ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›جزء المجادلة›سورة التغابن›إشراقات في قوله تعالى:...›آثار الشح .. وسبل علاجه آثار الشح .. وسبل علاجه الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 4491 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال: ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))[التغابن:16]، سبحان الله! هذه أيضاً من الآيات العظيمة التي تساق مساق المثل: ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ))[التغابن:16]، يعني: المركز عندك، فالمشكلة عندك قبل أن تكون عند غيرك، فعلى الإنسان أن يتوق شح نفسه، ليس فقط في المال، المال نموذج، لكن شح النفس في كل شيء؛ ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يدعون: [اللهم ألهمني رشدي وقني شح نفسي]، ومثل هذا المعنى ورد في السنة كثيراً، حتى في الطواف والسعي كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء، ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))[التغابن:16].إذاً: الفلاح الذي يبحث عنه الناس، والنجاح في يوم التغابن هو بأن يوقى الإنسان شح النفس الذي يجعل عنده أنانية، شح النفس بالمال واضح، لكن شح النفس بكل شيء، حتى أنك تلاحظ الشح في الطعام، في الشراب، في مواقف السيارات، في الطريق إذا كان الناس يسيرون في الطريق، شح الإنسان كأن يريد أن يسبق الآخرين ولا يريد من أحد أن يتقدم عليه، شح النفس أن الإنسان إذا كان في موضع معين فهو يراقب نفسه، مثلاً: إنسان عند طبيب ينتظر تجد أنه دائماً يتململ ويقول: المريض هذا طوّل عند الطبيب ونزل، يبدو أنه سواليف القصة، لماذا؟ لأنه ينتظر، لكن إذا دخل هو على الطبيب لم يفكر في الذين ينتظرون، ويمكن على العكس، صادف أنه يعرف الطبيب وصار يتذكره، وذكره يوم كان جاراً لنا، وإلى آخره.. وأنا سبق أن زرتك وأتيت بولدي قبل كذا، ونسي غيره؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم دائماً يوصي بأنه: (من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه).(ومن يوق شح نفسه) يعني: يوق الأنانية، ولهذا كان من أفضل وأعظم ما مدح به أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم: أنها خلصت نفوسهم من حظ نفوسهم ، حتى أنه كان أحد الصحابة وهو على المنبر وتكلم في موضوع الحكم والخلافة، وقال: من كان أحق منا بهذا الأمر فليتكلم وليبدي لنا صفحته، فكان عبد الله بن عمر موجوداً رضي الله عنه في المجلس، قال: فهممت أن أقول: أحق بها منك من قاتلك على الإسلام، وقاتل أباك على الإسلام، ثم تذكرت ما أعد الله للمؤمنين فسكت، ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ))[التغابن:16]، هذا مستوى من التربية لا يزول بمجرد كلمات نقولها، لكن لا يمنع أن نتذاكر فيها أن الإنسان عليه أن يعامل الناس ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، فيجعل هذا نظاماً في تعامله مع زوجته، يجعل هذا نظاماً في تعامله مع شركائه في العمل، مع جيرانه، مع خصومه، مع أعدائه، فإذا وقي شح النفس حصل على الفلاح. السابق الحث على الإنفاق والتحذير من البخل إشراقات في قوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم.. ) مواضيع ذات صلة أهمية تذكر حقيقة الحياة الدنيا ابن مسعود شرف الوقت وأهميته رمضان وفرصة الإقبال على الطاعات والتزود منها وصقل النفس وتربيتها الفرق بين الإحسان والمراقبة