ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›جزء تبارك›سورة الملك›إشراقات في قوله تعالى:...›مناسبة الآية لسابقتها مناسبة الآية لسابقتها الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 4174 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال سبحانه: ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ))[الملك:13] هنا قوله: (يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) إشارة إلى عظمة الإيمان، وأن الإيمان يقوم على الإيمان بالغيب الذي لم يروه، فناسب أن يقول: ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ))[الملك:13] يعني: سواء كان الإنسان في الملأ أو في الخلاء؛ فالله تعالى مطلع عليه، وإذا تكلم العبد سراً أو تكلم جهراً فالله تعالى يسمعه. و((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ))[المجادلة:1]، كانت عائشة رضي الله عنها في طرف الحجرة لا تدري ماذا تقول، وسمعها الله تعالى من فوق سبع سماوات، فأنزل قوله: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ). وقال سبحانه: ((لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ))[آل عمران:181]. ولما جاء ثلاثة نفر، وقالوا: هل يسمع ربنا أو لا يسمع، وتكلموا، وقال بعضهم: إن جهرنا سمع، وإن أخفينا لم يسمع، قال سبحانه: ((وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ))[فصلت:22-23]؛ ولهذا قال سبحانه بعدما قال: (يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) قال: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ)، يعني: تهمس أو تصرخ الله تعالى يسمع، وهما عنده سواء، لماذا؟ لأنه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ، أصلاً هو عالم بهذا المعنى في قلبك حتى قبل أن تنطق به، بل عالم به قبل أن يكون معنى في قلبك أنه سيكون، والوسوسة التي في خاطرك الله تعالى يعلمها. ولهذا قال سبحانه: (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) يعني: بالحاجة التي ما زالت بالصدر لم يبح بها صاحبها ولم يتكلم، كما قال سبحانه: ((مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا))[المجادلة:7]، وكما قال سبحانه: ((يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى))[طه:7]، وأخفى من السر، السر الذي لا يعلم به صاحبه ما لم يكن سراً، ولكنه سوف يكون سراً، فالله تعالى يعلمه. ومن هنا قال: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُم)، هذه الرقابة الإلهية التي لا يفوتها شيء هذه من آثار الإيمان، تجعل المؤمن يتعامل مع ربه سبحانه في كل الظروف والأحوال وهو يشعر أن الله تعالى مطلع ورقيب وحسيب لا يفوته شيء، ولا يخفى عليه شيء. وأيضاً كان من مناسبة هذا السياق أن بعض المشركين الذين كانوا يسخرون من المؤمنين، ويعاندونهم، ويعارضونهم، كانوا يقولون: إن الله تعالى يسمع كلامنا إذا جهرنا، ولا يسمع إذا أسررنا، ولذلك اهمسوا لا يسمعكم إله محمد، فالله تعالى فضحهم وبين أنه حتى هذا الهمس الله تعالى يسمعه ويعلمه، وينزل فيه قرآناً يتلى: ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ))[الملك:13]. التالي معنى قوله تعالى (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) إشراقات في قوله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور...) مواضيع ذات صلة معنى (تبارك) دلالة قوله تعالى (وإليه النشور) المراد بالإحسان في العمل حال الكفرة عند معاينة ما كانوا ينكرونه إشراقات في قوله تعالى: (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراط مستقيم)