنفسهم أولاً، ويؤمن بأن من حق المسلمين أيضاً ومن ضرورات الدفاع أحياناً أن يهاجموا حينما يكون هناك عدو ليس بينه وبينهم عهد ولا ميثاق وهو يتهيأ لضربهم أو القضاء عليهم. المقدم: يعني هو حماية سواء كان دفعاً أم مبادأه..الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، هو حماية للمشروع الإسلامي، وفي نظري أن هذا المعنى سهل وواضح، وممكن تقبله أكاديمياً وعلمياً، ويمكن تقبله إعلامياً؛ لأن الآن مثلاً افترض أن المسلم الذي يستمع إلينا الآن في أمريكا ، ويتخاطب مع أمريكيين، إذا كان يعاتبهم ويقول لهم: لماذا دولتكم تعتدي على المسلمين في العراق أو أفغانستان أو تدعم أطرافاً معادية للإسلام، وقالوا له: والله دينكم أصلاً هو بمجرد.. يعني مشكلتكم أنكم لا تملكون القوة، وأنكم لو ملكتموها سوف تكونون أكثر منا اندفاعاً وعدوانية، هذا سؤال كثيراً ما يسأله الشباب المقيمون هناك الذين يختلطون بالأمريكان، فهنا يأتي الجواب: إن الإسلام يشرع القتال هنا لحماية الإسلام، لحماية المشروع الإسلامي،فهو دين لا يعتدي، ولذلك فالقرآن الكريم -وهذه في نظري من أهم الآيات التي يجب إيرادها في موضوع الجهاد- أن الله سبحانه وتعالى يقول: ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ))[البقرة:190]، وأول ما شرع الجهاد: ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا))[الحج:39].فكان في البداية دفاعاً محضاً فقط، لكن الآية الأخرى: ((وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ))[البقرة:190]، إما يقاتلونكم بالفعل، بمعنى: أنكم معهم في حرب قائمة، أو يقاتلونكم بالقوة، بمعنى أنهم يتهيئون لقتالكم ويستعدون للهجوم عليكم، وفقط في الآية نفسها قوله سبحانه: ((وَلا تَعْتَدُوا))[البقرة:190]، فسمى ما زاد على ذلك اعتداء، هل يمكن أن يشرع الله الاعتداء الذي سماه الله سبحانه وتعالى اعتداءً في موضع، هل يمكن أن يكون شرعاً مقبولاً؟ كلا، الله سبحانه وتعالى لا يحب المعتدين، ولذلك عقب بقوله: ((وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ))[البقرة:190]، و أرى أن هذه الكلمة في قوله: ((وَلا تَعْتَدُوا))[البقرة:190]، والتعقيب بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ))[البقرة:190] دليل على أن مثل هذا المعنى الموجود في الآية لا يمكن أن يلحقه نسخ كما قد يتوقع البعض أن هذه مرحلة من المراحل، ثم انتقل المسلمون بعدها. التالي التوسعات الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة الجهاد السابق مكانة القتال من الجهاد الجهاد مواضيع ذات صلة أقسام الجهاد باعتبار الحكم الجهاد في سبيل الله ودعوات السلام الجهاد ومفهومه العام الموقف من التحريض على جهاد اليهود توجيه في ذهاب الشباب للجهاد في العراق