ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›القرآن وإصلاح المجتمع›جوانب الإصلاح في القرآن الكريم›إصلاح القرآن للعقيدة وتصحيح المفاهيم إصلاح القرآن للعقيدة وتصحيح المفاهيم الثلاثاء 20 محرم 1429هـ طباعة د. سلمان العودة 900 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص أولاً: إصلاح العقيدة، وتصحيح المفاهيم، وضبط المصطلحات.على سبيل المثال من أعظم الجوانب: جانب تعريف الناس بربهم سبحانه؛ لأن هذا أهم ما يحتاجه الإنسان أن يعرف ربه. وكنت في طريقي إليكم أتأمل هذه السورة العظيمة سورة (( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ))، فوجدت أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنها تعدل ثلث القرآن الكريم )، هذه السورة انظر كم هي مختصرة، يحفظها الصغار قبل الكبار، وأول ما يحفظ الإنسان الذي دخل في الإسلام حتى أعجمي يحفظ سورة (( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ))، ثم هذه السورة تقرأ في فترة وجيزة، ألفاظها سهلة واضحة، ليس فيها أي لفظ غامض، يمكن أشد لفظ فيها يخفى على الناس هو لفظ الصمد، ومع ذلك كثير من أهل العلم تحدثوا عن معنى الصمد، وأن من معاني الصمد: السيد الكامل في صفاته، الصمد: الإله الذي تصمد إليه النفوس بالسؤال والدعاء والتضرع (( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ))[الرحمن:29].ثم تجد هذه السورة الكريمة كيف تمحضت لقضية الألوهية وغرس محبة الله، وتعظيم الله في النفوس، (( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ))[الإخلاص:1]، ولم يقل: واحد؛ لأن (أحد) أبلغ وأكثر تمكناً في الوحدانية من لفظ واحد، لأنه قد تقول: واحد اثنان ثلاثة، لكن أحد يعني لا إله إلا هو.ثم يقول: (( اللهُ الصَّمَدُ ))[الإخلاص:2] إشارة إلى هذا الاسم العظيم الجامع لكثير من الصفات، وأيضاً الذي يحبب الله إلى خلقه يحببه إليهم بكماله وعظمته، ويحببه إليهم بفضله الذي ينزل إليهم، وقربه منهم، وقضائه لحاجاتهم، وتصريفه لشئونهم.ثم يقول سبحانه: (( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ))[الإخلاص:3]، نفى الأصل ونفى الفرع، يعني: لا والد ولا ولد، وإنما هو الله أحد (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))[الإخلاص:4]، أي: لا مثيل له عز وجل، فانظر هذه السهولة في اللفظ والمعنى.كذلك ما يتعلق بمفهوم القدر على سبيل المثال، فاليوم كثير من المسلمين تخلفهم بسبب سوء فهمهم للقضاء والقدر، حتى تحول القضاء والقدر عندهم إلى جبرية واستسلام وقعود، وتجد بعض المسلمين مثلاً في نيجيريا أو في الفلبين أو في الهند ، تجد الأحياء الإسلامية أحياء الصفيح والفقر والقاذورات، وتجد الأحياء الراقية غير إسلامية، لماذا؟ لأن كثيراً من المسلمين فهموا القضاء والقدر على أنه استسلام، وترك العمل، بينما الأمر ليس كذلك، وإنما القضاء والقدر هو دافعية للإنسان لأن يعمل؛ لأن القضاء والقدر غيب وسر عند الله سبحانه وتعالى، وإنما الإنسان متعبد بأن يعمل، وأن ينجز، وأن يبدع، فإذا أصابه شيء لم ييأس، وإنما قال: قدر الله وما شاء فعل. موضوع الزهد كثير من المسلمين ظنوا أن دينهم يحثهم على الفقر، حتى تجد بعضهم يقول: فضيلة الفقر، وهل للفقر فضيلة بعدما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ أبداً، إلا أن يبتلى الإنسان بالفقر فيصبر عليه، هنا الصبر على قضاء الله، ولكنه من الأقدار التي يجب مدافعتها، والله سبحانه وتعالى أثنى على من يملك المال الطيب، وقال سبحانه: ( إنما جعلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) كما في الحديث القدسي، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نعم المال الصالح للرجل الصالح ). فضيلة الفقر، ليس للفقر فضيلة إلا الصبر عليه.الجهاد في سبيل الله، كثير من المسلمين يفهمون أن الجهاد في سبيل الله هو حركة لإكراه الناس على أن يدخلوا في الإسلام، وهذا لم يكن، والتاريخ الإسلامي كله لم يشهد حالة إكراه واحدة على الدخول في الدين، بل الذي يكره على الدخول في الدين فدينه باطل؛ لأنه مع الإكراه لا يعتبر مؤمناً، الإيمان في القلب، والقلب لا يتأتى فيه الإكراه، فلم يكره أحد على الدخول في الإسلام، (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ))[يونس:99].أو يظنون أن الجهاد هو أيضاً للسيطرة على الأرض، وأخذ مقدراتها وثمراتها وخيراتها، واستنزاف ماديات الشعوب والأمم الأخرى، بينما القرآن نفسه يبين خلاف ذلك، (( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ ))[البقرة:190]، والقرآن أيضاً يبين أن الجهاد مفهوم أوسع من مجرد القتال، وإنما هو جهاد الحجة، وجهاد القرآن، وجهاد الدعوة، وجهاد البلاغ، (( وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ))[الفرقان:52] .القربات والطاعات،كثير من الناس يظنون أنهم يتقربون إلى الله تعالى بالصلاة، بالصوم، هذا صحيح، لكن لماذا لا يفهم المسلم أنه يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى مثلاً باحتضان لطفلته الصغيرة وتقبيلها، أو يتقرب إلى الله تعالى باللقمة من الطعام يضعها في فم زوجته ملاطفةً لها، وتطييباً لخاطرها، أو يتقرب إلى الله عز وجل بإنجاز العمل والأداء الوظيفي الناجح، والتبكير إلى الدوام، أو يتقرب إلى الله تعالى بالاجتهاد في دراسته وفي عمله، حتى يكون إنساناً متفوقاً وناجحاً، وقد حدث مثل هذا المعنى، ( لما مر رجل قوي جلد على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا: يا رسول الله! لو كان هذا في سبيل الله، فقال عليه الصلاة والسلام: إن كان ينفق على أبوين شيخين كبيرين فهو سبيل الله، وإن كان ينفق على زوجة يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان ينفق على صبيانه فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياءً وأشراً وبطراً فهو في سبيل الشيطان ). التالي إصلاح القرآن للنفوس جوانب الإصلاح في القرآن الكريم مواضيع ذات صلة كرامات الأولياء تضمن سورة (اقرأ) لأمور الاعتقاد الفرق بين الكرامة والمعجزة نماذج من أنواع القدرة والتأثيرات تصحيح العقيدة