الرئيسة ›برامج›الحياة كلمة›الحرية›المفهوم الصحيح للحرية›كيفية الجمع بين حرية الفرد وضوابط الشرع والمجتمع كيفية الجمع بين حرية الفرد وضوابط الشرع والمجتمع الجمعة 7 ذو القعدة 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 3856 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ولذلك الحرية في حقيقتها هي: كون إرادة الإنسان طريقة من القسر والإكراه، فهو يقول ما يعتقد، ويفعل ما يعتقد دون أن يكون هناك ضغط أو إكراه عليه. فهل الحرية تعني: أن الإنسان مطلق الإرادة تماماً؟ لا يوجد أحد يقول بالحرية المطلقة، لا يوجد حرية مطلقة؛ لأن معناها التصادم؛ يعني حريتك ضد حرية الآخرين، وإنما كل من تكلم عن الحرية سواءً كانوا في القديم أو الحديث، في الشرق أو الغرب يتحدثون عن حرية مشروطة. فنحن نقول: الحرية لا تصادم الشريعة، وفي الشريعة تجد خيارات عديدة، في أشياء كثيرة، الإنسان مخير في عبادات.. مخير في الكفارات.. مخير في أحكام معينة. وأيضاً نجد في الشريعة كثيراً مما هو من باب المباح؛ وباب المباح هو أوسع الأبواب في الشريعة، الذي هو مسكوت عنه. أيضاً باب المستحب: فيه جانب حرية؛ لأنه ليس ملزماً. باب المكروه: فيه جانب حرية؛ لأنه أيضاً ليس ملزماً. الملزم فقط هو: الواجب أو المحرم؛ يعني: ما كان واجب الفعل أو واجب الترك هذا هو فقط الذي هو ملزم، أما ما سوى ذلك ففيه جانب الحرية للإنسان. من هذا المنطلق أقول: إنه قد يكون من المناسب عدم إغلاق الأشياء كلها اليوم بالأقوال، والأحكام، والقرارات، والفتاوى، التي تغلق على الناس كثيراً من الطرق. يعني: هناك كثير من الأشياء وسعت فيها الشريعة، وقد لا يكون من المناسب أن يصدر فيها أشياء محددة تماماً، وإنما قواعد عامة: - مثل: قضية اللباس. - مثل: قضية الأسماء. - مثل: كثير من المعاملات التي الأصل فيها الحل. كون المفتي لا يحكم بالبت والقطع، بحيث يتحول إلى مفتي، وحجام وخياط، والأشياء كلها. فيترك مجالاً لولي الأمر، ويترك مجالاً للمكلف الذي يسأل إنه اجتهد في بعض المسائل.. هذا جانب مهم جداً. أيضاً من الأشياء التي لا بد من اعتبارها في الحرية: موضوع السلطة.أي سلطة؟ السلطة السياسية -مثلاً- في أي مجتمع، هي ضرورة لا بد منها، وهذا أيضاً قدر متفق عليه عند جميع الأمم والشعوب وأنه: لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالها سادوا إذاً: السلطة لا بد منها؛ لكن السلطة مهمتها ليست هي القمع أو منع الناس من العمل، وإنما السلطة مهمتها تنظيم عمل الناس، ومنع الأعمال الضارة التي تضر بالأمة أو بالمجتمع. المجتمع نفسه أيضاً، كثير من المجتمعات لها عادات وأعراف، والمجتمع مؤثر، كل فرد في داخله وفي قلبه يقبع مندوب عن المجتمع يلاحق هذا الإنسان في أقواله، وأفعاله، وعادات معينة يصعب على الإنسان أن يتخلص منها. أيضاً المجتمع له نوع من الاعتبار، وليس المطلوب من الإنسان أن يتمرد دائماً على المجتمع؛ لأن بعض الناس قد يكون مجبولاً على حب المعارضة، والمناقضة، والتمرد على ما هو موجود.. هذا ليس جيداً. لكن أيضاً كون الإنسان يقبل أن يكون دائماً صورة، أو استنساخاً لما هو موجود في المجتمع من دون تمييز ولا سبر.. هذا ليس جيداً. النقطة الرابعة: قضية ما يسمونه بـ: (الحرية الأخلاقية)، وأعني بها: أن الإنسان عنده طبائع؛ له طبع، قد يكون طبعه قاسياً أو ليناً .. شديداً أو رخواً، وعنده ثقافة .. عنده خبرات، وقد تكون الخبرات أو التجارب ليست كافية، لكنها ولَّدت عنده قناعات معينة، فهذه تملي على الإنسان -أحياناً- مواقف. فهنا أقول: من الحكمة والخير للإنسان أنه إذا كان أمام شيء معين لا يستعجل في اتخاذ قرار لأول ما يخطر في باله، يعني: خطر في باله أن يفعل هذا الشيء .. فعله، أن يتركه .. تركه، من أول ما يخطر على باله، بل عليه أن يعطي نفسه مجالاً لأن يفكر في الأمر، ولا يستسلم لأول خاطر، فقد يكون هذا الخاطر من الشيطان، يدفع بالاستعاذة بالله. السابق حرية الروح قبل حرية الجسد المفهوم الصحيح للحرية مواضيع ذات صلة الاشتراك الإنساني بين البشر الحقوق الشخصية والجسدية الحرية ليست نقيض الالتزام والتدين أهمية الربط بين الحقوق والواجبات اليوم العالمي لحقوق الإنسان