ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›تصحيح المفاهيم [1]›الاغترار بالانتساب إلى الإسلام›دلالة كلمة الإسلام دلالة كلمة الإسلام الأحد 15 جمادى الأولى 1438هـ طباعة د. سلمان العودة 474 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص والشيء العجيب أنك تجد أن الله سبحانه وتعالى جعل اسم هذا الدين الإسلام، وكلمة الإسلام هي كلمة تدل على العمل والتحصيل، بمعنى الاستسلام لله سبحانه وتعالى، فالإسلام بمجرد ما يسمع الإنسان هذه الكلمة، ويكون عربياً فقيهاً فاهماً يدري أن هذه الكلمة تقتضي أن يقوم هذا الإنسان الذي التزم بالكلمة أن يقوم بعمل، عملاً بالتعلم والفهم والقراءة، وعملاً في نفسه مثلاً، فالإسلام علم، الإسلام عبادة، الإسلام توحيد لله سبحانه وتعالى، الإسلام صلاة، زكاة.. ولهذا البخاري رحمه الله في صحيحه بوب أبواباً كثيرة جداً، مثلاً: الصلاة من الإيمان: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ))[البقرة:143]، يعني: صلاتكم إلى بيت المقدس، أداء الخمس من الإيمان، أداء الزكاة من الإيمان، صيام رمضان من الإيمان، قيام ليلة القدر من الإيمان.. وهكذا.فـفي الإسلام مزج وتشابك قوي بين العلم الصحيح والعمل الصحيح، وكلها إيمان، وكلها إسلام، وكلمة الإسلام، وكلمة الإيمان هي تدل بذاتها على هذه المعاني، ولهذا سمى الله سبحانه وتعالى المسلمين مسلمين، وقال: (( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ ))[الحج:78]، ومرجع الضمير قد يكون لـإبراهيم عليه الصلاة والسلام، أينما تجد مثلاً اليهودية ليس في هذا المعنى، وإنما اليهودية نسبة إلى يهوذا، وهو شخص، وكذلك النصرانية ليس في هذا المعنى، وإنما هي قد تكون نسبة إلى بلد، وهي النصرانا أو الناصرة التي يقال: إن عيسى عليه السلام ولد فيها.كذلك لما تنظر للبوذية، البوذية نسبة إلى بوذا إلى شخص، فالإسلام يتميز عن الديانات السماوية السابقة، ويتميز عن المذاهب الأرضية بأنه دين يقوم على العمل ، يعني: ليس مثلاً وراثة، ولا أماني، ولا ادعاءات، ولم يسم المسلمون مثلاً بالمحمديين، ولا بالمكيين، حتى يظن الناس أنه والله الإسلام هو عبارة عن جنسية، أو نسب، لا، الإسلام عمل، من قام به.. يعني: تجد أنه مثلاً الناس الذين كان آباؤهم وأجدادهم من الوثنيين ومن سدنة القبور وسدنة الأوثان وسدنة الأصنام، ومن محاربي الإسلام، منهم من كان من السابقين الأولين.وأيضاً تجد أن من أولاد الصلحاء الأتقياء الأنقياء من يكون أبعد ما يكون عن الخير والهدى والإسلام، وفي القرآن الكريم تجد هذا المعنى، بل إنك تجد فيما يتعلق بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ( يأتيه الرجل فيقول: يا رسول الله! أين أبي؟ قال له: أبوك في النار )، وهذا مما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أن والد هذا الرجل من أهل النار، ( فولى الرجل وكأنه كان حزيناً، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له: إن أبي وأباك في النار )، إشارة إلى أن والد الرسول صلى الله عليه وسلم ممن لم يسلم ولم يؤمن، فذكر الرسول عليه السلام له هذا المصير، وطيب بها خاطر هذا الرجل لما ولى من عنده.وكذلك الرسول عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يستأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له، وقال الله سبحانه وتعالى: (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى ))[التوبة:113].وذكر الله لنا قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ذكر الله لنا قصة نوح: (( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا ))[التحريم:11]، و (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا ))[التحريم:10].. ففي ذلك إشارة إلى أن الإسلام يقوم على العمل وعلى إرادة الإنسان وقصد الإنسان ، ولهذا لو أن الإنسان دخل في الإسلام من غير إرادة، بل نتيجة الإكراه والضغط عليه، هل يكون مسلماً حقاً؟ لا، الذي يدخل في الإسلام مكرهاً فإنه لا يكون مسلماً عند الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: (( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ))[البقرة:256].هنا قد يقول قائل بالمناسبة: طيب. قول أبي هريرة رضي الله عنه: [ (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ))[آل عمران:110] تقودون الناس إلى الجنة بالسلاسل ]، ما معنى هذه الكلمة؟ هذا ليس معناها أنكم تكرهون الناس على الدخول في الإسلام.ولهذا التاريخ كله لم يشهد أن أحداً أكره على الدخول في الإسلام لا فرداً ولا شعباً ولا جماعة، وإنما المقصود: أن المسلمين مثلاً بجهادهم وبصبرهم ومقاتلتهم للكفار أزالوا العقبات التي كانت تحول بين الناس وبين الدخول في الإسلام، فدخل الناس في دين الله بعدما زالت العقبات، ومنهم من قد يدخل بسبب أنه دخل لرغبة، أو لرهبة، لكنه بعد ذلك حسن إسلامه، ودخل في الإسلام بشكل صحيح.المقصود إذاً: أن الإسلام هو استسلام لله سبحانه وتعالى، وهو عمل يقوم به الإنسان، بينما نجد أن الرسول نفسه صلى الله عليه وآله وسلم كان يكلف بكل التكاليف، ويطالب بكل المطالبات، حتى يقول الله سبحانه وتعالى له: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ))[الأحزاب:1]، ويقول الله سبحانه وتعالى له: (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))[الزمر:65]. التالي فضل أمة الإسلام الاغترار بالانتساب إلى الإسلام السابق عيب أهل الكتاب وذم حالهم الاغترار بالانتساب إلى الإسلام مواضيع ذات صلة دور الدين في الترغيب لطلب العلم محاولة المواءمة بين الإسلام والحضارة الغربية مفهوم المعلوماتية المستقبل ليس انفصالاً عن الحاضر الأمة الإسلامية ونظرتها للماضي