ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›القدر - الإيمان قول وعمل›درجات الإيمان بالقدر›الإيمان بالمكتوب الإيمان بالمكتوب الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 585 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الدرجة الثانية: هي الكتابة، ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالى: [ ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق، ] فالكتابة هي الأمر الآخر من القدر، وهو أن تؤمن بأن الله تعالى قد كتب كل شيء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، فكل شيء مكتوب عنده قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء، وهذا الأصل الذي هو أصل الكتابة هل هو أصل عقلي أو سمعي؟مداخلة: سمعي.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: سمعي، لو لم يأتنا به نص ما كنا نعلم أن الله تعالى كتب؛ لأنه لا يلزم أن يكون كتب، بخلاف العلم الذي هو صفة لله تعالى، أما الكتابة فهي أصل سمعي محض، ولكن جاءت به النصوص، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال، (ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق)، قال هذا كلام المصنف: (ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق)، والنبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك: (إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض) كما في حديث عبد الله .(طيب) اللوح المحفوظ، ما هو اللوح المحفوظ؟ اللوح المحفوظ هو: اللوح المحفوظ. يعني: هذا هو اللوح المحفوظ، لا نستطيع أن نعرف ما هو، هو لوح وهو محفوظ، أما أنه لوح فلأنه يكتب فيه كل شيء من مقادير الخلق، ولهذا سماه الله تعالى في القرآن أسماء أخرى غير اللوح المحفوظ مثل؟ من أسمائه؟مداخلة: الكتاب.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الكتاب، من أسمائه الكتاب، وذلك في قوله تعالى: ((وَكُلَّ شَيْءٍ))[النبأ:29]. مداخلة: ((أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا))[النبأ:29].مداخلة: ...الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: (طيب) هذه فائدة (ما يخالف)، دعونا في الكتاب: ((مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ))[الأنعام:38]، هذا سماه كتاباً، وأيضاً ((مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا))[الحديد:22].وأيضاً قوله سبحانه في خطاب موسى وفرعون : ((قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى))[طه:51-52]. إذاً سماه الله تعالى كتاباً في مواضع من القرآن الكريم، كتاب يعني: مكتوب فيه شيء، إذاً هذا اللوح هو كتاب، وهو أيضاً في الآية الثالثة سماه الله سبحانه وتعالى إماماً: ((وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ))[يس:12]، قال المفسرون: الإمام المبين هو الكتاب السابق، (المبين) البين الذي وضح فيه كل شيء وفصل فيه كل شيء، هذا هو اللوح.وأما أنه محفوظ، فإن هذا يعني أنه محفوظ من الزيادة والنقصان، ولهذا يقول العلماء: إن ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ لا يزاد عليه ولا ينقص، بخلاف ما يكون فيما وراء ذلك فإنه قد يمحو الله تعالى منه ما يشاء ويثبت، ولهذا قال: ((يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ))[الرعد:39]، فقال كثير من العلماء: إن أم الكتاب المقصود بها اللوح المحفوظ الذي فيه كل شيء لا يزاد فيه ولا ينقص.قال الله سبحانه وتعالى أيضاً في اللوح المحفوظ قال: ((بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ))[البروج:21-22]، ما معنى كون القرآن الكريم في لوح محفوظ؟ يعني: القرآن الكريم موجود في اللوح المحفوظ كذا؟ هذا ظاهر الآية: ((بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ))[البروج:21-22]، هذا يحتمل وجهين: يحتمل أن يكون المعنى: أن القرآن كله مكتوب في اللوح المحفوظ؛ لأنه مما كتب الله وقدر أن ينزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهو موجود في اللوح المحفوظ يعني تفصيلاً: آياته وحروفه وألفاظه ومعانيه. ويحتمل أن يكون المعنى الإشارة إلى القرآن الكريم في اللوح المحفوظ، يعني: أن إنزال القرآن وما سيقع من إنزاله على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه مذكور وموجود في اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى: ((وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ))[الشعراء:196]، (وإنه) يعني: القرآن (لفي زبر الأولين)، هل القرآن موجود تفصيلاً في زبر يعني: في كتب الأولين الأنبياء السابقين؟ لا، وإنما موجود الإشارة إليه، وأنه يأتي نبي اسمه أحمد عليه الصلاة والسلام، وينزل معه كتاب هو القرآن.(طيب) المصنف رحمه الله تعالى هاهنا قال: [ (فأول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: ما أكتب؟..)،] هذا اللفظ طبعاً هو لفظ حديث رواه الترمذي و أبو داود و أحمد وغيرهم عن عبادة بن الصامت ، و الترمذي قال: في موضع: غريب، وقال في موضع آخر: حسن غريب، والحديث حسنه أو صححه بعض أهل العلم، فيه: (أن أول ما خلق الله القلم، قال له: اكتب، قال: ما أكتب، قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة). هذا الحديث هل هو يدل على أن القلم هو أول المخلوقات؟ (أول ما خلق الله القلم)، هذا احتمال أن يكون القلم هو أول المخلوقات، وبعضهم ذهب إلى هذا المعنى، بعض أهل السنة أخذوا من هذا الحديث، بينما جمهور أهل السنة يرون أن أول ما خلق الله العرش، وبناءً عليه فمعنى الحديث عندهم أن الله تعالى (أول ما خلق القلم قال له: اكتب)، يعني: أن الله تعالى أمر القلم بالكتابة أول ما خلقه، وهذا هو الراجح، فيكون المقصود أن الله تعالى أمر القلم بالكتابة في أول خلقه، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة. والقلم أيضاً هذا مثله مثل اللوح المحفوظ، هو من علم الغيب، الناس يعرفون الأقلام التي يتداولونها، ويعرفون الكتب التي يقرءونها، لكن الكتب عند الله تعالى، والأقلام عند الله تعالى، شيء آخر، نقول: اللوح المحفوظ، ونقول: القلم، لكن لا ندخل في تفصيله هل هو من زمرد كما قال بعضهم، أو من ذهب، أو من فضة، أو مما شاء الله مما لا يحيط الخلق به علماً، والكلام فيه يعتبر كلاماً بغير توثقة من الله تعالى أو رسوله عليه الصلاة والسلام، إنما دل عليه دليل شرعي، وحتى الروايات في هذا عن بني إسرائيل أو غيرها لا يؤخذ بها. والأقلام كثيرة كما هو معروف، و ابن القيم رحمه الله أوصلها إلى عشرة، وذكرنا هذا في تفسير سورة (اقرأ)، لكن المقصود هنا القلم قلم القدر الذي أشرنا إلى أنه أول ما خلق جرى بما هو كائن، ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالى هنا: [ فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، جفت الأقلام، وطويت الصحف، كما قال سبحانه: ((أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ))[الحج:70]، وقال: ((مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ))[الحديد:22]. ]قال المصنف رحمه الله تعالى: [ وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملةً وتفصيلاً. ]يعني: أن تقدير الله سبحانه وتعالى الأول في اللوح المحفوظ، وهذا هو التقدير العام، وهناك ألوان أخرى من التقدير مثل التقدير البشري، ومثل التقدير الحولي، ففي كل سنة يكتب الله سبحانه وتعالى مقادير هذه السنة في أي ليلة؟ في ليلة القدر، ((فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا))[الدخان:3-5].وهكذا التقدير العمري، التقدير الذي يخص الإنسان، فإن الملك يأتي ويقول: (ما الأجل؟ وما العمل؟ وشقي أو سعيد؟..) إلى آخره، فهذا تقدير عمري يخص الإنسان، ويأتيه فيه الملك وهو في رحم أمه.وهناك أيضاً بعضهم قال: هناك تقدير يومي، وأخذوه من قوله تعالى: ((كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ))[الرحمن:29]، فالله سبحانه وتعالى من شأنه أن يرفع ذميماً، أو يغني فقيراً، أو ينصر ضعيفاً، أو يعلم جاهلاً، أو يهدي ضالاً.. إلى غير ذلك من شأنه سبحانه.قال المصنف رحمه الله تعالى: [ فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، فإذا خلق جسد الجنين.. ]إلى آخر ما قال، قال: [ فهذا القدر ]-يقول الشيخ- [ كان ينكره غلاة القدرية قديماً، ومنكروه اليوم قليل، ] وهذا ما أشرنا إليه أن القسم الأول من القدر المتعلق بالعلم، وكذلك المتعلق بالكتابة كان ينكره الأولون، ومنكروه في عهد الشيخ قليل. التالي الإيمان بأن الله خالق كل شيء درجات الإيمان بالقدر السابق الإيمان بعلم الله عز وجل درجات الإيمان بالقدر مواضيع ذات صلة تنبيه النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه على عدم استعجال أقدار الله من أسباب تخلف المسلمين الاحتجاج بالقضاء والقدر من معاني الإيجابية أن تؤمن بالقدر معالجة الوساوس المتعلقة بالقضاء والقدر القضاء والقدر وعلاقتهما بالسعادة والشقاوة