ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›الحياة كلمة›النزاع الطائفي -1›الخلاف الطائفي لا يلزم منه حصول صراع وصدام الخلاف الطائفي لا يلزم منه حصول صراع وصدام الجمعة 12 شوال 1427هـ طباعة د. سلمان العودة 4356 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: حول علية القوم هنا أنا أسأل، لأنه يوجد سؤال ورد من الموقع الإلكتروني، وهو سؤال يثير دائماً جدلاً، يقول: من الذي يثير النزاعات الطائفية دائماً، نحن تحدثنا عن الخلاف قبل قليل، الخلاف ربما يتحول -كما تفضلت- إلى صدام أو نزاع، وهذا ما لا نريده، أنت أثبت الخلاف، لكن لا تريد أن يتحول إلى نزاع أو صدام، هنا يسأل يقول: من الذي يثير أو يؤدي دائماً إلى رفع الخلاف إلى نزاع، هل هم كبار علماء الطائفتين، أم أنهم عامة الناس المنتمين لها بجهل؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: قد يكون كثير من العوام تعودوا على خطاب فيه تهييج، وفيه تحريض، وفيه تعبئة، وهذا بدون شك موجود، وكثير من العامة ليس عندهم قدرة على التفصيل وعلى التأني، وإنما يأخذون الأمور جزافاً، ليس عندهم إلا أبيض أو أسود، أما يكون هناك تفصيل -كما يقوله أهل العلم- أو يكون هناك منطقة رمادية، أو تأني في بعض القضايا، أو عدم إطلاق التكفير لوجود موانع، فهذا كثير من الناس لا يتقنه ولا يفهمه. وقد يقع بعض المتحدثين في أسر العوام فيسترسل في مثل هذا المعنى، زد على ذلك أن طبيعة الخلاف والتنازع على بعض الأمور.. يعني من الأشياء المهمة ونحن نتجه إلى الصفاء والشفافية في معالجة مثل هذا الموضوع؛ في التاريخ الإسلامي في الغالب كانت السلطة لـأهل السنة ، هذا هو الغالب تاريخياً، طيب خلال هذا التاريخ الطويل الذي امتد لأكثر من أربعة عشر قرناً، تجد أنه حتى الأقليات غير المسلمة عاشت في ضمن المسلمين، بما في ذلك مثلاً المجوس .. بما في ذلك الصابئة .. بما في ذلك اليهود .. بما في ذلك النصارى .. وغيرهم، وأخذت منهم جميعاً الجزية، حتى الصابئة، تكلم ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة عن الأقوال، وأن الراجح أخذ الجزية منهم، وحتى المشركون القول الراجح أخذ الجزية منهم عند الإمام مالك ، وهو الأصح دليلاً.إذاً: عبر التاريخ الإسلامي كان هناك سلطة سنية في الغالب، وإن كان هناك دول كالدولة الصفوية وغيرها، مع ذلك كان التاريخ يحفل بهذا الاختلاف، يعني: وجود هذه الطائفية لم يكن شيئاً جديداً، كان موجوداً عبر العصور والقرون كلها، وأحياناً يقع صدام، وفي أحيان كثيرة لا يقع هذا الصدام، وإنما يقع نوع من التفاهم، ونوع من الحوار، ونوع من التعايش، ونوع من الاتفاق على مصالح. الاتفاق على مصالح الدنيا مثلاً هذا أمر مطلوب، بل الله سبحانه وتعالى شرع للمسلمين الصلح؛ وهو أحد الأحكام الشرعية المتفق عليها عند الفقهاء، الصلح يقع مع غير المسلم أصلاً؛ أنك قد تصالحه على أمر من الأمور، وأن يكون هناك مصلحة مشتركة لك وله. ففكرة كثير من الناس أنه بمجرد وجود الخلاف، معناه أنه يجب أن يتطور الخلاف إلى صدام، وإلى حرب، وإلى صراع، وهذا المعنى ربما هو من أهم الأشياء المسئولة عما يسمى بالصراع الطائفي والتهييج في بعض الأحيان، يعني حتى مرة قال لي أحد الإخوة: هب أن فئة من الناس يكفروننا، طيب إذا تكفرني لازم تقتلني؟ ليس من لازم التكفير القتل، يمكن أن تكفر إنساناً ولا تقتله؛ لأنه معصوم الدم بعقد أو عهد أو ميثاق ، و ليس الكفر موجباً للقتل عند جمهور أهل العلم، والذي اختاره المحققون كـابن تيمية و ابن القيم وأكثر الفقهاء، الموجب للقتل والقتال هو العدوان، هو الظلم. فلذلك من المهم جداً أن ننظر ونبحث هذه القضية؛ أن وجود الاختلاف هنا قد يكون فرصة لبعض الخصوم، وهذا الأمر الذي يعنيني حقيقة في هذا اللقاء؛ أنه ربما وجود الاختلاف كأنه يشكل أرضية، خصوصاً إذا كان هناك تهييج وهناك تناهد، يعني: كل طرف يحاول أن يزحف للطرف الآخر، كما الذي يحدث الآن مثلاً، الآن السنة موجودون في العالم الإسلامي، والشيعة موجودون في إيران ، وفي جزء من العراق ، وفي جزء من دول الخليج ، طبعاً هنا على سبيل المثال أحياناً تأتي لعبة الأرقام، وهذه قرأت فيها كثيراً، كل طرف يتحدث عن الأرقام، وتجد أن الأرقام تزداد باستمرار، لما نبحث مثلاً عن السنة و الشيعة ، أنا لا أفضل بحث هذا الموضوع في العراق . كم نسبة هؤلاء وكم نسبة هؤلاء؟ لأنك تجد من يأتي ويقول لك: والله مثلاً هذه الطائفة (40%)، ثم بعد شهرين أو خمسة أشهر: (50%)، ثم تتحول إلى (70%)، (75%)، هذا الرقم قد يقول قائل: هي مجرد أرقام؛ أنه نحن أكثر أو أنتم أكثر، أقول: الحقيقة أن الحديث عن الأرقام هنا يوحي بنوع من التوجه إلى المزاحمة، أنا لما أقول: نحن أكثر عدداً، أكثر عديداً، معناه أن هناك اتجاه إلى مزاحمتك، وإلى أخذ مزيد من الفرص، مزيد من الوزارات، مزيد من المؤسسات، مزيد من الأموال، مزيد من الاستقلال؛ بحجة أنني أكثر عديداً؛ وطبعاً ما يمكن يكون الشعب العراقي على سبيل المثال عدده (150%) هو: (100%)، فإذا كان السنة مثلاً يقولون: نحن (55%)، و الشيعة يقولون: إنهم (55%) أو (60%)، معناه صار الشعب العراقي (115%)، ما يصير هذا.إذاً: هناك منطقة يوجد صراع عليها، وهذا الصراع يمكن يكون عبر الورق، ويمكن يتحول إلى.. كما يحصل الآن في العراق ، وأعتقد أن موضوع العراق حاضر في هذه الحلقة؛ لأنه ربما هو أحد الدوافع.. أن الصراع العراقي، وأن القتل بالهوية، وأن التهجير، وأن طرد مئات الآلاف من العوائل من سكنهم وبيوتهم؛ خصوصاً في المناطق التي يكون فيها أكثرية معينة، وملاحقة الناس حتى بالاسم أحياناً، والتمثيل، واستغلال بعض جهات حكومية كوزارة الداخلية مثلاً، وبعض الشرطة، و أمس أقرأ في الصحف العالمية تقارير غربية في ( نيويورك تايمز ) وغيرها، تتحدث بشكل واضح وسافر عن مسألة استقطاب طائفي، وعدوان ونية مبيتة أحياناً لتصفية مثل هذا الفريق، أو طرده أو القضاء عليه. التالي خاتمة الحلقة النزاع الطائفي -1 السابق الخلاف بين أهل السنة والشيعة خلاف أصول لا خلاف فروع النزاع الطائفي -1 مواضيع ذات صلة كيفية التعامل مع الإباضية الكارهين لأهل السنة كيفية التعامل مع الروافض مروقهم من الدين نصيحة للشباب في ظل انتشار الأفكار المتطرفة وصف الخوارج