ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›جزء عم›سورة النبأ-1›إشراقات في قوله تعالى: (وخلقناكم أزواجاً) إشراقات في قوله تعالى: (وخلقناكم أزواجاً) الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 4274 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ((وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا))[النبأ:8]، أيضاً هذا مما امتن الله به عليهم، وتجد أن السياق اختلف؛ لأن الأول كان سؤالاً: ((أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَال))[النبأ:6-7] يعني: ألم نجعل الجبال أوتاداً؟ ثم اختلف السياق، وهذا نوع مقصود أيضاً في تغيير رتابة السؤال، ورتابة السياق، لأن الإنسان أيضاً لو سيق له سياق طويل وكله مساق واحد، يمكن يمل أو ينسى أو ينشغل، لكن إذا تغير مثل قوله سبحانه وتعالى: ((أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ))[الشرح:1] ثم قال في الآية التي بعدها: ((وَوَضَعْنَا))[الشرح:2] ما قال: ألم نضع، وإنما قال: ((وَوَضَعْنَا))[الشرح:2].وأيضاً: فيه إشارة إلى أن جواب السؤال الأول موجودة متضمنة، لأنه لما قال: ((أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا))[النبأ:6]، كان المعنى: قد جعلنا الأرض مهاداً، والجبال أوتاداً، ولذلك عطف عليه سبحانه: ((وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا))[النبأ:8]، وخلق الناس أزواجاً، يعني: أصنافاً وأضداداً وأشباهاً أيضاً، هناك الذكر والأنثى، هذا سر من أسرار الألوهية؛ لأن الزوجين نقيضان، فالذكر غير الأنثى، ومن الطريف أني قرأت أمس في كتاب يقول فيه: لماذا يكذب الرجل؟ ولماذا تبكي المرأة؟ مترجم.. لكنه يقول: إن من صفات الرجل أن الرجل يمشي على وجهه، ما يسأل، يعني لو كان له طريق وغير متأكد (100%) من الطريق، تجده لا يسأل في الغالب بل يمشي ويضيع وكذا حتى يصل، بينما المرأة لا، تسأل حتى تصل إلى ما تريد. فمن ضمن الطرائف، يقول: إن هناك مائة مليون حيوان تخرج من دفقة الإنسان، الذي يصل إلى الطريق منها كم؟ واحد، ما هو السبب؟ قال: السبب أنهم ما يسألون، كل واحد ماشٍ في طريقه، بينما الأنثى البويضة تجدها بويضة واحدة.فهنا الله تعالى: ((خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى))[النجم:45-46]، خلقهم ذكراً وأنثى، الذكر والأنثى نقيضان، ومع ذلك خلقهم في غاية الحكمة؛ لأن الرجل ما كان يشعر بسعادة الحياة وهناءتها لولا المرأة، وكذلك المرأة لا تشعر إلا بالرجل، فجعل الله تعالى حنين الأنثى للذكر، والذكر للأنثى، وقال: ((لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً))[الروم:21].فهنا الخلق مع أن كونه نقيضاً، إلا أنه في غاية الحكمة والرحمة والإبداع، وليس هذا فقط: ((خَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا))[النبأ:8]، يعني: ذكر وأنثى، بل كل ألوان الخلق، ولذلك الله تعالى قال: ((وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ))[الذاريات:49].يعني: هناك -مثلاً- في الألوان، في الأعداد، في الأحوال، قضية الغنى والفقر: ((وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا))[النبأ:8]، يعني: غني وفقير، وهذا فيه جانب الشكر للغني والإحسان، وجانب الصبر والرضا للفقير .. الصحيح والمريض .. القوي والضعيف .. المأمور والأمير .. العالم والجاهل .. الذكي والبليد ..وهكذا حدِّث ولا حرج، فتجد في هذه الحياة من ألوان الزوجية التي خلقها الله عز وجل، وهذا التنويع فيه أولاً جانب الشكر كما ذكرنا لمن فضله الله، فضل الله الرجل فيشكر، وفضل بعض النساء على بعض أيضاً فتشكر، الغني .. الكبير .. القوي .. العالم، في جانب الشكر. وفي جانب ثاني وهو الصبر، أن الإنسان إذا ابتلى بحالة أن يكون حاله أقل، أو بآفة، أو بعاهة، أو بفقر، أو بمرض، أن يصبر.أيضاً: قضية الإحسان: ((وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ))[البقرة:237]، إذ جعل الله تعالى بين العباد قضية التعاون، التعاون بين الرجل والمرأة مثلاً، فإن التعاون بين الضدين أحياناً يوجد حالة من الانسجام في الحياة، لا يمكن أن توجد إلا بهذا التعاون.أيضاً قضية التكامل: فإن الحياة لابد فيها من التكامل، يعني: لو نظرت مثلاً إلى المأمور والأمير، لو نظرت إلى التجار والمشترين، لو نظرت إلى أصحاب الأعمال، كل إنسان يتكامل مع الآخر، فهذا -مثلاً- يبني، وهذا يصنع، وهذا يزرع، وهذا يتعلم، وهذا يفكِّر، وهذا يكتب، وهذا يقرأ، فمن خلال مجموع هذه الأعمال تجد تكاملاً في الحياة رائعاً وعظيماً، وهو من أسرار الصنعة الإلهية. التالي إشراقات في قوله تعالى: (وجعلنا نومكم سباتاً) سورة النبأ-1 السابق إشراقات في قوله تعالى: (والجبال أوتاداً) سورة النبأ-1 مواضيع ذات صلة الرد على من لا يؤمنون بصنع الله حاجة الحياة إلى الليل إشراقات في قوله تعالى: (يوم يقوم الروح والملائكة صفاً ...) معنى (مهاداً) القصد والنية