ÇáÑÆíÓÉ ›دروس›شرح بلوغ المرام›كتاب الصيام›كتاب الصيام [1]›التخيير في بدايات شروع الصيام التخيير في بدايات شروع الصيام الثلاثاء 24 ربيع الأول 1439هـ طباعة د. سلمان العودة 509 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ومما يتصل بموضوع تاريخ تشريع الصيام: أن الله سبحانه وتعالى أول ما شرع الصيام للمسلمين شرعه لهم على سبيل التخيير -كما في القرآن الكريم- بين الصيام وبين الإطعام، أن يصوم أو أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، فكما في قوله: (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ))[البقرة:184]، الذين يطيقونه يعني: يقدرون عليه ولا يصومونه، هذا أول الأمر، كان عليهم فدية طعام مسكين. طيب. هذا التخيير يدل على ماذا.. التخيير بين الصيام والإطعام؟ يدل على أن.. مداخلة: الإباحة.الشيخ: المقصد الأعظم من الصوم ما هو؟ مداخلة: الصوم.الشيخ: ها! المواساة.. يدل على أن من أعظم مقاصد الصوم تحقيق المواساة، ولذلك الله تعالى جعل البدل عن الصيام الإطعام، وهكذا تجدوا في كثير من الكفارات أن يصوم فإن لم يستطع أطعم ستين مسكيناً، مما يوحي بأن هناك مقاربة بين الصوم وبين الإطعام، فهذا يوحي بأن من مقاصد الصوم أن يوجد تقارب اجتماعي، وأن يتجه الناس إلى الإنفاق وإلى الصدقة وإلى البذل، فهذا أول الأمر؛ التخيير بين الصيام وبين الإطعام.ثم انتقل الأمر إلى حتمية الصوم.. إلى الحتم، حتم الصوم، ولكن كان في ذلك الوقت إذا نام الإنسان في الليل حرم عليه الأكل، يعني: يفطر المغرب، فإذا نام لا يأكل إلى الغد من المغرب، فجاء كما في حديث البخاري قصة قيس بن صرمة أنه رجل يعمل في مزرعته طول النهار، فلما جاء إلى زوجته قال: هل عندك شيء؟ فبدأت تجهز له العشاء، فتعب ونام، فلما جاءت بالطعام وجدته قد نام، فقالت: يا خيبة لك! يعني: تعبت في إعداد الطعام لك وأنت نمت الآن، فحرم عليك، فلما كان في وسط النهار أغمي عليه، فأنزل الله تعالى هذا التخفيف.وأيضاً جاء معنى هذا فيما يتعلق بالنساء: (( عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ ))[البقرة:187]، يستيقظ الواحد منهم بعدما نام فيأتي أهله، وهذا كان ممنوعاً، ما هو السر -والله أعلم- في هذه المرحلة؟قال بعض أهل العلم التماساً: أن الصوم كان شاقاً على النفوس، ولم يكن المسلمون قد تعودوا عليه، فأول الأمر فيه التخيير، وهذا التخيير من شأنه أن يوجد بديل، من لا يريد الصوم أو من شق عليه الصوم أطعم، ثم انتقل بعد ذلك الأمر إلى الحتم، فكان الحتم فيه بعض الأخذ بالشدة من أجل أن يكون التخفيف بعد ذلك، حتى يدرك الناس..، يعني: البعض يتساهل في العزيمة، مثل الإنسان الذي تريده أن يدخل في سباق، تجد أنك ممكن في أول المضمار تقول له: شد حيلك، أسرع، فيسرع ثم بعد ذلك يهدئ المشي ويظل ... في المقدمة، فجاء كما في حال الصلاة، فرض على المسلمين في بعض أقوال أهل العلم قيام الليل أول الأمر ثم خفف عنهم، حتى يدركوا ... أنفسهم قد ألفت هذا العمل وانصاعت له.إذاً الشيء الثاني هو أن الصوم بعدما أصبح حتماً وفرضاً على الناس كان إذا نام الواحد منهم فاستيقظ لا يحل له أن يأتي شيئاً من المفطرات.ثم استقر الأمر بعد ذلك على تشريع الصيام الوارد في القرآن الكريم؛ أن يصوم الناس شهر رمضان كاملاً، ويخفف عن المريض والمسافر بعدة من أيام أخر، ويخفف عن الشيخ المسن ومن في حكمه من المريض الذي لا يرجى برؤه، بأن يطعم عن كل يوم مسكيناً، وبأن الصيام يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.وبذلك أحكم الله تعالى فريضته وخفف الله تعالى عن عباده، فله الحمد وله الشكر وله النعمة، وله الثناء الحسن، لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه. التالي زمن مشروعية الصيام كتاب الصيام [1] السابق بدايات تشريع الصيام كتاب الصيام [1] مواضيع ذات صلة نصيحة للمسافرين في العشر الأواخر قيام الليل حكم التهنئة بشهر رمضان غياب الهوية الرمضانية في المجتمعات تربية الإنسان على قمع الشهوات