ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›القدر - الإيمان قول وعمل›فوائد الإيمان بالقضاء والقدر›يدرك العبد به طرفاً من الحكمة الإلهية يدرك العبد به طرفاً من الحكمة الإلهية الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 594 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: النقطة الخامسة: أن يدرك العبد طرفاً من الحكمة الإلهية، فإن العبد إذا علم أن كل ما يقع في الكون من عز وذل، ونصر وهزيمة، وقوة وضعف، ومرض وعافية، وشتات وتجمع، وخير وشر، كل ذلك بقضاء الله تعالى وبقدره، وعلم أن الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، وله الحكمة البالغة، وأنه العليم، وأنه الغيور على دينه، والغيور على عباده، أدرك أن كل ما يقع في الكون فهو في النهاية بحكمة الله تبارك وتعالى. نعم، نحن متعبدون بالأسباب والتذرع بها إلى ما نعتقد أنه صواب، لكن أيضاً يكون عند الإنسان تعبد آخر بالنظر إلى الحكمة الإلهية، ومشاهدة الرحمة والحكمة في كل ما يصنعه الله عز وجل، فيكون من ذلك نوع من التسليم، ولا يكون عند الإنسان ظن أن ذلك يقع عبثاً أو يقع سدى، بل هو صنع الحكيم العليم، وإن قصرت الأفهام عن بعض حكمته، فإن الله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة التي لا يطيق العباد أن يدركوا أبعادها، وإنما قد يدرك العبد ما يخصه طرفاً منها، ويعجز عن كثير من ذلك، وهذا يجيب على كثير من الأسئلة التي تقع في أذهان الناس. وأقول أحياناً: إن بعض الغيرة وبعض الحرارة التي يجدها حتى المؤمن في صدره قد يكون مبعثها هو ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، حتى إن من الناس من قد ينزعج انزعاجاً شديداً، أو يمرض، أو حتى قد يخرج عن حدود الاعتدال الشرعي، فمنهم من يتكلم بكلام اعتراض على الله سبحانه وتعالى، ومنهم من قد يقتل نفسه حسرات على أمر قضى الله سبحانه وتعالى أن لا يكون، مع أن الله تعالى -كما قلت- الله أعلم من عباده، وأغير منهم، وأحكم منهم، وأقدر على نصر دينه، ولكن من حكمته أن يبتلي عباده بما شاء ليرى وينظر كيف يعملون كما قال موسى : ((عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ))[الأعراف:129]، وكيف يستقبلون قدره سبحانه، ويغري بعض العباد ببعض، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في بدر لما رأى ما رأى من المشركين وخشي أن يستأصل أصحابه رفع يديه إلى السماء، وابتهل إلى الله وتضرع حتى سقط رداؤه عن منكبيه صلى الله عليه وسلم، وكان من دعائه أنه يقول: (اللهم لو شئت لم تعبد في الأرض)، لأن أصل عبادة الناس لربهم في الأرض، هذا أمر الله سبحانه وتعالى شاءه، وأراد أن يبتلي به عباده، وإلا فهو غني عن عبادته، (ولو أنهم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملك الله شيئاً)، والله تعالى عنده ملائكة في السماء لا يحصيهم إلا هو، ماذا تقولون في عددهم؟! مليارات، تريليونات، بل أكثر من ذلك وأزيد، ويكفيك أن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، وهؤلاء ليسوا كل الملائكة، بل السماء كلها ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وفيه ملك واضع جبهته أو راكع أو ساجد لرب العالمين، فالله سبحانه وتعالى عنده ملائكة شأنهم العبادة، ولو شاء لجعل عباده كلهم على قلب رجل واحد من الإيمان والتقوى، ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا))[يونس:99]. فيكون عند المؤمن من إيمانه بالقضاء والقدر اعتدال في نظره للأمور، وتوازن، وتوسط، نقيض ما يقع من كثير من المسلمين الذين فهموا قضية القضاء والقدر فهماً خاطئاً، فترتب على ذلك أن كثيراً منهم تركوا العمل، وتركوا الإصلاح، وتركوا الدعوة، وتركوا الأسباب المطلوبة والمشروعة اعتماداً واحتجاجاً بالقضاء والقدر، ففهموا القضاء والقدر فهماً خاطئاً، أو تذرعوا بأسباب غير شرعية، فإذا كان عدوهم مثلاً يملك السلاح، والتقنية، والتصنيع، والعلم، وجدت أن المسلمين في بعض الفترات وبعض المراحل إذا هاجمهم عدوهم أو حاصرهم تجمعوا في المساجد يقرءون صحيح البخاري مثلاً، ويظنون أن هذا هو السبب الذي به ينصرون، (طيب) صحيح البخاري الذي تقرءونه ألم يرشدكم فيه نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم إلى فعل الأسباب، وإلى التعبد بها. نعم من الأسباب دعاء الله سبحانه وتعالى، لكن الدعاء وحده لا يكفي، والنبي نفسه عليه الصلاة والسلام فعل الأسباب، وجمع الجموع، وأعد العدة، وحمل السلاح، ورتب الأمر، واستخدم أسلوب السرية في مفاجأة العدو.. إلى غير ذلك من الأسباب المادية البشرية المطلوبة والتي بها يحصل الإنسان على مراده، فإذا لم تتمكن له هذه الأسباب انتظر حتى يستطيع الحصول عليها، فهذا من الخطأ الذي يقع في كثير من المسلمين في فهمهم لقضية القضاء والقدر. السابق سبب للشكر فوائد الإيمان بالقضاء والقدر مواضيع ذات صلة الإيمان بالقضاء والقدر بين القدرية والجبرية حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر مواطن يناسب فيها الاحتجاج بالقضاء والقدر الاحتجاج بالقدر في وقوع الخطاء ووضع احتمال وقوعه القضاء والقدر وعلاقتهما بالسعادة والشقاوة