ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح بلوغ المرام›كتاب الجنائز›حديث 573-576›معاني ألفاظ حديث علي: (لا تغالوا في الكفن...) معاني ألفاظ حديث علي: (لا تغالوا في الكفن...) الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 5128 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص النقطة الثالثة: ما يتعلق بألفاظ الحديث: اللفظ أول الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تغالوا في الكفن ) أكثر الروايات هكذا على ضم التاء وفتح الغين: (لا تغالوا)، وهو مأخوذ من المغالاة، وهي: الزيادة ومجاوزة الحد في الشيء، ومنه الغلو أيضاً، يقال: غلا في الشيء إذا تجاوز الحد. وفي الحديث الآخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم عند النسائي وغيره: ( إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين )، فهذا هو اللفظ المشهور، (لا تغالوا). وبعض الأئمة والرواة ضبطوه ورووه بفتح التاء: (لا تغالوا في الكفن) وهنا يكون كأن هناك تاء ثانية محذوفة، يعني: أصله: (لا تتغالوا)، ومرد اللفظ للأول، أنه من المغالاة والزيادة، لكن هنا فيه معنى إضافي غير الأول، وهو؟ مداخلة: التنافس.الشيخ: التنافس، نعم. حين يقول: لا تتغالوا، يعني: لا يغالي بعضكم بعضاً، بمعنى: أن كل إنسان ينظر للآخر، يقول: فلان كفن ميته في كفن سعره كذا.. مائة ريال، فأنا أريد أن أكون أحسن منه فأكفن ميتي في مائتي ريال، وهذا ما يسميه علماء اللغة -ما يكون يعني: بين طرفين-: نوع من المفاعلة أو المغالبة بين طرفين، مثل المضاربة والمساباة والمساعدة وغيرها، مما يعني: أن كل طرف ينافس الطرف الآخر فيها، ومرده للمعنى الأول كما ذكرت: (لا تغالوا)، وهناك طبعاً ألفاظ أخرى. ?(لا تغالوا في الكفن)، والكفن هنا: اسم لما يكفن ويلف به الميت، وهو بفتح الكاف والنون، والمصدر الكفْن بسكون الفاء، وهو من كفَن يكفِنُ كفْنَاً، والكفن معناه: التغطية، من معاني الكفن في اللغة: التغطية؛ وذلك لأن الكفن يغطى ويلف به جسد الميت، وقد أصبح هذا اسماً شائعاً معروفاً له لا يحتاج إلى مزيد بيان. (فإنه يسلب سلباً سريعاً) مرجع الضمير في (إنه) إلى الكفن. وقوله: (يسلب) هذا نسميه مبني للمجهول، يعني: الكفن يسلب، من الذي يسلبه؟ إما الأرض أو الدود؛ لأنه يتآكل مع الوقت وينتهي، وهذا هو الذي عليه أكثر الشراح، أن المقصود أن الكفن يذهب بسرعة، فالمغالاة فيه لا فائدة منها، بل هي من إضاعة المال، فهذا الكفن يوضع في التراب ويتآكل سريعاً، حتى لو أنك أتيته بعد فترة وجيزة لم تجد له أثراً، وبدأ -أيضاً- الدود يأكل جسد الميت. وهنا نذكر القصة التي وقعت لأحد الشعراء لما دخل على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعد ولايته الخلافة، وقد تسامع الناس أن عمر يعطي الفقراء ويمنع الشعراء، فبدأ الشعراء يتقربون إلى عمر بن عبد العزيز بالمعاني التي تروقه، وقد ولي الخلافة فزهد في الدنيا، فجاءه أحد الشعراء ووقف بين يديه، وأنشد: وبينما المرء أمسى ناعماً جذلاً في أهله معجباً بالعيش ذا أنق غراً أتيح له من حينه عرض فما تلبث حتى مات كالصعق ثمة أضحى ضحى من غب ثالثة مقنعاً غير ذي روح ولا رمق يبكي عليه وأدنوه لمظلمة تعلى جوانبها بالترب والخرق فما تزود مما كان يجمعه إلا حنوطاً وما واراه من خرق وغير نفحة أعواد تشب له وقل ذلك من زاد لمنطلق فبكى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حتى أخضل لحيته.فهذا هو المعنى الأول، أنها تسلب سلباً سريعاً يعني: تتآكل وتنتهي، ولهذا في بعض الروايات قال: ( فإنه يُسلبه سلباً سريعاً ) بزيادة هاء الضمير، (يسلبه)، وعلى هذا يكون الضمير الأول (فإنه) يرجع إلى الميت، يعني: الميت يسلب منه كفنه، كأنه يؤخذ منه، حتى لو كان هذا الميت ملكاً عظيماً أو إمبراطوراً أو -يعني- ضخماً أو عزيزاً أو تاجراً أو قوياً في بدنه؛ فإنه في قبره غير قادر على أن يحمي نفسه حتى من الدود، ويسلبه الدود كل شيء حتى لباسه، بل حتى نفسه وأعضاءه وجسده، فالرواية الأخرى: ( فإنه يسلبه )، يعني: الميت يسلب ثوبه وكفنه.المعنى الثاني: وقد ذكره غير واحد وإن كان فيه غرابة: يسلب يعني: يسلبه اللصوص، وقالوا: إن اللص إذا عرف أن الكفن عزيز وغال فإنه لا يبالي أن ينبش القبر وأن يأخذ الكفن أو يسرقه، فيبيعه لمن يتخذه كفناً آخر أو لغير ذلك، والأمر يسير على كل حال. (يسلب سلباً سريعاً)، يعني: غير بطي، وإنما في أيام وليال. التالي المسائل الفقهية المتعلقة بحديث علي: (لا تغالوا في الكفن...) حديث 573-576 السابق متن حديث علي رضي الله عنه: (لا تغالوا في الكفن...) وتخريجه حديث 573-576 مواضيع ذات صلة حديث البراء: (آخر سورة نزلت كاملة (براءة)..) معاني ألفاظ حديث: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم قيل له: أحدث في الصلاة شيء؟) معاني ألفاظ حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدنية والشمس حية) متن حديث عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعاً قبل الظهر..) وتخريجه متن حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير ...) وتخريجه