ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الإختلاف›واقع الاختلاف في العالم الإسلامي وتداعياته واقع الاختلاف في العالم الإسلامي وتداعياته الاثنين 7 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4347 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: .... فضيلة شيخنا الدكتور سلمان، فضيلة الشيخ سلمان! ابتداءً كيف تشخص واقع الاختلاف في العالم الإسلامي؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لعل من سوء حظ العالم الإسلامي أن يدركه هذا العصر الذي هو عصر التحالفات السياسية الضخمة كما هو مشاهد ومرئي، وعصر التكتلات الاقتصادية الكبيرة أيضاً والتي نتجت عنها ما تسمى بالشركات العابرة للقارات، بينما العالم الإسلامي يعيش أسوأ حالاته، بل لست مجازفاً كثيراً إذا قلت: إن كلمة العالم الإسلامي أصبحت وهماً أكثر منها حقيقة، فأنت تتحدث عن دول.. عن شعوب.. عن مجموعات.. عن أفراد، لكن ليس ثمة ما يجمع هذا العالم الإسلامي، اللهم إلا البقية الباقية من الدين الذي يتمسكون به، أما الآليات وأما المؤسسات والبرامج والأهداف فهناك شتات وتفرق كبير جداً. ولعل الاختلافات الكبيرة هي أحد مظاهر الداء، وجود اختلافات على كافة المستويات، لكن ليست المشكلة هي في الاختلاف بحد ذاته، وإنما المشكلة في تفعيل هذه الاختلافات وتصعيدها، وجعلها هي الحكم في العلاقة بين دولة ودولة.. وبين شعب وشعب.. وجماعة وجماعة.. ومؤسسة وأخرى.. وشركة وغيرها، حتى أصبحت القاعدة هي كأننا نعيد إنتاج خلافات فيما بيننا، أو كأن العالم الإسلامي اليوم مأزوم بالصراع مع ذاته أكثر مما هو مأزوم بالصراع مع أطراف أخرى، أو أن هذا الصراع مع ذاته ومن داخله يضعف حراك هذا العالم الإسلامي ويشل قدرته على التفاعل، وبالتالي يجعل هذه المؤسسات أو الروابط المعلنة في غالب الأحيان ليست سوى لافتات، والواقع أنها لم تقدم شيئاً ذا بال؛ بسبب أن الناس يدخلونها، وكل مجموعة أو طائفة مستمسك بما لديه من النظريات ومن الآراء والاجتهادات. ليست المشكلة أن يختلف الناس، هذا شيء طبيعي، ومن حقهم أن يختلفوا، لكن أن يجعلوا هذا الاختلاف هو المحكم فيما بينهم وفي علاقاتهم، فهذا هو الذي أودى بالعالم الإسلامي حكومات وشعوباً وجماعات وأفراداً ومؤسسات إلى الوضع الذي هم عليه الآن.لما تنظر إلى أمريكا على سبيل المثال تجد هناك خلافات هائلة جداً، لكنها استطاعت أن توظف هذه الخلافات. مثل آخر: إسرائيل وهي العدو القريب المتاخم الذي يهددنا صباح مساء، هناك اليمين المتطرف وهناك اليمين المعتدل وهناك اليسار، وهناك أحزاب مختلفة، وكلها تجتمع تحت قبة البرلمان أو في الكنيست، وتوظف هذه الخلافات لصالح حاضر ومستقبل هذا البلد، بينما في العالم الإسلامي لا تجد شيئاً من ذلك قط، ولا توظيف للخلاف سواء ما هو محمود من الخلاف أو ما ليس هو بمحمود.