ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›جزء المجادلة›سورة التغابن›إشراقات في قوله تعالى: (خلق...›تصوير الله عز وجل لخلقه وامتنانه عليهم بذلك تصوير الله عز وجل لخلقه وامتنانه عليهم بذلك الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 4336 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال: ((وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ))[التغابن:3] فجمع في هذه الآية بين السماوات والأرض وبين البشر، وخلق السماوات والأرض بالحق، يعني: بالإتقان أولاً، وبالحكمة الإلهية من وراء خلقها ثانياً، أما أنتم فصوركم فأحسن صوركم، كل واحد أعطاه صورته، ((الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ))[الانفطار:7-8]، صوّر البشر، يعني: أعطى كل إنسان صورته، ولهذا من أسمائه سبحانه: الخالق، البارئ، المصور، فهذه ثلاثة معانٍ متسلسلة نهايتها التصوير وهو ظهورك للحياة بهذه الصورة التي أنت عليها، فهذا معنى المصوّر، وهذا معنى التصوير.((وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ))[التغابن:3]، فيمتن على الإنسان بحسن الصورة، وهذا فيه دليل على أن حسن صور الناس أمر مقصود، وأن من حكمة الله سبحانه وتعالى: اعتدال قامة الإنسان، وجمال شكله وصورته، فإذا تأملته سواء فيما كتب المتقدمون، كما كتب ابن القيم ، أو فيما كتب المتأخرون من أسرار الخلقة الربانية للإنسان في اعتداله، في عينيه، في وجهه، في قامته، في جسده، في أعضائه الداخلية إلى غير ذلك .. أو ما يتعلق بعقل الإنسان وتفكيره وروحه وقدراته الهائلة الضخمة العظيمة، فإنه في أحسن تقويم: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ))[التين:4]. فهنا الصورة الظاهرة والصورة الباطنة للإنسان هي أحسن ما يكون، ((وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ))[التغابن:3]، وهذا المعنى يجعل عند الإنسان إدراكاً لفضيلة الإنسانية التي جبل عليها، فهو بشر وهو مختار أيضاً، وصورته في أحسن صورة، حتى ما يطرأ على الصور، أحياناً طبعاً هذا يجعل الإنسان يتطبع ويتآلف وينسجم مع صورته التي خلق عليها، ترى بعض الناس يكون عنده مشكلة، حتى لو كان إنساناً جميل الصورة، فتاة أو فتى، تجد أنه ينظر في المرآة في اليوم مائة مرة، لماذا؟ لأنه غير واثق من جمال الصورة، يكون عنده إحساس بالقبح، حتى لو كان جميلاً، فكل وقت يأتي ينظر ويتأمل وكذا، وبعدما يغادر الصورة يعاوده الشك والريب: هل هو حسن الصورة أو دميم أو قبيح؟! فهنا هذا المعنى: ((وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ))[التغابن:3] يعطي الإنسان ثقة في حسن صورته؛ لأن الله سبحانه يثني على صورة الإنسان، وأنها صورة حسنة، بل هي أحسن، ((فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ))[التين:4]. ويجعله يشعر بالثناء والحمد أنه لو شاء الله لجعله في صورة أخرى، كما قال: ((فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ))[الانفطار:8]، وما يطرأ على هذه الصورة من نقص، فإن الغالب أنه من فعل الناس، مما يجري في الأجنة، أو يتوارثه الناس، أو بسبب تسربات إشعاعية نووية، أو بسبب أمور طارئة في الكون قد يحدث التشويه لصورة الإنسان، فهذا أمر طارئ، ومع ذلك فهذا لا يؤثر على أصل الصورة وعلى جمال الصورة، وإذا قارنت الإنسان بالحيوان وجدت الفرق الهائل ما بين جمال الإنسان في قيامه واعتداله وشكله وهيئته ونظره وابتسامته وفهمه وما بين الحيوان، ومع تفاوت الناس في الصورة إلا أنهم يشتركون في الجمال وفي الحسن؛ لأن الجمال نسبي، و في المثل العامي يقولون: مسعود في عين أمه غزال ، يعني: حتى الإنسان الدميم في نظر والديه يكون جميلاً.وأيضاً: الإنسان قد لا يكون فيه جمال مفرط في الصورة والشكل، لكن يكون هناك جمال الروح؛ ولذلك بعض الناس قد تراه جميلاً، فإذا جالسته استثقلته وبهتت هذه الصورة، وبعض الناس على النقيض، فأول ما تراه ربما أنك تنقبض من شكله، فإذا جلست معه وجدت اللطف والدماثة، أو وجدت الذكاء، أو وجدت المعرفة والعلم فكبر في عينك، وسبحان الله من الأشياء التي أتذكرها: رجل في تركيا صغير جداً، حتى أنه يحمل باليد ومات وهو هكذا، صغير جداً مثل الطفل، ولا يتحرك ولا شيء، وأيضاً أعضاؤه كلها رقيقة ولينة وناعمة، هذا الرجل صار عنده رغبة في أن يكون كاتباً وخطاطاً، ووجد أن العلماء واحداً بعد آخر يطردونه، يحاول أن يخط فيرمون خطه يقولون: ما تنفع! وبعد فترة أصر وتعلم الخط وأصبح أكبر خطاط للمصحف، أعظم خطاط، خلد الله سبحانه وتعالى اسمه وذكره بجمال الخط في هذا الجسم الضئيل الذي يعيش أنواعاً من الإعاقة، فلذلك حسن الصورة هو أمر نسبي: ((وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ))[التغابن:3]. التالي مصير الخلق كلهم إلى الله عز وجل إشراقات في قوله تعالى: (خلق السموات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم ..) السابق معنى قوله (بالحق) إشراقات في قوله تعالى: (خلق السموات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم ..) مواضيع ذات صلة آثار الإيمان بصفتي الرضا والرحمة واجب العبد تجاه الوسوسة في أولية الله إثبات صفة المعية لله تعالى من معاني الإيجابية أن تكون مؤمناً بالله الله الحليم