ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح العمدة (الأمالي)›كتاب الزكاة›باب زكاة الخارج من الأرض ـ1›شروط وجوب زكاة الخارج من الأرض›الشرط الثاني: أن يكون مكيلاً الشرط الثاني: أن يكون مكيلاً الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة د. سلمان العودة 5018 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشرط الثاني: قالوا: أن يكون مكيلاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة )، والوَسق أو الوُسق أو الوِسق هو مكيل أو مكيال، كما سيأتي، فقالوا: هذا دليل على أنه لا زكاة إلا فيما يكال من الخارج من الأرض. الوسق بفتح الواو وكسرها، والفتح أشهر، وهو ستون صاعاً. وقد جاء في سنن ابن ماجه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الوسق ستون صاعاً ) وهو ضعيف جداً ، ولكن أجمع العلماء على معناه، أجمعوا أن الوسق ستون صاعاً، كما أجمعوا أيضاً على أن نصاب الزكاة الموسقة هو ثلاثمائة صاع، ولذلك قال الخطابي رحمه الله قال: حديث أبي سعيد أصل في بيان مقادير ما يحتمل الموافاة من الأموال. وقال ابن عبد البر : في الحديث دليل على إيجاب الصدقة في هذا المقدار ونفيها عما دونه، وقد أجمع العلماء على أن ما زاد على ذلك ففيه الزكاة. وهكذا قال النووي : بوجوب الزكاة فيما بلغ خمسة أوسق. والوسق: ستون صاعاً، طيب ما مقدار الصاع؟ المقصود هو الصاع النبوي الذي كان مستخدماً في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والظاهر أن الصاع واحد كان يستخدم للبر والشعير والتمر.. وغيرها، ويستخدم أيضاً لشيء آخر وهو؟ نعم؟ مداخلة: .....الشيخ: الماء، فقد ورد: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الصحيح- كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع )، فهذا هو الصاع النبوي. وبعض العلماء كـابن تيمية رحمه الله حاول الترجيح بين الأقوال المختلفة بأنه كان هناك صاعان: صاع للماء، وصاع للطعام، ولكن الأقرب أن الصاع كان واحداً، لكن يختلف مقداره إذا وضع به الطعام عنه إذا وضع فيه الماء؛ لأن الماء يتخلل بخلاف الطعام، فإنه يبقى فيه فراغات داخلة.إذاً: الصاع هو الصاع النبوي، الصاع النبوي كم هو مد؟ مداخلة: .....الشيخ: أربعة أمداد بالإجماع. والمد يقول الداوودي وغيره: إنه بقدر ما تتسع إليه يدا الإنسان المعتدل؛ لأن بعض الناس يده كبيرة ما شاء الله، لكن الإنسان المعتدل يعني: ليس طفلاً، وليس إنساناً ضخم الجثة، وإنما هو من أواسط الناس، فيقولون: المد هو بقدر ما تتسع له يداه منضمتين إلى بعضهما من البر ونحوه، فأربعة مقادير من هذه الحفنات يشكل صاعاً نبوياً، هكذا يقول الداوودي . ويقول الفيروزآبادي صاحب القاموس : إنني قد جربت ذلك فوجدته صحيحاً. ويقول ابن قدامة في المغني : إن هذه الحفنة بقدر اليدين مضمومتين إلى بعضهما، باتفاق العلماء أن مقدارها رطل وثلث رطل من الأرطال البغدادية. إذاً: الصاع النبوي كم يساوي من الأرطال؟ يعني: واحد وثلث اضربها في أربعة خمسة و.. نعم؟ مداخلة: ..... الشيخ: خمسة وثلث، يعني: عندك ثلاثة أثلاث وثلث، يعني: خمسة أرطال وثلث.إذاً: الصاع النبوي أربعة أمداد، والمد هو رطل وثلث، فالصاع النبوي خمسة أرطال وثلث رطل بالبغدادي، هذا قول الحنابلة، والمالكية، والشافعية، و أبي يوسف من الأحناف. وهذا المقدار هو الذي تدل عليه الدراسات العصرية التي تقوم على قياس ما هو موجود من هذه المقادير وهذه الآصع، ولذلك يقول علي باشا مبارك : إنه درس ذلك وجربه وبنى عليه أن المقدار يساوي بالكيلو جرام الموجود الآن تقريباً: ألفين ومائة وستة وسبعين جراماً، أي: اثنين كيلو ومائة وستة وسبعين جراماً، هذا مقدار الصاع النبوي على سبيل التقريب. إذاً: إذا ضربنا ألفين ومائة وستة وسبعين جراماً نضربها في كم حتى نحصل على مقدار نصاب الزكاة؟ مداخلة: ..... الشيخ: لا، نحن قلنا: إن الزكاة تجب في كم وسق؟ في خمسة أوسق، نعم، والوسق كم صاع؟ ستون صاعاً، إذاً: نضرب خمسة في ستين، الناتج ثلاثمائة، نضرب ثلاثمائة في ألفين ومائة وستة وسبعين جراماً، الناتج يطلع عندنا ستمائة وثلاثة وخمسين كيلو جرام . مداخلة: .....الشيخ: إيه نعم، هذا مذهب الجمهور كما ذكرنا، أما الحنفية فإنهم يخالفون في ذلك ويقولون: إن الصاع ثمانية أرطال، وحجة أبي حنيفة في ذلك يقول: إنه ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاع، وورد أنه كان يغتسل بثمانية أرطال، وقد جاء عندهم أن صاع عمر رضي الله عنه كان ثمانية أرطال فأخذوا بهذا. والأمر الطريف أن أبا يوسف كان يقول بقول أبي حنيفة أن الصاع ثمانية أرطال، فذهب إلى المدينة وقال: يا أهل المدينة عندي لكم علم أو شيء من هذا القبيل، قالوا: ما هو؟ قال: إنكم تقولون: الصاع كذا ونحن نقول: الصاع كذا، فما هي حجتكم وما دليلكم على ذلك؟ قالوا له: غداً نأتيك بحجتنا، فلما كان من الغد جاءه مجموعة من كبراء أهل المدينة وشيوخهم ومسنيهم، ومع كل واحد منهم صاعه، كل واحد منهم يقول: هذا صاعي أخذته عن أبي عن فلان من الصحابة، قاس أبو يوسف هذه الآصع كلها فوجدها متفقة أنها تقدر بخمسة أرطال وثلث رطل، فترك قوله وذهب إلى قولهم، وقد ذكر هذه الحادثة الإمام البيهقي وأشار إليها الإمام ابن حزم في المحلى فرجع إليها. وهذا مما يدل على أن ثمة خلافاً بينهم في تقدير الصاع، خلافاً لمن حاول أن يحمل الأمر على أنه اختلاف فقط في تقدير مقدار الرطل، لا، هناك يبدو خلاف في تقدير الصاع عنده في ذلك الوقت، والراجح ما ذهب إليه أهل المدينة والجمهور كما ذكرت. التالي الشرط الرابع: أن يبلغ النصاب شروط وجوب زكاة الخارج من الأرض السابق الشرط الأول: أن يكون الخارج من الأرض حباً أو ثمراً شروط وجوب زكاة الخارج من الأرض مواضيع ذات صلة عدم اشتراط حولان الحول في زكاة الخارج من الأرض معنى: (ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة) حكم زكاة الحلي المسائل المتعلقة بحديث: (ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة...) معاني ألفاظ حديث: (إذا كانت لك مائتا درهم وحال عليها الحول ...)