ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح بلوغ المرام›كتاب الحج›باب صفة الحج ودخول مكة - حديث...›شرح حديث جابر في صفة حجة...›أعمال ليلة المزدلفة أعمال ليلة المزدلفة الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 4208 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ( حتى أتى المزدلفة ) وفي هذا قصص فيمن أردفه النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الموضع الذي نزل فيه فقضى حاجته ثم واصل السير حتى أتى المزدلفة ، و المزدلفة سميت بذلك؛ إما لأن الناس يزدلفون إليها، أو لقربها من منى ، أو لغير ذلك ، و من أسماء المزدلفة في القرآن الكريم: المشعر الحرام: (( فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ))[البقرة:198]، ومن أسمائها أيضاً: جمع، وهو اسم ورد في السنة ، وقال بعضهم: ورد في القرآن الكريم. أين يكون ورد في القرآن؟(( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ))[العاديات:1-5] ولكن هذا قول مرجوح، والمقصود بالجمع هنا النكرة، يعني: جمع من الناس أو من المقاتلين.فهذه هي المزدلفة ، وهي بين عرفة وبين منى ، و مزدلفة موضع معروف المعالم والحدود، والمبيت بها واجب عند الأكثرين على ما اقتضته السنة، فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بذلك، وترخيصه لبعض نسائه في الدفع كما هو معروف.( فصلى بها المغرب والعشاء ) أول ما نزل، حتى قبل أن يلقي رحله، وصلى المغرب والعشاء أيضاً ( بأذان واحد وإقامتين ) جمعاً، وقصر العشاء، كما قال: ( بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئاً ) يعني: لم يصل بينهما راتبة.( ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى )، يعني: نام عليه الصلاة والسلام، وهل هذا يدل على أنه لم يوتر كما قال بعضهم: إنه لا وتر في ليلة المزدلفة أو لم يقم الليل؟ هذا بعيد، والأقرب: أن هذا من مناسك الحج، وأن هذا من حالات الحياة العادية غير متصل بالنسك، ولهذا لم يذكره جابر ، ونقول: إن الأمر في مزدلفة واسع، إن كان متعباً أو يريد أن يرتاح من أجل أعمال يوم النحر فهذا حسن، والوتر سنة بكل حال، وفي كل يوم وفي كل ليلة! و( الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا )، وأما قيام الليل فالأمر فيه واسع، وقد فعلته أسماء رضي الله عنها كما في صحيح البخاري ، وصلت ساعة، ثم سألت مولاها عبد الله : هل طلع الفجر؟ فقال لها: لا، ثم صلت، فهذا معروف، والصحابة رضي الله عنهم كانوا يفعلونه، والأمر فيه سعة.( ثم اضطجع حتى طلع الفجر )، يعني: بـالمزدلفة ، وصلاة الفجر في المزدلفة من خصائصها: أنها تكون في أول الوقت، كما صح في البخاري وغيره عن ابن مسعود وسواه.وأما ظن بعضهم أنها تكون قبل دخول الوقت فهذا باطل، وليس هو مقصود الصحابة رضي الله عنهم، بعضهم يصلون الفجر بـالمزدلفة قبل الوقت بساعة أو ساعتين قبل طلوع الفجر، وهذا باطل! ولا تصح الصلاة وعليه إعادتها، ينبغي تعليم من لم يعلم؛ لأن هذا من المنكرات التي ينبغي تنبيه الناس عليها، وإنما صلى الفجر لغير ميقاتها كما قال، يعني: لغير وقتها المعتاد؛ لأنه كان يؤخر الفجر بعض الشيء، أما في مزدلفة فإنه يصليها أول ما يبزغ الفجر، يصلي ركعتين سنة، ثم يصلي صلاة الفريضة.( فصلى الفجر حين تبين له الصبح )، ولهذا قال: ( حين تبين له الصبح )؛ دفعاً لهذا الإشكال ( بأذان وإقامة ) و قال ابن حزم : إن هذه الصلاة ركن في الحج، أن يدركها مع الإمام حتى لو لم يدركها مع الإمام فسد حجه، وهذا أيضا قول ضعيف، ولا دليل عليه.وهذا هو المشعر الحرام الذي قال الله سبحانه وتعالى: (( فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ))[البقرة:198] وكان جبلاً، كان المشعر جبلاً تسميه قريش: قزح، ثم أزيل هذا الجبل وبني المسجد المعروف مكانه، فيستحب للإنسان أن يصلي مع الإمام إن كان قريباً منه، أو يصلي مع جماعته صلاة الفجر في أول ما يطلع الفجر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.( ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام ) وهو المكان الذي ذكرته ( فاستقبل القبلة فدعا وكبر وهلل ) دعا الله وكبره وهلله، يعني: في هذا المكان، وهذا هو الوقوف بـمزدلفة .إذاً: هناك المبيت بـمزدلفة ، وهناك الوقوف بـمزدلفة ، وهذا سنة أن يفعله الحاج. قال: ( فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً ) يعني: لم يدفع صلى الله عليه وسلم بعد الفجر مباشرة، ولا أخر الدفع حتى طلعت الشمس، وكانت العرب تدفع بعد طلوع الشمس، ويقولون: "أشرق ثبير كيما نغير" وثبير: هو أعظم جبل هناك. فلا والذي أرسى ثبيراً مكانه فهو جبل معروف، وهو بوجه الشمس، يعني: كأنه شمال المزدلفة ، فإذا أشرق مع أول ما تطلع الشمس يشرق، أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه دفع قبل أن تشرق الشمس، أو قبيل أن تشرق الشمس حين أسفر جداً.( فدفع قبل أن تطلع الشمس ) ولم ينقل أنه لقط الحصى من المزدلفة ، وهذا دليل على أن لقط الحصى للجمار ليس له حد محدود، من مزدلفة أو من الطريق أو من أي مكان لقط الحصى أجزأه. ( حتى أتى بطن محسر فحرك قليلاً ) وهذا فيه استحباب الإسراع في وادي محسر، ولا دليل على أن ذلك كان موضع عذاب كما أسلفت. قال: ( ثم سلك الطريق الوسطى ) يعني: في منى ، وكأن هناك ثلاث طرق سلك النبي صلى الله عليه وسلم منها الطريق الوسطى ( التي تخرج على الجمرة الكبرى ) والجمرة الكبرى ما اسمها؟ هي جمرة العقبة، وهي التي ترمى يوم النحر، ولهذا يقولون: تحية منى يوم النحر هي رمي جمرة العقبة. التالي أحكام رمي الجمار شرح حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم السابق أعمال يوم عرفة شرح حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم مواضيع ذات صلة حكم تقبيل الحجر الأسود أثناء الطواف القول الثاني: أن المبيت بمزدلفة ركن من أركان الحج وأدلته حكم من ترك السعي والتقصير بسبب المرض الوقوف بعرفة إلى الليل حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر