ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›مع المصطفى .. جامع قنبر...›التزكية والعبودية في شخصية...›وقفات مع سورة الفاتحة وقفات مع سورة الفاتحة الأحد 5 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 704 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلذذ بالمناجاة، وفرح لما نزلت عليه سورة: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الفاتحة:2]، سورة الفاتحة، وامتن الله تعالى عليه: (( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ))[الحجر:87]. سبحان الله! الله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الفاتحة:2]، قال الله: أثنى علي عبدي، (( الرَّحْمَنِ ))[الفاتحة:3]، قال الله: حمدني عبدني، (( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))[الفاتحة:3] أثنى علي عبدي، (( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ))[الفاتحة:4]، مجدني عبدي، (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))[الفاتحة:5]، قال الله: هذا بيني وبين عبدي، فإذا قال العبد: (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ))[الفاتحة:6]، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )، كنت وأنا طفل صغير في سن ابني الحبيب، ما اسمك؟مداخلة: ... الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: ارفع صوتك، ما اسمك؟ مداخلة: عبد الكريم.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: عبد الكريم، أذهب أصلي التراويح مع إمام في رمضان، وأتعجب! هذا الإمام كل مرة يقرأ الفاتحة يقطعها في الدموع والخشوع والبكاء، وكنت أتعجب، لا تستغرب من إمام يخشع في القرآن، لكن في الفاتحة التي يقرؤها في كل ركعة يقطعها بالنشيج .. عجيب! أظن أن هذا الإمام يستحضر الحديث القدسي هذا، يقول: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الفاتحة:2] وكأنه يتسمع: حمدني عبدني، (( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))[الفاتحة:3] أثنى علي عبدي، (( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ))[الفاتحة:4] مجدني عبدي، هذه مناجاة .. استحضار .. قرب. الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: ( أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله تعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186] ). إذاً: أن تعلم أن الله قريب هذا شيء، وأن تحاول أن تكون أنت أيضاً ماذا؟ قريب، أن تقترب من الله هذا أيضاً شيء آخر، ولذلك الله سبحانه وتعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ))[العلق:19]، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى )، هذا يجعل للعبادات معنى، الصلاة تعيد صياغتك، السجود يقربك، حتى لو كنا عصاة ومقصرين ومفرطين باب الله مفتوح لا يغلق في وجه طالب، والله ينادي يدعو إلى دار السلام ويقول: (( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ))[الزمر:53]، لماذا الله سبحانه عرفنا في الفاتحة: (( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))[الفاتحة:3]؟ يعني: (( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))[الفاتحة:3] نقولها مرتين: (( بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ ))[الفاتحة:1] ثم: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ))[الفاتحة:2-3]، قد يقول قائل: هذا تكرار، لا، هو تكرار للتأكيد؛ لأن كثيراً من الناس يتعرفون على الله من خلال الخوف والعذاب والبطش والنكال والانتقام، لا، الناس الذين هم في طريقهم إلى الله ينبغي أن يتعرفوا على ربهم بالحب أولاً قبل كل شيء، قبل الخوف وقبل الرجاء والطمع فيما عند الله الحب، ثم الخوف والرجاء متساويان. فالشعائر كلها تركز على هذا المعنى، والحب ينبغي أن يكون هو الذي يحكمنا في مسيرنا إلى الله، كثيراً ما يسألونني بعض الشباب والبنات يقولون: نحن نتأخر، عيبنا الوحيد أننا أحياناً نترك الصلاة، فـبعض الوعاظ يقرأ عليهم حديث إنه: ( من ترك الصلاة عوقب بعشرين خصلة )، وهذا الحديث مكذوب موضوع أولاً، ثم إن الأصل في التربية أنك ما تجعل الناس يخافون، لا تظن أن الخوف هو الذي يأتي بالناس إلى الصلاة، ينبغي أن يكون الحب أنك تقول له: هذا باب مفتوح، الله فتح لك الباب كيف أنت تعرض عنه؟ تقول له: يا أخي أنت سوف تقف بين يدي الله يوم القيامة وأنت ضعيف، وما بيدك شيء يوم القيامة انتهى الأمر، الآن تقف باختيارك، فأنت تقول: اللهم ارحم وقوفي بين يديك، (( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ))[القلم:42-43].فحبب الصلاة لأطفالك بالهدايا، بالقدوة الحسنة، بتعريفهم بالله الرحمن الرحيم، الجواد البر الرءوف الغفور التواب، الكريم اللطيف الخبير الصبور، حبب العبادات والشعائر إلى نفسك وإلى أولادك. التالي القرآن الكريم والتزكية التزكية والعبودية في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم السابق تعبد النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء قبل البعثة التزكية والعبودية في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم مواضيع ذات صلة تقديم البسملة في كل الأمور وكثرة تردادها من معاني الحمد تذكر نعم الله والاعتراف بها وشكرها مكان نزولها إشراقات في قوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم ..) قوله سبحانه: (اهدنا الصراط المستقيم)