ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›خطبة الجمعة بأيرلندا›تأملات في سورة الفاتحة›حمد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى حمد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الخميس 5 ربيع الأول 1434هـ طباعة د. سلمان العودة 653 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص تبدأ هذه السورة بعد (( بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ ))[الفاتحة:1] بـ(( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الفاتحة:2]، الحمد: الثناء، التمجيد، الشكر لله رب العالمين، وهنا تلاحظ وصف الله تبارك وتعالى بأنه رب. إذاً: هو يحمد بالخصال والأوصاف والمعاني والأفعال التي له سبحانه، والتي تصدر منه، فيحمد لعلمه وحلمه ورحمته وفضله وعطائه وجوده وكرمه، وهو سبحانه الأحد الصمد الذي (( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))[الإخلاص:3-4]. وهو الأول بلا ابتداء، وليس قبله شيء، والآخر بلا انتهاء، وليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، والباطن فليس دونه شيء، ولا يخفى عليه شيء، يعلم دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء. يا من يرى مد البعوض جناحَها في ظلمة الليل البهيم الأليل ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ في تلك العظام النُّحَّلِ ويرى مجاري الدم في أوداجها متحركاً من مفصل في مفصل اغفر لعبد كان من زلاته ما كان منها في الزمان الأول فيحمد بصفاته ويحمد بأسمائه، ( وله تسع وتسعون اسماً مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة )، فالمؤمن يتعرف إلى ربه بالقرآن، بالحديث، ويعرف أسماء الله وصفاته أو بعضها، فيزداد له تعظيماً وإجلالاً، ويعلم دائماً وأبداً أن كل ما يخطر في باله أو خياله أو تصوره من الأشكال، فالله تعالى بمعزل عنها ولا يشبهه شيء منها، وكل ما خطر ببالك فالله ليس كذلك، لا تدركه الأبصار ولا تحيط به العقول، ولا تصل إليه الظنون ولا تدركه الأوهام؛ فهو سبحانه العلي الأعلى، ولكن المؤمن يأخذ إيمانه بالله أولاً من هذا الكون الذي يراه، وقد بني على سنن الانسجام والقوة والدقة والضبط، بما يستحيل معه أن يكون هذا الكون صادراً إلا من عند الله، ولو أن إنساناً رأى كتاباً مطبوعاً في المكتبة بالأرقام والألوان والدقة، والكتاب عبارة عن عشرة مجلدات مرتبة مضبوطة، وقرأ الكتاب من أوله إلى آخره فلم يجد فيه خطأً مطبعياً واحداً، وسأل: هذه المطبعة الراقية التي بنت وطبعت ووزعت وجلدت هذا الكتاب أين هي؟ فقال له قائل: أبداً، ليس وراء هذا الكتاب لا مطبعة ولا عمال ولا تدقيق ولا تحقيق، وإنما هذا الكتاب وجد من عند نفسه؛ لكان هذا مثاراً للسخرية والازدراء، وهو كذلك مما تجزم العقول معه بالاستحالة، فكيف إذا تخيلت هذا الكون، أو حتى هذا الإنسان نفسه وأجزاءه وأعضاءه وأجهزته التي كلها ناطقة بالله. فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد ولله في كل تحريكة وفي كل تسكينة شاهد وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد التالي ذكر الله وتسبيحه وحمده على الدوام مع استشعار معنى ذلك تأملات في سورة الفاتحة مواضيع ذات صلة حكم العطف بحرف الواو بين الله ورسوله اسم الله الأعظم حكم كتابة عبارات وجمل فيها لفظ الجلالة في الحمامات المراد بالقيوم منافاة دفع الضر للرضا بالله رباً