ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›العقيدة الواسطية›أدلة القرآن والسنة›حجية الكتاب والسنة في باب...›تعارض العقل والنقل تعارض العقل والنقل الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 600 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص فالعقل إذاً في هذه المسائل مهمته التسليم والانقياد والطواعية، ويستحيل أن يوجد في الشرع ما يحيله العقل، لكن لا شك أنه يوجد في الشرع ما يعجز العقل عن إدراكه، وما يحار العقل فيه، ولذلك إذا سأل سائل أو قال قائل: إذا تعارض العقل والشرع، أو تعارض العقل والنقل، فأيهما نقدم؟ فها هنا نقول: إن هذا السؤال نفسه خطأ، وليست الإجابة عليه واجبةً ولا متحتمة؛ لأننا نقول: إنه لا يمكن أن يوجد تعارض حقيقي بين دلالة العقل الصريح، وبين دلالة النص الصحيح، فافتراض أن بينهما تعارضاً وتناقضاً هو فرض وهمي غير صحيح؛ وذلك لأننا نقول فيما يتعلق بالنص: فإن من المعروف أن النص قد يكون صحيحاً، وقد يكون غير صحيح، فإذا كانت النصوص ضعيفة لا يثبت سندها، ولا يستقيم أمرها، فهذه نصوص مطّرحة ولا مجال للخوض فيها. فبقينا إذاً في النص الصحيح الذي هو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، سواء كانت متواترة على تقسيم المتأخرين، أو كانت مستفيضة، أو كانت من الآحاد الصحيحة الثابتة، هذا فيما يتعلق بالنقل. أما فيما يتعلق بالعقل فإنه يحتمل ثلاثة أشياء: يحتمل أولاً العقل المجرد أو العقل التجريدي، فحينما نقول: عقل، هل يوجد في الكون عقل غير مرتبط بجهة أو بشخص؟ هل تعرفون عقلاً مجرداً موجوداً محسوساً قائماً؟ كلا، إذاً لما نتحدث عن العقل التجريدي ونقول: العقل يقتضي هكذا، والعقل لا يقتضي هكذا، ونتخيل عقلاً مجرداً فهذا العقل لا وجود له في الحقيقة، وإنما العقل مرتبط بعقل محمد وعلي وصالح وزيد وعبيد، فإذا افترضنا عقلاً تجريدياً فهذا العقل لا وجود له إذاً. الأمر الثاني: أن نفترض عقلاً خاصاً بشخص، فنقول: هذا الأمر يتعارض مع عقل فلان، أو عقل علان، ففي هذه الحالة لا يمكن أن نقول: إن عقل شخص من الناس أنه حجة؛ لأننا لو قلنا هذا لافترضنا تناقضاً بين العقول نفسها؛ لأن ما يعتبره عقلك -مثلاً- أنه واجب أو ضروري قد يعتبره عقل الآخر أنه ممتنع أو غير ممكن، وهذا موجود، حتى الذين تكلموا في نصوص العقيدة في مقتضى العقل المجرد، قد يقول بعضهم: إن هذا الفرض ممتنع، ويقول آخر: إن هذا الفرض لازم وثابت وضروري، فيتناقضون في دلالة العقول. إذاً لا يمكن أن نقول: إن عقل إنسان من الناس فيه الحجة أو فيه الضرورة أو هو المرجع أو المعتمد؛ لأن عقول الناس تتناقض وتتفاوت، وهذا أمر معروف، ولذلك يقول بعض الباحثين: إن أوروبا إن من أسباب تقدمها اكتشافها لنقائص العقل وضعفه، وأنه بذاته فيه جوانب من الضعف لا بد أن يدركها، فإذا أدرك العقل ضعفه عرف مجال عمله.الاحتمال الثالث: أن يكون المراد بالعقل إجماع العقلاء، وهذا لا بأس به، يعني: إذا افترضنا أن المقصود بالعقل إذا أجمع العقلاء على أمر، فنحن نعلم يقيناً أنه لا يمكن أن يكون هناك إجماع للعقلاء على أمر، ويأتي الشرع بما يناقضه، بل إجماع العقلاء إنما يكون على وفق ما جاء به الكتاب والسنة، أو ما لا يعارض الكتاب والسنة.إذاً ففكرة وجود تناقض أو تعارض بين العقل والنقل هي فكرة غير صحيحة من الأصل، ولهذا فالسؤال المطروح غير صحيح، ومن هنا كتب ابن تيمية رحمه الله في هذا فصولاً، من أفضلها وأهمها ما كتبه في درء تعارض العقل والنقل وهو كتاب مطبوع في ثمانية مجلدات أو أكثر. التالي منزلة العقل مع النص حجية الكتاب والسنة في باب العقائد والأسماء والصفات مواضيع ذات صلة معرفة النسخ بالتقدم والتأخر مع التعارض ضروب الموازنات2-2 القول الراجح في اتباع شرع من قبلنا هل التشديد فضيلة من باب الأخذ بالعزائم؟ المآلات في الكتاب والسنة (1/2)