ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح بلوغ المرام›كتاب الصيام›كتاب الصيام [1]›وجوب صوم رمضان›أدلة وجوب الصيام من القرآن الكريم أدلة وجوب الصيام من القرآن الكريم الثلاثاء 24 ربيع الأول 1439هـ طباعة د. سلمان العودة 630 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص أما الكتاب فقول الله عز وجل: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ ))[البقرة:183]، وكلمة "كتب" معناها: فرض وألزم وحتم، وهكذا جاءت في القرآن الكريم (كتب عليكم) يعني: فرض عليكم، (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ))[البقرة:183]. ثم قال تعالى في الآية التي بعدها: (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ))[البقرة:185]، فهذا يدل على ماذا؟ يدل على أن الصوم واجب؛ لأنه لم يقل فيما يتعلق بالمريض والمسافر أنه يسقط عنه إلى غير مدد، وإنما قال: (( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ))[البقرة:185]، يعني: يقضي الصوم بعدما يزول مرضه أو ينتهي سفره.إذاً: هذا دليل على أنه واجب، ولذلك لا ... مطلقاً، لا يترك إلا إذا ...، كما في الآية الكريمة.وكذلك في قوله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة: (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ))[البقرة:184]، فقوله: (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ )) إن كان الأمر -كما ذكرت قبل قليل- أن هذا في مرحلة التكليف الأولى، التدريب، التمرين، التهيئة والتأهيل والتهيئة النفسية، إن كان ذلك كذلك فهو إشارة إلى وجوبه، ولهذا لا يترك إلا إذا كان ... إطعام مسكين.وإن كان على القول الآخر كما ذهب إليه بعض أهل العلم، ونقل عن ابن عباس: أن قوله سبحانه وتعالى: (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ ))[البقرة:184] يعني: يطيقونه بمشقة؛ لأنك لا تقول: أن الإنسان يطيق هذا الشيء إلا إذا كان يطيقه بعناء، يعني: ليس من السهل عليه، ولكنه يحاوله بتعب، ولذلك في بعض القراءات (وعلى الذين يطوقونه) يعني: يستطيعون، مثل الشيخ الكبير، والمرأة المسنة والمريض، والمرأة الحامل التي يشق عليها الصوم.. ومن في حكمهم، فهؤلاء الذين يشق عليهم الصوم يقال: يطيقونه، يعني: يطيقونه بتعب وعنت. فهذا من معاني الطاقة.فعلى هذا، هذا دليل على أن مثل هؤلاء يطعمون ولا يصومون، وهو دليل على حتمية الصيام على غيرهم.وكذلك الآية التالية، فقال: (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ))[البقرة:185]، دل على وجوب الصيام.وأيضاً في القرآن الكريم الله تعالى قال: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ))[البقرة:183]، هذا في الآية الأولى، فذكر الصيام، وهنا لم يحدد حد الصيام ما هو؟ لم يذكر ما هو، فعلى كل يشمل أي صيام، فانظر كيف يتدرج في الصيام في القرآن. في الآية التي بعدها قال: (( أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ))[البقرة:184]، فدل على أن هذا الصيام هو في أيام معينة محددة معدودة، ثم في الآية الثالثة جاء البيان الواضح المباشر الحاتم القاطع، فقال سبحانه: (( شَهْرُ رَمَضَانَ ))[البقرة:185]، هكذا القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً، تبدأ بعض التشريعات ببيان عام، ثم ما يزال التفصيل بعد التفصيل بعد التفصيل حتى يتضح الأمر، ففي الآية الأخيرة قال: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ))[البقرة:185] يعني: من كان مقيماً غير مسافر، هذا معنى شهد الشهر، ...، (( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ))[البقرة:185]، يعني: كأنه من أفطر، مريضاً أو مسافراً، فيقضي إذا عاد من سفره أو شفي من مرضه.(( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ))[البقرة:185]، إذاً هي معدودة محددة، شهر كامل ثلاثين يوماً أو تسعة وعشرين يوماً، (( وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ))[البقرة:185]، فهدى الله المسلمين لهذا الشهر الكريم.سبحان الله! يعني: لما يقرأ الإنسان القرآن ويجد هذا الوضوح، يعرف نعمة الله بحفظ هذا الدين؛ لأن الأمم الكتابية وغيرها ضلوا في أمور أسهل من هذا، وخفيت عليهم قضايا من أصول الاعتقاد ومن أصول الملة، والتبس عندهم الحق بالباطل والهدى بالضلال، بسبب عدم وجود الكتاب الجامع الضابط، فجاء الله تعالى بهذا القرآن الكريم، ووضح فيه هذا البيان الذي لا يدع مقالاً لقائل. ومن هنا لا يكون هناك مجال مثلاً أن يقول إنسان: والله الصيام كان مفروضاً على المسلمين في تلك المرحلة، لأنهم كانوا مثلاً يعيشون ظروفاً مادية صعبة، ولا يوجد عندهم الطعام والشراب، أو أن يقول: إن الناس اليوم لم يعودوا بحاجة إلى الصيام؛ لأن هناك وسائل للحمية والتخفيف والتخسيس وما أدري أيش، أو أن الصوم هنا شريعة ربانية ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، وحدد معالمها ووقتها وشرطها وبدايتها ونهايتها، ... في كتابه العزيز المحفوظ؛ بحيث أصبح هذا جزءاً من ... المسلمين فضلاً عن غيره.والشيء العجيب أن المسلمين في جميع البلاد يحتفون بالصيام أكثر مما يحتفون بغيره، حتى في بعض الأحيان الصلاة، فتجد من يصوم ولا يصلي، وأنت تذهب إلى أي بلد من بلاد المسلمين، فتجد إنه لو أتيت في وقت رمضان تجد أن الحياة مختلفة، والناس في الشوارع وفي الأسواق والمقاهي ... والأماكن، وأثر الخشوع وأثر الإخبات على الناس قائم، يعني: أصبح هذا جزءاً فضلاً عن كونه تشريعاً وعبادة، أصبح جزءاً من التقليد المتبع في مجتمعات المسلمين، والذي فيه حفظ للملة من حيث الجملة وفرضه حتى للصغار أو لغير المسلمين على إدراك مثل هذه المعاني وقراءتها.فهذا من فضل الله بحفظ هذا الدين أن يصبح اعتقاداً، يتوارثه الناس، وأن يصبح تطبيقاً وممارسة، حتى الصغار تجد أنهم يحاولون الصوم، ويحاكون آباءهم وأمهاتهم، ويطلبون من أهاليهم أن يوقظوهم الفجر، لأنهم لا يستمرئون الأكل والشرب بشكل جيد في رمضان؛ لأنهم تعودوا أن يأكلوا ويشربوا مع أهاليهم. التالي أدلة وجوب الصيام من السنة النبوية وجوب صوم رمضان مواضيع ذات صلة الإفطار في رمضان أيام الاختبارات ما يلزم المريض الذي لا يقوى على الصيام ولا يرجى برؤه حكم الفطر للمسافر مع توفر وسائل الراحة حكم الإفطار في البلد الذي يدوم نهاره طويلاً كيف يتعامل مرضى السكر مع الصيام؟