ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›جزء تبارك›سورة المعارج›إشراقات في قوله تعالى: (سأل...›بيان ما تضمنه قوله تعالى (سأل سائل بعذاب) بيان ما تضمنه قوله تعالى (سأل سائل بعذاب) الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 4399 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص إذاً: ((سَأَلَ سَائِلٌ)) فيها ثلاثة معان:فيها أولاً: السؤال، أن هذا الإنسان سأل عن العذاب، لكن أنت تلاحظ -أيضاً- أن الله سبحانه وتعالى لم يقل: سأل سائل عن العذاب، وإنما قال: ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب))[المعارج:1]، فهذا يدل على أن (سأل) ليست مجرد سؤال عفوي أو بريء، وإنما هو سؤال مقرون بالاستعجال، مقرون بالاستهزاء، ولهذا ورد أن هذا السائل هو النضر بن الحارث ، وكان يقول: إن محمداً يهددنا بالعذاب، فلماذا ننتظره؟! وكان يقول كما حكى الله عز وجل: ((وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ))[الأنفال:32]. فيستعجلون العذاب.إذً: ((سَأَلَ سَائِلٌ))[المعارج:1] استعجل مستعجل بهذا العذاب. وقد حكى الله تعالى عنهم في مواقع عديدة من القرآن الكريم أنهم يستعجلون العذاب: ((يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ))[الشورى:18]، ولاحظ التوافق ((يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا))[الشورى:18]، أما المؤمنون فهم ((مُشْفِقُونَ مِنْهَا))[الشورى:18]، كما في سورة (سأل)، افتتح السورة الكريمة بقوله سبحانه: ((سَأَلَ سَائِلٌ))[المعارج:1]، وبعد قليل قال: ((وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ))[المعارج:27]، فأثنى على المؤمنين الذين يخافون ولا يستعجلون العذاب، ويدرون أن العذاب عند الله سبحانه وتعالى، فيطلبون الإمهال والإنظار والمغفرة.ومن معاني (سأل) أيضاً: أنه دعا به، يعني: دعا على نفسه بالعذاب: ((فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ))[الأنفال:32]، وكثيراً ما يدعون على أنفسهم بالعذاب استهزاءً وسخرية.إذاً: ((سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ))[المعارج:1] كما كان يقول الشاعر عبدة الطبيب يقول:فإن تسألوني بالنساء فإنني خبير بأدواء النساء طبيبإذا شاب شعر المرء أو قل ماله فليس له من ودهن نصيب يردن ثراء المال أنى وجدنه وشرخ الشباب عندهن عجيب فإن تسألوني بالنساء: يعني: عن النساء. فهذا السائل -إذاً-: هو أولاً: سأل، بمعنى أنه استفسر واستفهم، وقال: متى العذاب؟ وكثيراً ما يقولون: متى؟ ((وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا))[الإسراء:51]، سأل.وأيضاً: استعجل، يقول: أبطأ وتأخر علينا، عجلوا به.وثالثاً: دعا على نفسه وعلى من معه بالعذاب، فكل هذا تضمنته كلمة ((سَأَلَ سَائِلٌ))[المعارج:1]، ولم يذكر الله سبحانه وتعالى من هذا السائل، ولكنه أصبح معروفاً، أنه إما النضر بن الحارث أو غيره من علية الملأ من قريش. التالي بيان وجه انتفاء كون النبي صلى الله عليه وسلم المقصود بسائل العذاب إشراقات في قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع) مواضيع ذات صلة حقيقة سؤال المشركين عن موعد يوم الدين مآل الموتى من الأطفال الصغار، وحقيقة شعور الميت بزواره في المقبرة علة الإضراب بذكر علامات القيامة عن تحديد وقتها الانتقال القرآني إلى بيان حلية أهل الجنة وثيابهم أدلة القائلين بفناء النار