ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›إشراقات قرآنية›آية الكرسي›إشراقات في قوله تعالى: (لا تأخذه سنة ولا نوم) إشراقات في قوله تعالى: (لا تأخذه سنة ولا نوم) الاثنين 5 رمضان 1436هـ طباعة قراءة المادة كاملة د. سلمان العودة 5319 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص قال الله سبحانه وتعالى: ((لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ))[البقرة:255]، وقوله: ((لا تَأْخُذُهُ))، إشارة إلى أن النوم أحياناً غلبة، ولذلك العوام يقولون: النوم سلطان جائر أحياناً، أو النوم سلطان؛ لأن الإنسان قد يكون مثلاً في مقام يقتضي أن يكون صاحياً، ومع ذلك يأخذه النوم، فينام عند الناس، أو ينام في العزيمة، وبعض الناس يكون عنده نوم شديد، حتى إنه يذكر عن بعض السلف: أنه كان كثير النسيان كثير النوم، فاشترى يوماً من الأيام سمكاً، وقال لأهله: اطبخوا لنا السمكة، فجلسوا يطبخونه فنام، فقاموا وأكلوا السمك ولطخوا يديه بدسم السمك، فلما استيقظ قال: أين السمك الذي طبخناه واشترينا؟ قالوا: أكلناه، قال: غريب نسيت، قالوا: انظر يديك، فنظر في يده فوجد الدسم، قال: والله صحيح، لكني نسيت.. عذري أني نسيت، وكأني لم آكل.فالنوم يتسلط على الجبابرة.. على الملوك.. على الكبار.. على الصغار، حتى إنك ترى الإنسان في حالة النوم فتشفق عليه؛ فقد جوارحه.. فقد عقله وتفكيره، وسمعه وبصره، فالنوم يأخذ الإنسان أخذاً؛ ولهذا قال سبحانه: (( لا تَأْخُذُهُ ))، ولذلك بمجرد ما تسمع كلمة: (( لا تَأْخُذُهُ ))، يعني: لا تغلبه ولا تأتيه، ولا تنبغي له هذه الصفة؛ لأنها أخذ وغلبة، والله تعالى لا يغلب، بل هو الغالب، فقال سبحانه: ((لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ))[البقرة:255]، أما السِنة: فهي المقدمة من النوم، النعاس الذي يكون في المقدمات، فالإنسان ربما يهتز رأسه أو يخثر صوته، أو يثقل سمعه، مقدمات النوم تسمى السنة، أو الوسن، وهذا مما قد يمدح به البشر أحياناً، سبحان الله! بالنسبة لربنا فكماله سبحانه وكمال حياته وقيوميته ألا تأخذه سنة ولا نوم، أما بالنسبة للإنسان فكماله أن ينام؛ ولهذا لو لم ينم لطلب العلاج، فهذا من كمال المخلوق، والفرق بينه وبين الخالق.كذلك الإنسان ربما يمدح ببعض هذا الانكسار، العرب كانوا يمدحون المرأة مثلاً إذا كانت عيونها منكسرة، لا تكون عيونها جريئة على الناس، مثلما يقول عدي بن الرقاع يصف امرأة، يقول:وسنان أقصده النعاس فرنقت في عينه سنة وليس بنائميعني: أصابها الوسن والنعاس؛ (فرنقت في عينه سنة وليس بنائم)، انكسرت العين بمقدمات النوم، وهو ليس بنائم في الحقيقة.فالله تعالى نفى عن نفسه أن تأخذه سنة، مقدمة النوم، ثم قال: ((وَلا نَوْمٌ))[البقرة:255]، أيضاً ولا ينام سبحانه، وفي صحيح البخاري من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمات: إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل). سبب نفي السنة والنوم كليهما عن الله سبحانه وتعالى التالي إشراقات في قوله تعالى: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) آية الكرسي السابق إشراقات في قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ...) آية الكرسي مواضيع ذات صلة بين يدي تفسير آية الكرسي الإشارة إلى أن البداية غالباً تكون من الرجل معاني (الله لا إله إلا هو) علاقة الآيات الأخيرة من سورة البقرة بأول السورة معنى قوله تعالى: (له ما في السموات وما في الأرض)