ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›الشهادة الكبرى›لماذا التوحيد؟›التوحيد هو الخير الذي لا شر فيه التوحيد هو الخير الذي لا شر فيه الاثنين 25 رجب 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 502 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص سادساً: إن التوحيد هو الخير الذي لا شر فيه بوجه من الوجوه، والحق الذي لا باطل معه، والنفع الذي لا ضرر فيه، فإن محبة الله تعالى خير كلها، وكلما زادت المحبة زاد الإيمان، وزاد العلم، وارتفعت منـزلة العبد في الدنيا وفي الآخرة، فلا يُقال أبداً في حق أحد: إنه زاد في محبة الله عن القدر المطلوب، أبداً، بل هذا القدر من الحب ليس له حدٌّ محدود، كلما زاد حبك لله كان ذلك أعظم وأفضل، أما محبة المخلوق فلا بد أن ينالها سأم أو ملل أو مفارقة، ومن أحب شيئاً لغير الله فلا بد أن يضره ذلك الشيء، وربما كان سبباً في عذابه، كما قال بعضهم: من أحب شيئاً لغير الله عُذِّب به.ولهذا ذكر الله تعالى الذين يكنـزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله؛ حباً لها، فذكر أنهم يعذبون بها في الدار الآخرة ((يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنـزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنـزُونَ))[التوبة:35].ومثله الخوف أيضاً، وهو من العبادة، ومن التوحيد لله تعالى، فالخوف من الله تعالى هو القوة، وهو الإيمان، وهو الصدق، وهو ثبات القلب، واستقراره، وطمأنينته؛ ولذلك كان المؤمنون يقولون في الجنة: ((إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ))[الطور:26] خائفين وجلين ((فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ))[الطور:27]، أما الخوف من المخلوقين فهو مذلة ونـزول في الرتبة، وضعفٌ في القلب، وانحطاطٌ في الدرجة، وربما أدى إلى الضعة والهوان، أما الخوف من الله فكلما زاد كان أحسن، فيُمدَح العبد بشدة خوفه من ربه جل وعلا، كما مُدِح بذلك جبريل، وكان كأنه حلسٌ لاطئ من مخافة الله عز وجل، وكما مُدِح بذلك الملائكة كلهم: ((يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))[النحل:50]، ((وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ))[الأنبياء:28]، وكما مُدِح بذلك الرسل والأنبياء: ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ))[الأنبياء:90].ومثله الرجاء أيضاً، فإن رجاء المخلوق -رجاء الإنسان- ولو كان عظيماً، تاجراً أو سلطاناً أو كبيراً أو رئيساً- إن رجاء المخلوقين تعلُّقٌ بما لا طائل وراءه، ولا نفع فيه، وهو ربما أراد نفعك فضرَّك، وربما أراد أن يدنيك فأبعدك، وربما أراد أن يفيدك فآذاك، وربما حاول فعجَز، أما الرجاء في رب العالمين فهو رجاء بالقدير الذي لا يعجزه شيء، والكريم الذي لا يخيب سائله، والحكيم العليم بعباده وما ينفعهم وما يصلحهم وما يحتاجون إليه. السابق التوحيد سبب النجاة في الآخرة لماذا التوحيد؟ مواضيع ذات صلة دلالات أسماء الله الحسنى الله جميل معنى قوله تعالى (الأكرم) وسبب اختيار هذه الصفة له الفرق بين الرحمن والرحيم معرفة الله عز وجل