ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الانفاق›ثمار الإنفاق ثمار الإنفاق السبت 19 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4644 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: في بعض الأحاديث وهي أحاديث عند أبي داود وغيره وسندها لا بأس به: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن صدقة السر تقي مصارع السوء) ، وهذا ألتمس منه أكثر من معنى:المعنى الأول على صعيد الشخص الفرد ذاته: فنحن نلاحظ أن الإنسان الكريم المحسن المتصدق غالباً يستمتع بسعادة وسرور في نفسه؛ ولذلك فإن الباحثين عن السعادة دائماً يُنصحون بمزيد من البذل والإنفاق والعطاء؛ لأنك حينما تمسح رأس اليتيم وتعطي الفقير والمحتاج وتسد خلة الضعيف وتحنو على هؤلاء وتعطف عليهم وترى السرور في وجوههم؛ تقتبس من هذا السرور لقلبك ونفسك وروحك، فيفيض بذلك معنى السعادة على القلب؛ ولهذا كان من أعظم أسباب السعادة وعلاج أمراض الكآبة والحزن والهم والغم والتوتر والقلق أن يقال: أحسن إلى الناس، فهذا الإحسان ينعكس عليهم هم سروراً وسعادة؛ وبالتالي يفيض على قلبك وعلى جوارحك. وأيضاً فيما يتعلق بالمجتمع بشكل عام: أنها تقي مصارع السوء، أنها تحفظ المجتمع من الانهيار؛ لأن بعض المجتمعات قد يبتلى بالأنانية، قد يصاب هذا المجتمع أحياناً بكارثة أو انهيار معين، فإذا لم يكن هناك مجتمعات أو جمعيات أو مؤسسات تقوم عليه فإنه يتعرض للزوال.على سبيل المثال: المجتمع العراقي في الفترة الماضية، لم يكن في ذلك المجتمع مؤسسات للمدنية، للتعاون بين الناس وإقامة العلاقات والروابط والتدرب على روح العمل الجماعي، فبمجرد انهيار الدولة؛ لأن الدولة كانت قد تغوَّلت وهيمنت على كل شيء، بمجرد انهيارها وجد الناس أنفسهم يبدءون من الصفر في أشياء كثيرة جداً، ويعانون في قضية المواصلات والكهرباء والمساعدات والإغاثة والطب.. وغير ذلك.فإذاً: قضية الدعم والمساندة والإنفاق تحفظ المجتمعات من الانهيار.إضافة إلى أن هذه الأعمال الخيرية -الإنفاق وغيره- تجد أنه يحقق مصالح كبيرة جداً:أولاً: سد حاجة الفقير والمسكين الذي هو جزء من المجتمع وله حق على الناس، وفي الإسلام تكريس معنى التكافل بينهم جميعاً، بحيث أن هذا الفقير له حق على الغني، وله حق على الجار، وله حق على القريب، وله حق على الحاكم أيضاً، فسدّ خلة المحتاج والفقير هذا معنى مهم.الأمر الثاني: صناعة التوازن بين فئات المجتمع، كما قال بعضهم في تفسير قوله تعالى: ((وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ))[الحج:45]، فكثير من المجتمعات، طبعاً المجتمعات الفقيرة أمرها واضح، لكن المجتمعات الغنية، تجد أنه يوجد غنى مطغٍ إلى جوار فقرٍ منسٍ في نفس المجتمع، بل في نفس المدينة، ولما تنظر إلى الحواضر والعواصم الكبرى الراقية المتمدنة المتحضرة الغنية تجد هذا الأمر واضحاً للعيان، فإلى جوار المدن -كما يقال- أي: إلى جوار المباني الناطحة السحاب وإلى جوار المباني الراقية العالية تجد الأحياء الشعبية الفقيرة جداً، وهذا تجده مثلاً لما تنظر إلى الرياض كمدينة أو عاصمة كبرى، تجد أنه إلى جوار المباني الهائلة الفخمة الرفيعة هناك أحياء شعبية لا تجد القوت وتعيش على ما هو أقل من الكفاف، أو في جدة حيث نحن الآن، تجد إلى جوار المباني الفخمة وإلى جوار المليارديرات الهائلة هناك الأحياء الفقيرة الشعبية الكرنتيلة أو البترومين أو ظليل.. أو غيرها من الأحياء، وقد ذهبت يوماً من الأيام بصبيتي إلى تلك الأحياء من باب الاعتبار والنظر، فوجدت أنهم يهرعون إليَّ من الرعب والخوف الذي أصابهم، حتى التحرك في تلك الشوارع أحياناً يعتبر أمراً مخوفاً.إذاً: الإنفاق من شأنه أن يقرب الفجوة بين الأغنياء شديدي الغنى وبين الفقراء شديدي الفقر، وهذا يحفظ المجتمع -كما قلت- من الانهيار، ويحفظه من الثورات أيضاً، التاريخ والواقع حافل بما يسمى بثورات الجياع، يعني: هناك من يغضبون من أجل الدين، وهناك من يغضبون من أجل السياسة، لكن الكل يجمعون على الغضب من أجل الخبز ولقمة العيش؛ ولهذا كلما كانت المجتمعات محصنة بالعدل، وليس العدل فقط، بل بالفضل والإنفاق كان هذا ضماناً لها من الزوابع والانهيارات. التالي تجفيف العمل الخيري وإيقافه الانفاق السابق الإنفاق في ضوء نصوص الشريعة الإسلامية الانفاق مواضيع ذات صلة تشجيع المواهب واستغلال الإعلام في ذلك كيفية التعامل مع أخطاء الآخرين تجاهنا وطرق علاجها كيف نولد المشاريع الصغيرة والمتوسطة حرمان المجتمع للموهوب من التفكير ومنعه من هامش الحرية الذي يحتاجه لاحظ نفسك بانتظام