ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الانفاق›الإنفاق في ضوء نصوص الشريعة الإسلامية الإنفاق في ضوء نصوص الشريعة الإسلامية السبت 19 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4687 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: ولعلنا في البدء فضيلة الشيخ الدكتور سلمان نتحدث عن ما تكتنزه نصوص الشريعة الإسلامية من حث ودوافع على الإنفاق في سبيل الله، تفضل يا شيخ.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.أولاً: الإنفاق في الإسلام له عنوان كبير جداً: الصدقة التطوعية.. الزكاة الواجبة.. الوصايا.. الأوقاف.. الكفارات.. النذور.. إلى غير ذلك من العناوين التي مدارها على بذل المال وإنفاقه في سبيل الله تعالى.وهناك محفزات كثيرة جداً في الشريعة تحث الناس على الإنفاق وتدعوهم إليه.في القرآن الكريم مثلاً مئات المواضع، في بعض المواضع تجد أن الله سبحانه وتعالى يعبر بأن المال مال الله: ((وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ))[النور:33]، وأيضاً في موضع آخر: ((وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ))[الحديد:7]، فيشير هنا إلى أن ملكية الإنسان للمال مؤقتة ليست ملكية أصلية، وأن المالك الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، وإنما الإنسان مستخلف على هذا المال ، والدليل على ذلك: أنه يموت فيورث المال من بعده أو يتصدق به على غيره، وهذا فيه تحفيز كبير وتذكير للإنسان بأن دوام المال معك مؤقت؛ ولذلك عليك أن تبادر وتسرع في إنفاقه؛ ولهذا في بعض الأحاديث لما قال: (أي الصدقة أفضل؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح)؛ لأنه هنا في قمة صحة الإنسان وعافيته يكون عنده شح وبخل؛ لأن أمامه مشاوير طويلة وآمالاً عريضة وتصورات وتطورات، بينما إذا بدأ الضعف والعجز في الإنسان ربما يكون أكثر داعية للإنفاق.و مع أن المال مال الله سبحانه وتعالى، إلا أنك تعجب عن مضاعفة الأجر في القرآن الكريم لأصحاب الإنفاق ، يعني: مثلاً قوله سبحانه: ((كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ))[البقرة:261]، فهذه الحبة الواحدة أنتجت سبعمائة حبة وما يزيد على ذلك، هذا عطاء الأرض الطيبة فكيف بعطاء ربها وخالقها جل وعز؟ ولهذا قال: ((وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))[البقرة:261].إذاً: قضية أن المال مال الله هذا معنى مؤسس وعظيم جداً فيما يتعلق بموضوع الإنفاق.أيضاً في بعض الأحاديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الإنفاق والصدقة وقال: (والصدقة برهان)، برهان على ماذا؟أولاً: برهان على صدق الإيمان؛ ولذلك في القرآن دائماً حتى في مكة قبل أن يكون المسلمون أغنياء وموسرين وأصحاب سلطان، كان هناك مقارنة بين الكفر وبين البخل: ((فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ))[الماعون:2-3]، فهذا هو الكافر المكذِّب، بينما يفترض ضد ذلك أن المؤمن هو الكريم الجواد الباذل، فهذا دليل على أن الصدقة برهان على أن صاحبها مؤمن. أيضاً: الإنسان يحب المال: ((وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ))[العاديات:8]، حب المال هذا فطرة، فإذا قدَّم هذا الشيء الذي يحبه: ((لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ))[آل عمران:92]، دل هذا على أنه يؤمن بشيء آخر أكثر من هذه الماديات وفوق هذا المحسوس وهو الإيمان بالدار الآخرة والأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)، فيقدِّم الإنسان هذا المال دليلاً وبرهاناً على صدق إيمانه وثقته بما عند الله سبحانه وتعالى.وأقول: هو أيضاً برهان على سمو نفسية هذا الإنسان وأخلاقه في بذله وعطائه وكرمه، فهذا دليل يَنمّ عن الأخلاقيات التي يتميز بها هذا الإنسان الباذل المعطي الذي لم تستغرقه شهواته ومقاصده الذاتية وحظوظه ومتعه عن الإحساس بحاجة الفقير والمسكين، وهذا موجود حتى عند الأمم غير المسلمة وحتى في البيئات الجاهلية قبل الإسلام، كان الأكارم والأجواد يحتفلون بهذا المعنى:لعمري لقدماً عضني الجوع عضة فآليت ألا أمنع الدهر جائعاًأيضاً: الصدقة والإنفاق هو مطهرة للمال ومطهرة للنفس ومطهرة للمجتمع، بضد الربا؛ ولهذا ربنا سبحانه قال: ((يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ))[البقرة:276]، فـ الصدقات تصنع التكافل بين المسلمين، والربا يصنع الجشع والأنانية والشح والأثرة بينهم. التالي تجفيف العمل الخيري وإيقافه الانفاق السابق مقدمة الحلقة الانفاق مواضيع ذات صلة أهمية التعود على حب القراءة وتحويلها إلى عادة الحض على القراءة الحرة الحوار مع النفس.. أهميته وأشكاله الهدوء عند وجود الإثارة والصخب نصيحة لمن يعاني ضيقاً في صدره ولا يحس طعماً للطاعات