ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الجمال›الجمال ضابط فطري ذو رصيد شرعي الجمال ضابط فطري ذو رصيد شرعي الاثنين 14 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4464 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم. بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، لماذا نتحدث عن الجمال؟أعتقد أن هذا السؤال يحتاج إلى سؤال: لماذا يسأل عنه؟ مداخلة: نعم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: لأن الحديث عن الجمال هو أمر طبعي، أمر فطري، فقد غرس الله في النفوس والعقول والقلوب حب الجمال، والميل إليه والتعلق به وتذوقه، ونحن نجد أن الفطرة الإنسانية بطبيعتها تميل إلى هذا الجانب، حتى فطر الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين ، النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً عندما جاءت المرأة بنت الحارث ورأتها عائشة قالت: (رأيتها امرأة ملاحة، فعلمت أنها سوف تعجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا نموذج من رؤية الجمال ومشاهدته وتذوقه، لكن الجمال فيما هو أبعد من ذلك، في مشاهدة الكون ومخلوقات الله سبحانه وتعالى، الجمال الحسي، والجمال المعنوي، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً يشيد بالرجل الذي دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال، فقال: إني أخاف الله. وجعله من السبعة الذين يظلهم الله تعالى في ظله؛ لأن الجمال له أثر وله جاذبية، فإذا امتنع الإنسان عن الاستجابة لإغرائه ودفعه دل هذا على قوة يقينه وقوة إيمانه وإيثاره ما عند الله سبحانه وتعالى.وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر النكاح، قال: (تنكح المرأة لأربع)، يعني: يبين ما عليه الناس: أن المرأة تنكح (لحسبها أونسبها أومالها أوجمالها)، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).إذاً: قضية التعلق بالجمال وأنه يوجه الأنظار هذه فطرة بشرية، وتاريخ البشرية كلها في كل العصور وفي كل الشعوب والأجناس؛ تجد أن آدابهم مليئة بالقصص والأخبار والروايات من روميو و جولييت إلى قيس و ليلى ، إلى غيرهم من الصور التي يكون فيها تعلق، وتجد أن أشعارهم ناطقة بمحبة الجمال والتعلق به، وأذكر من الفقهاء -مثلاً- أبا بكر بن داود الظاهري له قصيدة يقول فيها:لكل امرئ ضيف يسر بقربه ...مع أنه كما يقال: عشق وعف.لكل امرئ ضيف يسر بقربه وما لي سوى الأحزان والهم من ضيفله مقلة ترمي القلوب بأسهم أشد من الضرب المدارك بالسيفيقول خليلي كيف صبرك بعدنا فقلت وهل صبر فيسأل عن كيفإذاً: هذا أمر فطري وجبلي جبل عليه الإنسان، وهنا عندي ملاحظة أخي فهد : أن الملاحظ يدرك أن كل ما جبل الله تعالى العباد عليه، فإن هذه الجبلة لحكمة يعلمها الله وليست عبثاً، ولذلك يأتي في الشريعة ما يقبل هذه الجبلة ويستجيب لها أحياناً ويؤيدها، وما ينظمها ويمنعها من الوقوع في مراتع السوء والانحراف أحياناً أخرى، فكل ما تستحسنه النفوس من الأصوات أو المناظر والصور أو الأشكال أو الأفعال أو غيرها يوجد في الشرع رصيد له، بمعنى أنه يكون في حالات مطلوباً، ويكون في حالات مباحاً، ويكون في حالات ممنوعاً.. وهكذا.الأمر الثاني: الشرع، فإن الإسلام دين جاء بمحبة الجمال والاعتراف به وتذوقه وتربية النفوس عليه، وهذا المعنى في الإسلام معنى يجب إبرازه وإيضاحه.الجانب الثالث -ولعله يأتي فرصة للحديث عن قضية الجمال في الإسلام- أن العصر الحاضر هو عصر ربما ولع الناس فيه بالجمال كثيراً، وأصبح هناك تطلع وتطلب للجمال.. جمال الصور والأشكال والأزياء والمناظر والهيئات، وأيضاً: المناظر الطبيعية، ولهذا تجد تعلق الناس -مثلاً- بالسياحة وهي في الأصل جزء مما هو مطلوب شرعاً: ((فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ))[الملك:15] إذا انضبطت.فجزء من السياحة هو نوع من مشاهدة الجمال في مجاله ومواقعه والتي تكون غريبة على الإنسان أحياناً، سواء كان جمالاً في أصل الطبيعة وما خلق الله من أشجار وأزهار ورياحين ومناظر وجبال وتناسق بين هذه الأشياء، أو كان فيما صنعه الإنسان من الآثار الجميلة والمعبرة.. إلى غير ذلك.إذاً: الجمال تتوافر فيه ثلاثة أشياء:أولاً: أنه استجابة للفطرة.ثانياً: أنه تجاوب مع طلب الشريعة وتربيتها على الجمال، وحثها على تذوقه وممارسته أيضاً.ثالثاً: أن العصر الحاضر يضج به. التالي المفهوم العام للجمال الجمال السابق مقدمة الحلقة الجمال مواضيع ذات صلة علاج مشكلة الغريزة الجنسية مدى صحة القول بأن الحب من أول نظرة الإيجابية والتفاؤل سام والتون نماذج من الهموم التي يحملها الإنسان