ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›حفر في الذات›من موضوعات كتاب (أنا وأخواتها) من موضوعات كتاب (أنا وأخواتها) السبت 6 ربيع الآخر 1434هـ طباعة قراءة المادة كاملة د. سلمان العودة 1354 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: مساكم الله بالخير جميعاً.بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأثني عليه الخير كله، وأشكره ولا أكفره، وأخلع وأترك من يفجره، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله سيدنا محمد، إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين، وشفيع الخلق يوم الدين.ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.كنت البارحة في حديث مع صديقي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن علوش المدخلي الذي يستضيفنا في هذه الأمسية الجميلة جزاه الله خيراً، وجزاكم الله خيراً على تشريفكم وحضوركم، فكنا البارحة في فرسان وتحدثت معه حول ما أقدمه لكم في هذه الليلة، وأخبرته أنني قد جهزت كتاباً أرجو إن شاء الله أن يرى النور في معرض الكتاب القادم، واسم هذا الكتاب أنا وأخواتها، وفكرته تدور حول الحفر في الذات، أن الناس تعودوا على نقد الآخرين ونصح الآخرين، وملاحظة الآخرين، ولكن قلما يتوجهون إلى ملاحظة أنفسهم، والبحث عن عيوبهم، ومصارحتها ومطارحتها، وهذا باب صعب وطويل سلمه كما يقولون، وليس بالأمر الهين.وربما كثير من طلبة العلم الشرعي على وجه الخصوص، بحكم أنهم يتعاملون مع النصوص والقرآن والحديث، فإن هذا يعطيهم مع الوقت نوعاً من تزكية الذات لا يشعرون به، زد على هذا أننا في مجتمع يغلب عليه التدين؛ ولذلك يتعرض طالب العلم الشرعي لكثير من الابتلاءات والمحن والفتن الناتجة عن تعظيمه وتقديره وتوقيره وتقديمه في المجلس، وخاصة إذا كان قاضياً أو كاتب عدل أو أمر يخص شئون الناس. ومن الطريف أن أحد جيراني يحدثني قبل أيام يقول: إنني كنت مرافقاً لأحد القضاة، وكان هناك شخص يلح علي بالعزيمة دائماً: يا شيخ! أريدك أريدك أريدك، تعشى عندي، فيقول: مرة قلت للشيخ: أنت بين خيارين إما أن تستجيب لهذا الإنسان أو فوضني في الأمر، فقال الشيخ: قد فوضتك بتصريفه عني، فيقول: جاء ذلك الشخص للشيخ، فقال له الشيخ: الخبر والعلم عند فلان، وجاءني هذا الشخص وقال: أنا أريد الشيخ هذا محبة لله وفي الله، أنا أريده يدخل بيتي ويأكل وجبتي، ليست القصة مصالح ولا شيء. يقول: انظر الله يرضى عليك الشيخ يوم كان في القضاء كان عنده وقت وفراغ، ولذلك كان يستجيب للناس ويوجبهم، ويأتي يغشاهم في مجالسهم، أما الآن بعدما تحول إلى مدرس في المدرسة الابتدائية انشغل بالتصحيح للطلاب والدرجات والمراقبة وعنده عشرون حصة، فما بقي عنده وقت للاستجابة للناس، يقول: فتغير وجهه وانصرف ولم يحر جواباً، طبعاً الشيخ لا يزال في القضاء، ولكن هذا الرجل من حيله أنه تخلص بهذه الطريقة، فهذه فيها كثير من الفتن التي يبتلى بها طالب العلم. وسبحان الله! هناك علم معروف الذي هو علم النفس، لما كنا ندرسه في المعهد العلمي كنا نسميه علم النحس؛ لأنه علم معقد، وليس من ورائه طائل، ويدرس نظريات غربية مجردة ومعزولة عن ظروفها، وغالباً يعتبر تكميلاً، والمدرس لا يعنيه أمر المقرر كثيراً، فكان هذا يعطي انطباعاً سلبياً عن هذا العلم، ولذلك قلما تجد طالب العلم يهتم ببعض هذه العلوم الحديثة التي فيها جوانب من الخير لو وفق الإنسان في التعاطي معها.فبدأت في إعداد هذا الموضوع الذي يتعلق بـ(الأنا)، وكتبت فيه حوالي ثلاثمائة وستين صفحة في جوانب كثيرة. والذي جعلني أذكر هذه المقدمة أنه لفت نظري الشيخ عبد الرحمن لما قال: مزالق، أنا قلت له هذا الاسم قبل قليل، ثم لما سمعته منه، هذا مدخل لما نريد أن نقول، لما كنت أقول: مزالق لم أنتبه لهذا المعنى، لكن لما سمعته من فمه أحسست بجانب سلبي في العنوان، أنه فكرة البحث عن المزالق ليست فكرة جميلة.و لعل من المداخل اللطيفة: أيضاً أنني لما انتهيت من هذا الكتاب قبل أسبوع، كان بعض الإخوة يقولون لي: إنه لا ينتهي الكتاب إلا ويوجد فيه ملاحظات مهما اجتهد الإنسان في تصحيحه، راجعناه مرة ومرتين، ثم كان عندي طفل في الأولى متوسطة، فبالصدفة وجد الكتاب وأخذه وقرأ المقدمة أو الإهداء، الإهداء عادة يكتب بخط عريض ويعتنى به عناية كبيرة، فقال لي: يا أبي! هذا فيه خطأ، اكتشف خطأ في المقدمة أو في الإهداء الذي اعتنينا به أشد العناية، فقلت له: اقرأ الكتاب إلى آخره وكل خطأ تكتشفه لك فيه جائزة، وفعلاً قرأ معظم الكتاب واكتشف أخطاء لم تخطر لي على بال، ولكن أثناء ما أنا كلفته بهذه المهمة جاءني الخاطر السلبي، فقلت: نحن بهذه الطريقة لا نكون نريد خيراً ونصنع جانباً تربوياً سلبياً لأبنائنا، أننا نجعلهم يقرءون الأشياء الكتب والناس والأحداث والمواقف والقصص، يقرءونها بروح الذي يبحث عن الخطأ، وهذا يضخم الأنا، يضخم الذات عند الإنسان، يصبح بحاثة الأخطاء أحياناً.فلذلك أقول: إن العنوان لما سمعته من فم الشيخ بان في أذني جانب المزالق، أما لفظ: (أنا وأخواتها) فهو نوعاً ما بريء من هذا؛ لأنه يحتمل الوجه الإيجابي والوجه السلبي. معرفة الذات الإنجازات الخارقة كلمة (أنا) في سياقها السلبي والإيجابي التمثيل والتصنع الشهرة الطاقة جزء من الأنا العلاج بالمعنى الخيال التالي الأسئلة والمداخلات حفر في الذات مواضيع ذات صلة بعض الكتب الثقافية التي ينصح بقراءتها بداية تقييم سلسلة (القادمون) السعادة في ممارسة الكتابة كتب الشيخ العودة على النت مرحلة اقتناء الكتب