ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›القدر - الإيمان قول وعمل›درجات الإيمان بالقدر›الإيمان بالإرادة والمشيئة الإلهية الإيمان بالإرادة والمشيئة الإلهية الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 644 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الأصل الرابع هو الإرادة والمشيئة الإلهية، وهذه أيضاً أشار إليها المصنف:[مشيئة الله تعالى النافذة، وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه، لا يكون في ملكه إلا ما يريد، وأنه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات.]فالمشيئة الإلهية هي أيضاً من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر، ولهذا بين الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في مواضع أن العباد لا يصنعون شيئاً إلا بإذنه، كما في قوله تعالى: ((وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ))[التكوير:29]، وقال: ((وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكُوا))[الأنعام:107]، حتى الذين وقعوا في الشرك لو شاء الله ما أشركوا، لكنهم هم أشركوا بإرادتهم وباختيارهم، ولو شاء الله لحال بينهم وبين ذلك، ولكنه لحكمته جعل لهم إرادةً واختياراً في أن يقعوا في الشرك، ولهذا قال في الآية الأخرى: ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا))[يونس:99]، فبقدرته سبحانه أن يجعل العباد كلهم مؤمنين كما جعل الملائكة، لكنه أراد أن يختار بشراً هداه النجدين، بيّن له طريق الخير وطريق الشر، ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا))[الإنسان:3].(طيب) ما هو الفرق بين الإرادة وبين المشيئة؟ أما المشيئة فهي مرادفة للإرادة الكونية القدرية التي تحصل فيها الموجودات، يعني: نحن بيّنا سابقاً أن في القرآن الكريم إرادتين: إرادة شرعية وإرادة كونية، فالإرادة الكونية لله تعالى التي بها يقع الخلق، ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))[يس:82]، هذه تسمى كونية أو تسمى قدرية؛ لأن بها يقع الشيء، ولهذا هذه الإرادة الكونية القدرية هي التي لا يخرج عنها شيء من أمر العباد، ((وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكُوا))[الأنعام:107]، يعني: لو أراد الله سبحانه وتعالى كوناً وقدراً أن لا يشركوا لم يشركوا، هذه تسمى كونية قدرية. هناك إرادة ثانية وهي الإرادة الشرعية، ومعنى الإرادة الشرعية هو ما طلبه الله تعالى منا شرعاً على ألسنة رسله وأنبيائه أمراً أو نهياً، فهذه تسمى إرادة شرعية أن الله تعالى يريد منا شرعاً.. يعني: يحب منا أن يقع هذا منا من الطاعات، أو يحب أن نترك المعاصي، هذه تسمى إرادة شرعية؛ لأنها ليست مرتبطة بالقضاء والقدر، ولا في الوقوع، يعني: قد تقع وقد لا تقع، ولذلك نقول: إن الأشياء في الجملة على أربعة أضرب فيما يتعلق باجتماع الإرادتين أو افتراقهما، هناك ما اجتمعت فيه الإرادة الشرعية والإرادة الكونية، يعني: أراده الله تعالى كوناً وقدراً، وأراده الله تعالى شرعاً، مثال هذا؟ الإيمان لمن؟إيمان المؤمنين، إيمان الصحابة مثلاً، إيمان الصحابة هذا أمر وقع أو ما وقع؟ إذاً الله أراده قضاءً وقدراً، صح؟ والله تعالى يحبه شرعاً، إذاً اجتمعت فيه الإرادتان، إذاً هذا نوع.النوع الثاني: ما انتفت عنه الإرادتان أيضاً، وهو كفر المؤمنين مثلاً، فهذا الكفر لأولئك المؤمنين هل وقع؟ لم يقع، إذاً الله تعالى لم يرده كوناً وقضاءً وقدراً، لكن هل الله يحبه؟ لا يحب الله من المؤمنين أن يكفروا، ((وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ))[الزمر:7]، إذاً هذا الأمر الذي هو كفر المؤمنين ليس فيه إرادة شرعية، ولا إرادة كونية. هناك ما هو مراد شرعاً لكنه غير واقع قدراً، أو غير مراد قدراً، وذلك مثل ماذا؟ إيمان الناس كلهم أجمعين، الله سبحانه وتعالى يحب أن يؤمن الناس كلهم أو لا؟ يحبه، لكن هل يقع هذا؟ لا يقع، ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ))[يونس:99]، إذاً هذا بالنسبة لإيمان الناس فيه الإرادة الشرعية، لكن ليس فيه الإرادة القدرية الكونية.القسم الرابع: ما كان مراداً قدراً وليس مراداً شرعاً، مثل ماذا؟ مثل كفر الكافرين، مثلاً في الكفر مثلاً مشركي مكة الذين لم يؤمنوا وماتوا على الكفر وأمثالهم، فهذا الكفر واقع أو ليس بواقع؟ واقع، إذاً هو مراد لله تعالى من جهة الكون والقضاء والقدر ووجوده، لكن هل هو محبوب لله تعالى؟ ليس محبوباً، فليس مراداً من الناحية الشرعية؛ لأنهم أمروا بالإيمان فكفروا، إذاً هذه أربعة أشياء منها ما تجتمع فيه الإرادتان، ومنها ما تنتفي عنه الإرادتان، ومنها ما يكون مراداً شرعاً فقط، ومنها ما يكون مراداً قدراً فقط، هذه أربعة أضرب.إذاً بالنسبة للمشيئة لما نقول: الإرادة والمشيئة، المشيئة تنطبق أو تتطابق مع الإرادة الكونية القدرية، فنقول: الله تعالى شاء أن يكفر أبو جهل مثلاً، وأراد ذلك، فهذا فيه الإرادة القدرية الكونية وهي ما تسمى بالمشيئة، الله سبحانه وتعالى شاء أن يؤمن أبو بكر و عمر وأراد ذلك، إذاً المشيئة هنا متطابقة مع الإرادة. (طيب) الخلاصة أن كلمة المشيئة قد تكون موافقةً للإرادة القدرية الكونية. التالي الإيمان بمسئولية العبد وإرادته درجات الإيمان بالقدر السابق الإيمان بأن الله خالق كل شيء درجات الإيمان بالقدر مواضيع ذات صلة الله سبحانه وتعالى لا يخلق شراً محضاً التوكل على الله سبحانه وتعالى القضاء والقدر وعلاقتهما بالسعادة والشقاوة إحالة في موضوع القضاء والقدر على حلقة في برنامج (الحياة كلمة) حول هذا الموضوع التفريق بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية