الرئيسة ›برامج›برامج عامة›سلمان العودة - أزمات العالم...›سبب الأزمة في الأمة سبب الأزمة في الأمة الاثنين 20 جمادى الأولى 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 171 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: نعم، لو أردنا أن نقف على جوهر أزمات العالم الإسلامي، هل هو مشكلة طائفية ما بين المسلمين بعضهم البعض، ما بين مذاهبهم المختلفة، أو أنها مشكلة سياسية بين أنظمة وشعوب، أو أنها مشكلة اجتماعية بين الناس بعضهم البعض، أو أنها مشكلة ثقافية لم نعد على الثقافة المطلوبة، أو أنها مشكلة هوياتية فقدنا الهوية فقدنا المثل فقدنا القدوة، أين جوهر المشكلة؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: والله سؤال صعب، في تقديري أنه ممكن نقول: أن المشكلة في الأساس هي مشكلة ثقافية، وماذا نعني بكلمة ثقافية؟ أعني بكلمة المشكلة ثقافية أن مشكلتنا هي في طريقة التفكير في هذه القضايا. فمثلاً الجانب الطائفي، بدون شك أنه الآن يوجد توتر طائفي في المنطقة وهو توتر بازدياد، وتوتر لا تستطيع أن تنكر أسبابه، فنحن لما نجد القتل على الهوية في سوريا، من الذي يمارس القتل منذ البداية؟ نجد مثلاً العدوان على اليمن، من الذي عمل هذا العدوان منذ البداية؟ نجد عملية تدمير العراق، من الذي عمل هذا العمل منذ البداية؟هناك عملية تحشيد طائفي وتوتير ولا أقول توتر وإنما توتير طائفي، بمعنى: أن أطرافاً معينة ربما تسعى إلى خلق هذا التوتر وتنميته وتشجيعه، وإلا فالواقع أن عملية الشيعة والسنة، أو حتى المسلمين وغير المسلمين، هذه موجودة منذ القدم، الطوائف الموجودة في العراق، الطوائف الموجودة في لبنان أو في سوريا، أو في جبل الدروز، أو في مصر، أو في أي مكان، هل هي وليدة اليوم؟ لا، هذه الطوائف حضنتها الخلافة الإسلامية منذ العهد الأول إلى قبل ربما عشرين أو ثلاثين سنة، أو حتى قل إلى وقت سقوط الخلافة العثمانية وهي تعيش في كنف الخلافة، وكان المسلمون السنة والشيعة يعيشون في أحياء متقاربة، وكان المسلمون وغير المسلمين يعيشون أيضاً مع بعض، وقد يتشاركون في تجارة أو في زراعة أو في برامج أو في مشاريع، إذاً ما الذي حدث؟ لم يتغير شيء، هناك نوع من الإحساس الغريب.مرة من المرات كنت في محاضرة وتحدثت عن هذه القضية، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه في المدينة كان عنده اليهود والمسلمون، وكان الوثنيون موجودين، النصارى جاءوا إلى المدينة نصارى نجران وغيرهم، وأيضاً أضيف إليهم المنافقون وهم عنصر جديد لم يكن موجوداً من قبل يتظاهر بالإسلام وهو يبطن الكيد للإسلام، ومع ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام جعل عاصمة الإسلام الأولى، الله تعالى أراد ذلك، عاصمة الإسلام الأولى لم تكن خالصة للمؤمنين؛ حتى يتربى المسلمون على أن يتعايشوا مع الآخرين، ليس من منطق الإقصاء أو القضاء عليهم إما أن تسلموا أو نبيدكم، لم يكن هذا موجوداً، وهذا ليس شيئاً عابراً: ( النبي عليه الصلاة والسلام مات ودرعه مرهونة عند يهودي )، إذاً حتى آخر لحظة.فقلت: إن هذا التاريخ الإسلامي، فوجدت أحد الشباب أرسل لي رسالة، قال: ولذلك نحن نواجه ما نواجه الآن، لو أننا قمنا بإبادتهم في تاريخنا الإسلامي كان انحلت المشكلة، انظر كيف تبسيط مثل هذه القضايا، انظر كيف الكفر بالتاريخ، إذا لم نسترشد نحن بتاريخنا، ولم نقتبس من هدي أسلافنا، وزعمنا أن عندنا ما لم يكن عند السابقين، فنحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه، هؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والراشدون ومن بعدهم السلف الصالحون، والله تعالى علمنا أن نقول: (( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ))[الحشر:10]، فالسير على منوالهم والنهج على طريقهم هو أمر ضروري ومطلب ضروري، فهنا تلاحظ أنه ليست المشكلة في واقع معين تغير، وإنما المشكلة في طريقة نظرتنا إلى هذا الواقع.لكن لماذا وجد هذا التغير في النظرة؟ هذا أيضاً سؤال آخر: لماذا تغيرت نظرتنا؟ هل هو نتيجة مناهج تعليمية أعطت معلومات مغلوطة؟ هل هو نتيجة درس ثقافي وعلمي كان غير صحيح أو ركز على قضايا؟ هل هو نتيجة أوضاع سياسية صار فيها جور، بمعنى: أنه مثلاً كان هناك عدوان من العالم على العالم الإسلامي، نهب للخيرات، استعمار كما يسمى وهو في الواقع استخراب، عملية إبادة لبعض المسلمين، عدوان على المسلمين في فلسطين والعالم منحاز للمستعمر، والذي جرى الآن، أم هو أيضاً داخل الأمة الإسلامية نفسها أنه لم يعد الفرد المسلم يشعر بأنه ممثل في الواقع، أو أنه ينتمي إلى هذا الواقع، أو أنه يحصل على حقوقه في هذا الواقع، أعتقد كل هذه الأسباب صحيحة. التالي التحذير من منهج الإقصاء سلمان العودة - أزمات العالم الإسلامية وسبل الحلول في برنامج بلا قيود - 20 05 1437 هـ السابق واقع العالم الإسلامي المعاصر سلمان العودة - أزمات العالم الإسلامية وسبل الحلول في برنامج بلا قيود - 20 05 1437 هـ مواضيع ذات صلة مراحل التغيير ومراتبها عوائق التغيير الحث على استغلال شهر رمضان وجعله منطلقاً للتغيير نحو الأفضل تنظير برنامج حجر الزاوية للتغيير مشاركة الجميع في التغيير