ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح بلوغ المرام›كتاب الصيام›كتاب الصيام [7]›شرح حديث: (لا يصومن أحدكم يوم...›إفراد الجمعة بالصوم إفراد الجمعة بالصوم الثلاثاء 24 ربيع الأول 1439هـ طباعة د. سلمان العودة 912 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ما يتعلق بمسألة الحديثين مسألة إفراد الجمعة بالصوم، إفراد يوم الجمعة بالصوم ما حكمه؟ فيه ثلاثة أقوال: القول الأول: أنه لا يكره إفراد الجمعة بالصوم، يجوز أن يفرد الإنسان الجمعة يصومها منفرداً يعني: لا يصوم قبلها ولا بعدها، وهذا قول مالك وأبي حنيفة. واستدلوا على جواز إفراد الجمعة بالصوم بالحديث الذي رواه الترمذي وقال: حديث حسن. عن ابن مسعود أنه كان يقول: ( قلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر يوم الجمعة )، فقالوا: هذا دليل على كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وإفراده به.القول الثاني: أنه يكره إفراد الجمعة بالصوم يكره أن يصومه منفرداً، وهذا قول الشافعي وأحمد وإسحاق، واستدلوا بالأحاديث، ومنها حديث أبي هريرة هنا: ( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده )، وهو حديث صحيح، والحديث الذي قبله حديث أبي هريرة وأبي الدرداء أيضاً. ومثل ذلك حديث جابر أنه سأله رجل فقال له: ( هل سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عن إفراد الجمعة بالصوم؟ قال: نعم ورب البيت )، والحديث رواه مسلم في صحيحه، فأقسم جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن إفراد الجمعة بالصوم. وكذلك حديث جويرية بنت الحارث وهو في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها ألا تفرد يوم الجمعة، بل أن تصوم يوماً قبله أو يوماً بعده.إذاً: القول الثاني هو: كراهية إفراد الجمعة بالصوم لهذه الأحاديث.وطبعاً يستثنى من النهي عن الإفراد إما أن يكون في صوم يصومه أحدكم، يعني: وافق صيام مثل من يصوم يوماً ويفطر يوماً فوافق يوم الجمعة، هذا غير داخل في النهي، أو أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده، هذا لا يعتبر مفرداً للصوم أصلاً ولا حرج فيه.القول الثالث: أنه يحرم إفراد الجمعة بالصوم، ليس يكره فقط وإنما يحرم، وهذا قول ابن حزم وهو رواية في مذهب الحنابلة اختارها ابن تيمية، وأخذوا بظاهر النهي، قالوا: النهي في حديث جابر وكذلك حديث أبي هريرة: ( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة )، فقالوا: هذا دليل على التحريم.والصواب عندي القول الثاني؛ أن إفراد الجمعة بالصوم مكروه، وإن كان فيه نهي فالنهي يدل على الكراهة، وأما الصارف للنهي عن الكراهة فهو التعليل؛ فإن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إلا أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده )، دليل على أن النهي يتجه للإفراد لإفراده عما سواه، وليس النهي متعلقاً بذات اليوم، ولذلك العلماء اختلفوا في تعليل هذا النهي لماذا نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإفراد؟فمنهم من قال: لأن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين، وهذا جاء فيه حديث مرفوع، ولا بأس بإسناده؛ لأنها يوم عيد فلا يخص بصيام.ومنهم من قال: لئلا ينشغل بالصوم عن العبادات الأخرى في هذا اليوم.فعلى أي حال أن يكون مأذوناً للإنسان أن يصوم الجمعة ويصوم قبله، أو أن يصوم الجمعة في صومه، يعني: إذا صادف يوم صومه وهو يصوم يوماً ويفطر يوماً، هذا دليل على أن النهي ليس للتحريم وإنما هو للكراهة. وكذلك مما يعزز هذا القول حديث ابن مسعود وهو عند الترمذي، فإنه كان يلحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام يوم الجمعة، وإن كان من أهل العلم من حملوا حديث ابن مسعود: ( أنه قلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مفطراً يوم الجمعة )، حملوه على أن المقصود يعني: أنه قلما يفطر إذا صادف الجمعة في صيامه، فإنه لا يفطر هذا اليوم وإنما يصومه مثلما صام الأيام التي قبله والأيام التي بعده، ولكن حديث ابن مسعود يدل أيضاً على أن النهي للكراهة. التالي فوائد الحديث شرح حديث: (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة ...) السابق تخريج الحديث شرح حديث: (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة ...) مواضيع ذات صلة حكم الجمع بين نية القضاء والتنفل في صيام الست من شوال ونحوها تحديد يوم عاشوراء هذا العام النهي عن صيام أيام التشريق حكم صوم يوم عرفة كلمة عن يوم عاشوراء وصيامه