ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›نظرات إيجابية›من معاني الإيجابية أن تكون...›من معاني الإيجابية أن تؤمن بالقدر من معاني الإيجابية أن تؤمن بالقدر الثلاثاء 13 ربيع الأول 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 975 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: القدر الإلهي ماضٍ ونافذ، والمسلم لا يستسلم لما يظن أنه قدر، وإنما ينازع القدر بالقدر، كما كان يقول عمر رضي الله عنه: [ نفر من قدر الله إلى قدر الله ]، فالإيجابية إذاً لا تعني السلبية، ولا تعني أن الإنسان كلما صار شيء لا يهمه ولا يقيم له وزناً، وهنا أود أن أشير إلى أن القضية هي نوع من حفظ التوازن ليس أكثر، فالإيجابية يعالج بها حالات اليأس والإحباط، وحالات الناس الذين ربما لا يؤمنون بأنفسهم وطاقاتهم، أو يعتقدون أن الأمة قد انتهت، حينما ذكر لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قصة ذلك الرجل الإسرائيلي الذي قتل تسعةً وتسعين نفساً ثم أكمل المائة بالراهب، كان السياق سياقاً إيجابياً، ليذكر النبي صلى الله عليه وسلم كيف أن هذا الرجل تاب وقبل منه، وقبضت روحه ملائكة الرحمة على أنه لم يعمل خيراً قط سوى أنه ندم وأقبل على الله، وهاجر إلى القرية الصالحة.إذاً: فانظر في هذا الحدث: رجل يقتل بدم بارد، ومع ذلك كيف جاء السياق النبوي ليتحدث عن هذه القضية بصورة إيجابية، ويذكر الخاتمة الجميلة الطيبة التي حدثت لهذا الرجل.حينما يذكر أيضاً صلى الله عليه وسلم قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، ودعوا الله تعالى بصالح أعمالهم، فكان منهم ذلك الرجل الذي قال: ( يا رب! إنه كانت لي ابنة عم أحببتها أشد الحب، وأردتها على نفسها فكانت ترفض، حتى ألمت بها سنة واحتاجت، فجاءت إليه تطلب منه مالاً، فقال لها: أعطيك مالاً بشرط أن تخلي بينك وبين نفسك، فابتزها فوافقت مكرهةً، فلما كان منها مقعد الرجل من امرأته، قعد بين رجليها ارتعدت وبكت، وقالت: يا فلان! اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام من عندها وهو أشد ما يكون رغبةً وشوقاً إليها، فيقول: اللهم إن كنت إنما فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، ففرجت الصخرة ). فلاحظ هنا كم عمل هذا الرجل سنوات طويلة وهو يتربص، يبتز الظروف الاقتصادية للمرأة، يواعدها، يأتي إليها، يخلو بها، يعريها.. إلى غير ذلك، ثم في الأخير ينزع خائفاً من ربه، فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا يشيد بهذا الموقف في نهاية الأمر، ويسوقه مساقاً إيجابياً.أيضاً ( الرجل الإسرائيلي الذي تصدق في ذات ليلة، فأصبح الناس يتحدثون ويقولون: تصدق الليلة على غني، فقال: اللهم لك الحمد على غني ) يشعر بالحرمان بالخيبة أن صدقته لم تقع في محلها، ولهذا عزم على أن يكرر الصدقة، ( فتصدق الليلة الأخرى، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على لص، سارق، فقال: اللهم لك الحمد على غني وعلى سارق ) وهو حينئذ أيضاً حزين؛ لأن صدقته لم تقع في محلها، وعزم على تكرارها، ( وفي الليلة الثالثة يتصدق فيتحدثون: تصدق على زانية، فيقول: ) وقلبه وجل حزين يخشى أن يكون هذا علامة على عدم قبول العمل، ( اللهم لك الحمد على غني، وعلى سارق، وعلى زانية، فيوحى إليه أنها كتبت في الصدقة المتقبلة، أما الغني فلعله يعتبر، فيتصدق، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما السارق فلعله أن يستعف عن سرقته )، هنا لو لاحظت كلمة (لعله) هنا جاءت باحتمالات ليست راجحة، ليست 100%، ولا حتى ثمانين، يمكن ولا 50%، قضية إن الغني سوف يتصدق ويعتبر بهذا كم وكم أخذ هذا الغني من صدقات، وكم أخذ من أموال بالحلال وبالحرام كما هو واضح، ومع ذلك ما اعتبر، بينما الشريعة جاءت لتلفت نظر هذا المتصدق إلى أن يقرأ هذا الوجه الإيجابي حتى ولو كانت نسبته ضعيفة، يعني ربما قد يكون، فهذا يؤكد على أن من المهم خصوصاً إذا بذل الإنسان الأسباب، وبذل الوسع أن يكون عنده نوع من قراءة الوجه الإيجابي للأشياء.الإيجابية ثلاثة محاور:المحور الأول: الإيجابية مع النفس.المحور الثاني: الإيجابية مع الغير.المحور الثالث: الإيجابية مع الأحداث ومع القدر. السابق الإيجابية في التعامل مع الأحداث من معاني الإيجابية أن تكون مؤمناً بالله مواضيع ذات صلة الإيمان بالمكتوب التسليم للقضاء والقدر من إيجابيات الإيمان بالقدر كل شيء بقضاء وقدر الاحتجاج بالقدر في المصائب لا في المعايب