وإذا كنا نتحدث هنا.. كلامنا ربما يفهم أنه على صعيد ما يتعلق بالحكومات أو الدول، وهي التي تشكل عقل أو رأس أو مخ العالم الإسلامي، وهكذا طبعاً القيادة العلمية أو الشرعية التي هي في الغالب صدى للصوت والحراك السياسي، فإنك حينما تنتقل إلى رجل الشارع العادي لن تجد الوضع أحسن؛ لأن دول العالم الإسلامي اليوم دول شمولية؛ بمعنى أنها مهيمنة على الفرد، فهي تستلم المولود من رحم أمه، وتسلمه بعد نهاية عمره إلى القابر أو الدافن، سلم واستلم كما يقال، وبالتالي فالفرد يعني لم يتربَّ أو يتأهل لتعلم فقه الخلاف وكيفية التعامل معه، ولذلك لما تنتقل الآن تجد أن رجل الشارع العادي الشاب أو غيره كأنه يحاول أن يأخذ دور السلطة الذي لم يعد مؤمناً بأنها تؤدي الدور كما يجب، سواء كانت سلطة سياسية أو علمية، فأصبح هناك فئة على الأقل من الناس تحاول أن تأخذ هذا الدور، ومن هنا تلاحظ -مثلاً- في الإنترنت ترى كيف أن هناك نوعاً من الجدل واللغة الرديئة جداً في الخطاب، والاستعداد المسبق للصراع والترامي بالألقاب وتصعيد الخلافات، سواء كانت خلافات سياسية أو دينية أو اجتماعية بشكل كبير جداً وغير منطقي؛ بحيث إن كل فرد أصبح كأنه هو يعني بمجرد ما يلتزم الشاب التزاماً حديثاً يرى أن من حقه أن يقدم رأيه في كل شيء، وليس هذا فحسب، بل يرى أن من حقه أن يحكم على الآخرين، فيُخطَّئ ويُصوّب، وقد يبت في قضايا خطيرة، هو يرى أن الأمر لا يحتمل كل هذا، بل أكثر من هذا، يتصل بي أحياناً شباب، يقول الواحد: أنا شاب (داشر) -وهذه الكلمة معروفة- ولكنه مع ذلك يقول أيضاً: أنا عندي رأي أن القضية الفلانية.. الذي قاله فلان خطأ، والذي قاله فلان خطأ، والذي قاله فلان خطأ. وكأنه يقول: حتى وأنا في هذه المرحلة أصبحت أدرك هذا. وهذا دليل على شدة وضوحه. طيب لو كان الأمر بهذا الوضوح ما كان يخفى على من هو أسبق منك وأعلم منك وأقدر منك على الفهم. المجالس سواء في الاستراحات أو البيوت أو التجمعات التي أصبح شعارها أحياناً: (اجلس بنا نغتب ساعة)، ففي هذه المجالس يتم تناول أخطر القضايا وأسهلها على حد سواء بطريقة يعني فيها قدر من اللامبالاة . الولاء والبراء الذي أصبح مبنياً على الرأي أكثر مما هو مبني على الدين، ومن هنا نجد أن العالم الإسلامي لما تنظر إليه من الناحية العليا -عقل وقلب العالم الإسلامي- أي: من ناحية تقنية الجسد -الناس العاديين- تجد أنه يعيش حالة من الشتات والتشرذم والتفرق والاختلاف. أنا أسأل نفسي: يعني هل سوف تستمر كما كان يقول القائل:بحثت عن الأديان في الأرض كلها وزرت بلاد الله غرباً ومشرقافلم أر كالإسلام أدعى لألفة ولا مثل أهليه أشد تفرقا أنا دائماً أطرح هذا السؤال على نفسي، وأطرحه بحرارة ومرارة وشغف واهتمام وإشفاق على نفسي وعلى أبناء جيلي وعلى أمتي، أنه: هل فعلاً هذا الوضع السيئ من الخلاف من القمة إلى القاعدة هل سوف يستمر؟ أما لهذا الليل من آخر؟ التالي أسباب اختلاف الناس الإختلاف مواضيع ذات صلة كيفية التعامل مع قاطع الرحم من عوامل تحقيق الوحدة الإسلامية والمحافظة عليها حرص الإسلام على تعميق الأخوة الإسلامية المنهج الرشيد على أساس التواصي بالحق تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من استحلال المسلمين لدمائهم