ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الجاثية›إشراقات في قوله تعالى: (قل...›معنى قوله تعالى: (قل للذين آمنوا يغفروا..) معنى قوله تعالى: (قل للذين آمنوا يغفروا..) الخميس 2 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 723 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص يقول ربنا سبحانه: (( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا ))[الجاثية:14]، يعني: هذا جزء من موضوع التعامل مع الذين يعارضون الرسالة، ويسخرون من أهلها؛ لأن السياق ذكر الإنسان الذي تتلى عليه آيات الله ثم يصر مستكبراً، (( وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ))[الجاثية:9]، فهؤلاء يسخرون ويستهزءون بشكل سافر وعلني، وربما تكون أنماط الاستهزاء والسخرية مختلفة، لكن المحتوى واحد، يعني: في الماضي ربما واحد يطلقها كلمة في مجلس، الآن ربما يكون هذه السخرية ربما تكون مقالةً في صحيفة، وربما تكون حديثاً في موقع إليكتروني، ربما تكون فيلماً درامياً على الشاشة، وسائل حديثة، ولكنها تؤدي نفس الرسالة ونفس الغرض الذي هو السخرية بالإيمان، والسخرية بأهله، بكافة الوسائل، قد يسخر من أشكالهم، أو من ضعفهم، (( وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ))[هود:27]. والسخرية أيضاً من أحلامهم، أنه أنتم تحلمون بأشياء لن تقع ولن تتحقق، وأشياء تعمل كلها على قدر من محاولة الإحباط النفسي، والتأثير في روحانية وفي إيمان وفي ثقة المؤمنين، فأحياناً يكون المؤمنون قادرين على الرد ولو بالكلمة مثلاً أو غيرها. فالله سبحانه وتعالى هنا قال: (( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا ))، فوصفهم بالإيمان، قضية الإيمان إذاً هي استعلاء عن التفاهات، أو مقابلة السوء بمثله، أو البذاءة بمثلها، أو السب بمثله، الإيمان قيمة عليا لا تسمح لأصحابها بالانحدار إلى هذا الدرك؛ ولهذا قال: قل لهم: يغفرون، (( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا )) اغفروا (( لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ))[الجاثية:14]، هذا معنى الآية، فإذا قلت لهم ذلك فسوف يغفرون؛ لأنهم مؤمنون، وهذا أمر الله لهم، فالآية فيها محذوف تقديره: قل للذين آمنوا: اغفروا يغفروا، يعني: (يغفروا) وهذه جواب شرط؛ ولذلك حذفت منها النون، لم يقل: يغفرون، قل لهم: اغفروا يغفروا، إن تأمرهم أجابوا هذا المعنى، ويمكن أن يكون المحذوف اللام، قل للذين آمنوا ليغفروا، يعني: مرهم أن يغفروا. والغفر: هو التسامح والصفح، والعادة في القرآن الكريم أن الله سبحانه يأمر بذلك نبيه عليه الصلاة والسلام، هذا هو الغالب، كما في قوله: (( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ))[الزخرف:89]، (( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ))[الحجر:85]، لكن المرة هذه الأمر لم يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يتعلق بأنه قال له: أن يأمر الذين آمنوا، مما يدل على أن هذه الآية نزلت هي أولاً بـمكة على القول الراجح، ولكن يبدو أنها نزلت بعد فترة من انتشار الإسلام، وقوة المؤمنين وشدة جانبهم بحيث أصبح بمقدورهم أحياناً أن يردوا الأذى، أو يكافئوا المؤذي، أو أنه أحياناً يكون عند المؤمن حتى لو كان ضعيفاً يكون عنده أدوات في مواجهة الشر بمثله، واليوم مثلاً قد تجد أن أعداء الإيمان عندهم تقنيات هائلة وإمكانيات ضخمة وضخ غير عادي، المؤمن ربما يكون قادراً على الرد ولو بكلمة، أو بموقع، أو بمقالة، أو بغير ذلك، إذاً عملية الرد واردة في كل ظرف؛ ولذلك جاء الأمر بأن (( يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ ))[الجاثية:14]. التالي أوجه القراءات في قوله تعالى: (ليجزي قوما) إشراقات في قوله تعالى: (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون) مواضيع ذات صلة ربط ما بين حياة الأرض بالنبات وحياة القلوب بالوحي إشراقات في قوله تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها...) إلى قوله تعالى: (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) الكبر مانع من سماع الحق المراد بالنسيان في قوله تعالى: (وقيل اليوم ننساكم..) إشراقات في قوله تعالى: (قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون)