ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›حجر الزاوية›حجر الزاوية - 1426›الإحسان بشقيه›مفهوم الإحسان والآثار المترتبة عليه مفهوم الإحسان والآثار المترتبة عليه الجمعة 4 رمضان 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 4510 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: فضيلة الشيخ ربما أن أفضل ما يمكن أن نبتدئ به هو ما أجتزئه حقيقة من مشاركة لأحد الإخوة في الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج، وقد رمز لاسمه بـالمحب من مصر ، هذا الأخ قال كلاماً جميلاً، لعل أفضل ما بدأ به قال: إننا اكتشفنا أن الإحسان كما كنا نعرفه ونتعاهده شيء، وما ورد في القرآن وفي معاجم اللغة شيء آخر. يقول: كنا نعرف شيئاً محدداً ومعلوماً بالفطرة، لكن الآن عرفنا بعد أن بحرنا الحقيقة وأخذنا من قواميس اللغة الشيء الكثير، ومن معاني كتاب الله أيضاً، قال: يا ليت أن الشيخ يبحر معنا مع كتاب الله ومع الإحسان، وكيف أنه ورد في القرآن خمساً وثلاثين مرة -كما قال- وكل معنى يختلف عن الآخر. الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أحسنت حينما استعرضت ما ورد في حلقات الأيام الماضية؛ لأن الإحسان ربما يكون هو التاج أو الإطار الذي يستوعب كل أعمال الإنسان. منذ البارحة بعدما سمعنا موضوع الحلقة وهو الإحسان، وأنا أفكر كيف نتحدث عن هذا الموضوع، ثم وجدت أن ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد وفَّر علينا جهداً كبيراً في البحث والتحري، فوقفت أتأمل وأصلي وأسلم على من أوتي جوامع الكلم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، لما جاءه جبريل يسأله، وكان من ضمن ذلك أن سأله عن الإحسان بعد الإسلام والإيمان، فكان الإحسان هو المرتبة الأعظم منها، كان الإيمان بالقلب، والإسلام بالجوارح، والإحسان رتبة أعلى من ذلك وفوقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله جبريل ذات السؤال: ( ما هو الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، الكثير من الناس من جرَّاء ما تعودوا من سماع هذا الحديث لم يعد يؤثر فيهم ويستقرئوا المعنى العميق فيه، لم يقل: أن تعبد الله كأنه يراك؛ لأنه فعلاً يراك سبحانه؛ ولهذا قال للنبي عليه الصلاة والسلام : ((وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ))[الشعراء:217-219] يعني: أن تعبد الله وأنت تستشعر أنه يراك، فهذا معنى عظيم ولا شك؛ لأنه مثل الموظف أو المسئول الذي يعمل ومن فوقه يراقبه، إما مباشرة أو من خلال الكاميرات.. أو غيرها، فتجد أنه ينجز في العمل ويخلص في العمل ويدأب ويجتهد ويتحمل التعب؛ لأنه بمرأى من مرجعه أو مسئوله أو سيده أو من فوقه. لكن الحديث لم يقل هذا، لم يقل: أن تعبد الله وأنت تدري أنه يراك، وإنما قال: (أن تعبد الله كأنك -أنت- تراه). إذًا: هذا موضوع أعظم؛ لأنك لما تعبد ربك سبحانه وأنت تستشعر كأنك تراه جل وعز، هذا لا يولِّد فقط الخوف عندك بحيث تنجز العمل وتجتهد فيه، لا. يولد مجموعة عظيمة من المعاني: يولد العمل مع الحب لله سبحانه وتعالى؛ لأنك [ إذا رأيت الله سبحانه وتعالى واستشعرت أسماءه وصفاته وعملت كأنك تراه، رأيت من أسمائه وصفاته: الرحمة والحلم والجود والكرم والعظمة والعفو والصفح والتجاوز، فولَّد هذا عندك الحب لله سبحانه وتعالى ]. [ أيضاً: يولِّد عندك التعظيم لله؛ لأنك لما ترى أسماءه وصفاته العظيمة والكمالات له من كونه السيد الصمد، يولِّد هذا عندك تعظيم الله سبحانه وتعالى ]. [ لما ترى قوته وبطشه وغضبه وانتقامه يولِّد هذا عندك الخوف من الله عز وجل ]. [ لما ترى قدرته الكاملة عز وجل وأنه على كل شيء قدير يولِّد هذا عندك الطمع والرجاء فيما عنده ]. إذاً: الإنسان حين يعبد الله كأنه يراه تجتمع عنده كل هذه المعاني: يعمل وهو يحب الله.. يعمل وهو يرجوه.. يعمل وهو يخافه.. يعمل وهو يعظمه.. يعمل أيضاً وهو يذل له؛ لأنه يستشعر ضعف العبد وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى في كل نفس وفي كل ذرة من كيانه وفي كل لحظة من عمره، وأنه مفتقر أشد الفقر إلى الله تبارك وتعالى، فيستشعر كمال الذل لنفسه، وكمال الغنى والقوة والمحبة والخوف والرجاء لربه جل وتعالى. وإذا كان القلب بهذه المثابة وهو يعمل، سواء كان عمله شعيرة، من صلاة أو صيام أو قرآن، أو كان عمله عمل دنيا، أو كان في أي أمر من الأمور، أو تقلب من تقلبات الحياة، إذا أدَّاها وهو يستشعر هذا المعنى فإنه لا شك سوف يؤديه على أفضل وأكمل ما يكون؛ لأن جميع الطبائع البشرية وجميع المشاعر تتحرك في داخل الجسد، ليس فقط شعور الخوف، يعني: لو إنسان يخاف من شيء، كالطفل حينما يخاف من أبيه، أو التلميذ حينما يخاف من المعلم، أو الموظف حينما يخاف من الرئيس، فممكن أن يؤدي بعض الأعمال، لكن لا تكون هذه الأعمال على تمام الوفاق؛ لأنه ينتهز فرصة غفلة رئيسه فيقصر، ما لم تكن هناك دوافع متعددة تحرك الإنسان صوب العمل المطلوب منه. التالي الإحسان إلى النفس الإحسان بشقيه السابق مقدمة الحلقة الإحسان بشقيه مواضيع ذات صلة الوسيلة الثالثة: الصدق حث الشريعة على إسداء الشكر للآخرين أهمية نشر التسامح الحث على تجنب إساءة الظن بالآخرين نصيحة لمن أفسد الإنترنت أخلاقه