ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›سورة الفاتحة›بين يدي سورة الفاتحة›اختلاف العلماء في كون البسملة آية من الفاتحة اختلاف العلماء في كون البسملة آية من الفاتحة الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 6072 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص فيما يتعلق بالبسملة: ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ)) هل آية من السورة أم ليست بآية؟في هذا ثلاثة أقوال: القول الأول لـمالك وفقهاء المدينة، وكثير من الأئمة والعلماء والصحابة: أنها ليست آية من سورة الفاتحة، وإن كان العلماء متفقين على أنها آية من القرآن الكريم، في قوله تعالى: ((إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))[النمل:30]. فهي آية من القرآن الكريم بلا خلاف، لكن هل هي آية من الفاتحة؟ هذا فيه ثلاثة أقوال كما ذكرت:الأول: قول مالك وفقهاء المدينة وجماعة من الصحابة: أنها ليست آية من سورة الفاتحة، وإنما هي آية من القرآن الكريم. وحجتهم في ذلك أحاديث كثيرة جداً، لعل سياقها يطول، لكن منها على سبيل المثال: قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة فيما يرويه عن ربه عز وجل: (أنه قال سبحانه: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2] قال الله تعالى: حمدني عبدي). ولم يقل في الرواية الصحيحة: إذا قال العبد: ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))[الفاتحة:2]. وكذلك ما ورد عن جماعة من الصحابة منهم: عائشة رضي الله عنها، وحديثها في صحيح مسلم : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح الصلاة بالتكبير، ويستفتح القراءة بـ ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]). ولم يقل: بـ ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))[الفاتحة:1]، فدل على أن هذا إما أن يكون علماً على السورة، أو تكون هي الآية الكريمة الأولى التي يقرؤها. وكذلك ما نقل عن جمع (أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر و عمر كانوا يستفتحون الصلاة بـ ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]، لا يذكرون ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))). وإن كان هذا اللفظ الزائد فيه نظر ، إلا أن كونهم يستفتحون الصلاة بـ ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]، وهي التي يجهرون بها دليل على أن الفاتحة تبدأُ بهذه الآية: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]. وأن البسملة ليست آية منها، والأدلة على ذلك كثيرة جداً.القول الثاني: وهو قول للشافعي -يعني: رواية عن الشافعي - وأحمد بن حنبل أن البسملة آية من سورة الفاتحة؛ ولهذا يوجبان قراءتها على المصلي في صدر كل ركعة؛ لأنها آية من الفاتحة، وقد يستدلون بكتابتها في أول المصحف، كما يستدلون ب (أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أصحابه وقال: إن سورة من القرآن آنفاً نزلت عليّ، ثم قال: (( بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ ))) .القول الثالث: أن البسملة آية من كل سورة في القرآن الكريم، وهذا قول للشافعي أيضاً، وهو قول عبد الله بن المبارك رضي الله عنه.والذي يظهر: أن القول الأول هو الأقوى؛ لوضوحه وقوة أدلته وكثرتها وسلامتها من المعارضة، أن البسملة ليست آية من الفاتحة، ولا في صدر السور الأخرى، ولكنها آية بالاتفاق -وهذا لا كلام فيه- في قوله: ((إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))[النمل:30]. السابق عدد آياتها بين يدي سورة الفاتحة مواضيع ذات صلة معنى الرحمن والرحيم في قوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم) والفرق بينهما مكان نزولها معنى (بسم الله الرحمن الرحيم) الأثر الإيماني والتربوي في سورة الفاتحة المقصود بالمغضوب عليهم والضالين وسبب ضلالهم