ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›التوبة›الجبلة على المعصية الجبلة على المعصية الثلاثاء 8 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4683 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: والمعصية من حيث الأصل موجودة؛ مركب في الإنسان جانب الميل وجانب الهوى؛ ولذلك نجد أن آدم عليه الصلاة والسلام لما كان في الجنة أهبط منها بسبب وقوعه في الذنب ومخالفته للأمر وأكله من الشجرة، وقد اقتبس بعضهم هذا المعنى، وقال: تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي درج الجنان بها ونيل أجر العابدونسيت أن الله أخرج آدماً منها إلى الدنيا بذنب واحدوهذا اقتباس جميل ومعنى مهم.فالإنسان مجبول على نوع من الميل والقابلية؛ ولذلك الله تعالى عنده ملائكة ((لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))[التحريم:6]، لكنه شاء أن يخلق خلقاً متميزاً، فلما خلق آدم خلقه عز وجل خلقاً لا يتمالك، حتى الشيطان كان يطيف به ويدور حوله ورآه أجوف -يعني: له جوف- فعرف أنه خلق لا يتمالك، يعني: عنده نوع من البشرية.. القابلية.. التأثر.. الاحتياج.. الشهوة، وهذا سر الابتلاء بالنسبة للإنسان، أن الله عز وجل لو جبل الإنسان على فعل الطاعة مطلقاً لم يكن هناك تميُّز بين المطيع والعاصي، ولا تسابق في الدرجات، ولم يكن هناك معنى للإيمان والإحسان والإسلام، ودرجات الجنة منها درجات المجاهدين فقط مائة درجة، كل درجة كما بين السماء والأرض كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يكون من الناس من البشر من ذرية آدم الصديقون والشهداء والصالحون والسابقون والأبرار والمقربون، كما قال ربنا سبحانه: ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ))[فاطر:32].إذاً: الإنسان خلق ظلوماً جهولاً، (ولو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله تعالى لهم)؛ لأن الله تعالى من أسمائه الغفار، ومن أسمائه التواب، ومن أسمائه الرحيم العفو، فهذه الأسماء يقابلها أن الإنسان أهل لأن يخطي فيستغفر، ويغفر الله تبارك وتعالى له.ولذلك أيضاً في الحديث المتفق عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : (كتب على ابن آدم حظه من الزنا مدرك ذلك لا محالة)، فابن آدم له حظ، كل الناس -إلا من استثني- كتب عليه حظه من الزنا، لكن هذا الحظ يتفاوت، (فالعين تزني) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، (وزناها النظر)، ومن هو الذي يستطيع أن يقول: إنه قد كفَّ عينه فلم ير يوماً من الأيام ما لا يحب الله تعالى ولا يرضى؟!والأذن تزني وزناها السمع، وقد يسمع الإنسان أيضاً من القول ما لا يحب الله عز وجل أن يسمعه، والأصوات وسواها.والفم يزني وزناه القول أو الكلام، وأيضاً الشفة تزني وزناها القبلة، واليد تزني وزناها اللمس أو البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والقلب، وهل القلب يزني؟نعم القلب يزني بالتمني، لكن هذا مما هو عفو؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عفا لأمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)، (والفرج يصدق ذلك أو يكذبه).إذاً: هناك فطرة في الإنسان.. ميل.. تطلع.. تمنٍّ، والعبرة بما يفعله اللسان من الاستجابة لهذه النوازع والاسترسال وراءها، أو كف النفس والصبر ابتغاء مرضات الله عز وجل. التالي أنواع الذنوب من حيث درجاتها التوبة السابق مفهوم المعصية التوبة مواضيع ذات صلة نماذج من قصص التائبين الطرق التي يتوصل بها الشيطان إلى أمنيته الشيخ العودة ونماذج من آلام الحياة وأثرها عليه حال المؤمن مع المعاصي التوبة