ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الإختلاف›أصل الخلاف طبيعي وفطري أصل الخلاف طبيعي وفطري الاثنين 7 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4304 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: بمعنى آخر أيضاً، أنت تقول يا شيخ: هل سوف يستمر؟ لكن أنا سألتك قبل قليل: هل هذا الأمر طبيعي أو لا؟ أو بمعنى آخر: رؤية يتناقلها الناس كثيراً : ألم يأذن الله عز وجل بإكمال الدين لنا، وأنه ارتضى لنا الإسلام ديناً؟ لكن يتساءلون كثيراً: هل هذا الخلاف من صميم إكمال الدين لنا؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أولاً: كونه طبيعياً.. هل هو طبيعي؟ نعم. أصل الخلاف طبيعي، ولذلك الله سبحانه وتعالى هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وليس كمثله شيء، تفرد بهذا، أما البشر ففيهم الاختلاف والتنوع والتعدد، ولهذا يقول سبحانه: ((وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ))[الذاريات:49]، لو تخيلت الحياة ذكوراً بدون إناث أو إناثاً بدون ذكور، حتى الأنثى بدون ذكر لن يكون لوجودها معنى، وإنما تستمد وجودها من وجود الطرف الآخر، والذكر كذلك، ولهذا كان سر الله سبحانه وتعالى في الحياة والخلق وجود هذا التنوع فيها، ولهذا يقول سبحانه عن القرآن الكريم: ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا))[النساء:82]، فكل شيء من عند غير الله لا بد أن يوجد فيه الاختلاف.الناس إذاً يختلفون: ((وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ))[الروم:22]. الحياة بدون اختلاف رتيبة أيضاً، تخيل لو أنك تذهب مثلاً إلى عملك وتجد أن كل الأشياء مثل بعض؛ أشكال الناس.. قاماتهم.. كلماتهم.. حركاتهم.. تصرفاتهم.. سياراتهم.. الطرق.. البيوت.. الأشجار، لو كانت كلها نمطاً واحداً ستكون شيئاً رتيباً ومملاً ومكروهاً، ولكن من سنة الله تعالى وجمال الحياة أيضاً أن يجعل الله تعالى فيها هذا الاختلاف، حتى إن الاختلاف يوجد بين الإنسان ونفسه، بمعنى أن الإنسان ممكن أن يكون عنده اليوم رأي ويكون عنده غداً رأي آخر. ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: (لا أقسم على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير)، ولذلك يقولون في الحكم -وهذه كلمة جميلة جداً ليتنا نكتبها؛ يقولون-: الذين لا يغيرون آراءهم اثنان: الميت والجاهل. فلذلك الإنسان يختلف مع نفسه، والإنسان اليوم غير هو غداً ، والعقاد كان يقول:ففي كل يوم يولد المرء ذو الحجا وفي كل يوم ذو الجهالة يلحد فـالعاقل يولد كل يوم، بل يولد كل ساعة أحياناً بعلم جديد وتجربة جديدة وخبرة جديدة وفهم، ويرى أنه يرقى في مدارج ومعارج الكمال، والجاهل يرى أنه يبقى على ما هو عليه .إذاً: الإنسان قد يختلف حتى مع نفسه كما قلنا.أيضاً نحن نجد أن الشرع أذن بالاجتهاد في مسائل كثيرة جداً لمن هم أهل للاجتهاد، والإذن بالاجتهاد معناه التفويض بالاختلاف؛ لأن الله لما أذن سبحانه لهم بالاجتهاد علم أنهم سوف يختلفون في اجتهادهم، ولو أن الأمور كانت محكمة بشكل لا يسمح لأحد فيها بالاجتهاد لم يختلف الناس فيها إذاً. ولذلك وجد الاختلاف عند الملائكة، حتى الملائكة اختلفوا، وفي أشياء كثيرة جداً اختلفوا، مثلاً في قصة الرجل الذي اختلفت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. الأنبياء عليهم الصلاة والسلام اختلفوا كما اختلف موسى و هارون ، واختلف موسى و الخضر ، واختلف موسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم، واختلف سليمان و داود ، وهذه أشياء تفاصيلها موجودة في القرآن الكريم. الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا كما اختلف أبو بكر و عمر ، واختلف الصحابة في قصة: (لا يصلين أحد إلا في بني قريظة)، واختلف الصحابة فيمن تيمم ثم وجد الماء في الوقت، فأعاد أحدهما ولم يعد الآخر، ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحداً من هؤلاء. إذاً الاختلاف طبيعي، والاختلاف فطري، جبل الناس على الاختلاف، وليست المشكلة في وجود الاختلاف بحد ذاته، إنما المشكلة إما في نقل الخلاف إلى مواضع يجب ألا ينقل إليها أو في تصعيد الخلاف -كما قلت- ووضعه في غير موضعه، والاحتكام إليه في إقامة العلاقات والحقوق والحدود.. وغير ذلك . التالي أسباب اختلاف الناس الإختلاف السابق واقع الاختلاف في العالم الإسلامي وتداعياته الإختلاف مواضيع ذات صلة مجالات الخلاف نتائج اختلاف الصحابة مع بعضهم القطعيات التي لا يجوز الحوار فيها عدم الانجرار إلى صراعات داخلية عند الاختلاف صور من الاختلاف في العصور المفضلة