ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›خطبة الجمعة بأيرلندا›تأملات في سورة الفاتحة›حمد الله تعالى على آلائه ونعمه حمد الله تعالى على آلائه ونعمه الخميس 5 ربيع الأول 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 539 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص وحينما يقول: (( رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الفاتحة:2] يذكرك بقوله: (العالمين) بالخلق، وأن الله تعالى يحمد ويثنى عليه من وجه آخر؛ لأنه هو الذي خلق الخلق وأنعم عليهم. إذاً: نحن نحمده أولاً لصفاته وأسمائه، ونحمده ثانياً لآلائه وأفضاله ونعمه الواصلة إلينا، فهو الذي أعطانا السمع والأبصار والأفئدة، والأجساد والأرواح، والأزواج والعقول والقلوب، والصحة والعافية، والمال والأهل والولد، والنعم التي إن تعدوها لا تحصوها، وما أكثر عجبي منا ومن غفلتنا. حينما يركب الإنسان في السفينة في البحر وتصطفق بها الأمواج، ويبدأ العويل والصياح، ويشعر الإنسان بأنه في المصيدة، وأنه يعيش لحظاته الأخيرة، تجد أن الكل يتجهون إلى ربهم ويسألونه، بل حتى غير المؤمن يحدث منه هذا، فإذا وصلوا إلى البر ربما وجدت الكثير منهم بمجرد ما يصلون إلى الأرض، هذا المؤمن يسجد لله، وغير المؤمن يقبل التراب فرحاً بالوصول إليه، أو حينما يكونون في طائرة مثلاً في الجو وتبدأ الطائرة تتحرك ذات اليمين وذات الشمال، والخوف والرعب يسيطر على الركاب، وكل واحد منهم يتخيل بعد قلائل أنه سوف يكون قطعة من الفحم، وأن لهب النار المتزايد سوف يذيب لحمه وعصبه وعظامه ويقضي عليه، وأنه سوف يكون خبراً يذكر في الصحف والجرائد ووسائل الإعلام، فإذا كتب الله لهم النجاة ونزلوا إلى الأرض وجدتهم يركضون، المرأة غير المحجبة تضع الحجاب على رأسها، والإنسان المقصر يعاهد ربه أنه سوف يكون مصلياً، والعاق لوالديه يعاهد ربه أنه سوف يَصل، فإذا وصلوا إلى الأرض خروا سجداً وبكياً، وكأنهم ينسون أن الله تعالى كان أرحم بهم حينما أقلعت الطائرة، ونزلت ووصلت إلى هدفها دون أن يتعرضوا لمثل هذا الابتلاء، فينزلون وكأن الأمر عادي، وكأنهم ليسوا بمرأى الله سبحانه، وليس نزولهم برحمته وبركته وفضله، فما أكثر غفلة الإنسان وأقل يقظته. فحينما تقول: (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الفاتحة:2]، استحضر هذا المعنى، أرجوك اليوم وأنت تسمعها من الإمام أو تقولها في نفسك استحضر معنى الحمد، وأنك تقدم لله كلما تستطيعه من الشكر والثناء، وأنت تقول: لا أحصي ثناءً عليك، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) لأسمائك وصفاتك أولاً، ولنعمك وآلائك وعطائك وفضلك ثانياً. التالي اتصاف الله سبحانه بالرحمة وبيان أهمية امتثالها تأملات في سورة الفاتحة السابق ذكر الله وتسبيحه وحمده على الدوام مع استشعار معنى ذلك تأملات في سورة الفاتحة مواضيع ذات صلة وسائل رفع المستوى الإيماني المجاهدون والموت عظم أجر المتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة شارفت على الهلاك الحديث عن الموت في سبيل الله يغلب على الحديث عن الحياة في سبيل الله في ثقافتنا وأدبياتنا تذكر الموت بين السلبية والإيجابية