ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›التسامح›مفهوم التسامح ومنزلته في الإسلام مفهوم التسامح ومنزلته في الإسلام الجمعة 25 رمضان 1426هـ طباعة قراءة المادة كاملة د. سلمان العودة 4785 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: أما موضوعنا لهذا اليوم فهو عن التسامح، ولعلك تأذن لي يا شيخ! أن أبتدئ الموضوع في سؤال يحتمل شقين، أو مداخلة أو كذا، وأنا أطلت فيها لأني آخذها من الموقع.واحد رمز لنفسه باسم (محب الوضوح)، جميل أن أبدأ فيها كمداخلة، يقول: إني أذكر أن يوماً من الأيام كان الشيخ سلمان العودة يناقش كتاباً لأحد الأعلام وكان يقول: إنني أضع يدي على قلبي خوفاً من عنوان هذا الكتاب في بداية النقاش، هو يقول: أن أضع يدي على قلبي خوفاً من عنوان التسامح، لماذا التسامح الآن؟ ولماذا في هذا الوقت؟أيضاً أذكرك بسؤال الأخ أحمد من السعودية أمس كان في موضوع الخوف، وكان يسأل وأجلناه إلى اليوم.أيضاً نفس الإطار يقول: التسامح الآن كيف يصنف؟ وهل هو التسامح الآن إذا فعلاً اتبعنا منهج التسامح هل هو يناقض مبدأ الولاء والبراء وتمامه؟ تفضل يا شيخ!الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: جميل. بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. التسامح كلمة جميلة باتفاق اللغات والأعراف والأمم كلها ، ولذلك علينا ألا نضع أيدينا على قلوبنا، وألا نخشى من طرح هذا الموضوع، بل أن نلح عليه إلحاحاً كبيراً.التسامح يعني أكثر من معنى، التسامح يعني أولاً: الصفح عمن أخطأ عليك، أو أساء إليك في يومٍ من الأيام، أو تجاوز حده، فهو بهذا الاعتبار قيمة أخلاقية عظمى لا يطيقها إلا أشداء الرجال الذين ينتصرون على أنفسهم، والانتصار على النفس هو قمة الانتصار .. (ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، ولا غرابة؛ فرغم أن النصوص الشرعية الكثيرة في القرآن الكريم، والتي لا تحتمل التأويل، والنصوص النبوية الكثيرة جداً، وأيضاً الأعمال والتطبيقات النبوية والراشدية والإسلامية عبر القرون كلها، إلا أنني أقول: قد يكون هناك نوع من الصراع -إن صح التعبير- بين هذه المبادئ والقيم الربانية الإسلامية والتطبيقات وبين -أحياناً- الأنا الإنسانية، أنانية الإنسان التي تطالب بحظها وحقها وتتمرد على العفو والتسامح، وأحياناً الصراع بين هذه النصوص الشرعية وبين الثأر العربي.. روح الثأر العربي الذي قد تصنف التسامح أحياناً على أنه نوع من العجز أو أنه نوع من الضعف، وتعتبر أن الأخذ بالثأر ورد الصاع بصاعين -كما يقال- ومواجهة الشر بالشر هي علامة القوة وهي علامة الرجولة. التسامح هو انتصار لروح الخير في النفس الإنسانية على الشر والاستجابة لنزغ الشيطان وعدوان النفس الأمارة بالسوء . التسامح هو مفتاح التعايش بين الأزواج، بين الشركاء، بين المقيمين في مجتمع واحد، بين المؤمنين جميعاً، بل بين البشر كلهم .التسامح هو أساس العلاقة التي يفترض أنها تحكم علاقة الناس بعضهم ببعض، و الإصرار على رفض التسامح هو نوع من الإصرار على إلحاق الأذى بالنفس قبل إلحاق الأذى بالآخرين ، فهو إصرار على معاناتك الشخصية في مواجهة قلب يموج بذكريات مؤلمة عن فلان وفلان وفلانة وأشياء قديمة، وغالب ما يحتفظ الإنسان بذكريات عن أقرب الناس إليه؛ لأنهم أكثر الناس احتكاكاً به، فهي آلام مع الزوجة، وآلام مع الولد، وآلام مع الشريك، وآلام مع الزميل، وآلام مع الجار، ومثل هذه الأشياء تحتاج إلى كنس دائم من القلب، وتجديد لخلاياه وأنسجته، وتجديد للهواء الطلق الجميل العليل، وهذا لا يكون إلا بأن يكون الإنسان بطبيعته متسامحاً.وقول الله سبحانه وتعالى في صفة المؤمنين: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))[آل عمران:134] هذه قمة التسامح. ولهذا [يروى عن الأحنف بن قيس : أن جارية جاءته وكان معها طعام فرمته عليهى] -يعني: سقط من يدها وكان طعاماً حاراً- [فآلمه وآذاه وهو سيد عظيم مهاب، فرأت الغضب في وجهه فقالت: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ))[آل عمران:134] فسكت ولم يقل شيئاً. ثم قالت: ((وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ))[آل عمران:134] قال: قد عفوت عنك. قالت: ((وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))[آل عمران:134] قال: أنت حرة لوجه الله تعالى]، فما كان هنا من البركة من الطعام الذي سقط من يدها اتفاقاً. إذاً: هذه المعاني، معاني كظم الغيظ: (من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه دعاه الله تعالى على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء)، معاني العفو عن الناس، بل الله تعالى يترقى بنا في هذا إلى أبعد من مجرد العفو، إلى الإحسان، الإحسان حتى لمن أساء إليك أو ظلمك. إذاً: هذا جانب في موضوع التسامح، وهو النظر إلى التسامح كقيمة أخلاقية عظيمة لا يطيقها إلا من قهر نفسه. التسامح أساس العلاقة في التعامل بين الإسلام والمبادئ والأديان الأخرى التالي نماذج وقدوات في التسامح التسامح السابق مقدمة الحلقة التسامح مواضيع ذات صلة من فساد الفطرة فقد الغيرة على الأعراض الحث على الإنفاق والتحذير من البخل سوء العلاقة بين الأبوين شمول السماحة لتفريج الكرب الإحسان إلى الخلق