ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›هموم المرأة›شباب الموضة شباب الموضة الأحد 15 جمادى الأولى 1438هـ طباعة د. سلمان العودة 694 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص وكما للنساء فيجب أن نعلم -أيضاً- أن الرجال لهم كذلك موضات خاصة، ولابد أن بعضكم مرَّ على أماكن الحلاقة بالنسبة للرجال، ووجد القصات للشباب، فللرجال -أيضاً- موضات خاصة، ونقوش، وألوان، وخامات تصنع منها الثياب والقمصان، وهي تستهدف إلحاق الرجال بالنساء، فهناك السلاسل الذهبية -مثلاً- يلبسها بعض الشباب، وهناك قصات الشعر -كما أسلفت-، وهناك تشجيعهم على حلق اللحية، واعتبار أن إعفاءها نوع من التخلف، هذا قانون الموضة، يخالف شريعة الله تعالى، فيتبعون قانون الموضة!ومن الطريف أنه في أكثر من بلد إسلامي -وأقول بين قوسين: إسلامي، باعتبار ما كان- يحارون حين يريدون أن يضعوا لوحة على حمامات النساء، وحمامات الرجال، كيف يميزون أن هذه الحمامات للرجال، وهذه الحمامات للنساء؟ وذلك لأن الفوارق عندهم ذابت -أو كادت أن تذوب- بين الرجل والمرأة، وقد رأيت بعيني أنهم -أحياناً- يضعون على حمامات الرجال صورة إنسان وبفمه ما يسمى بالغليون، لا يوجد شيء يميزون به الرجل إلا أنه أكثر تدخيناً من المرأة -مثلاً-، يضعون صورة إنسان -لا أقول: رجل؛ لأنه ما يتميز أنه رجل أو امرأة- المهم في فمه الغليون، يدخن الغليون، هذا دليل على أن دورات المياه هذه خاصة بالرجال.وأحياناً يضعون صورة حذاء بكعبٍ عال، وكأنه لم يبق من ميزة المرأة إلا الكعب العالي، وأحياناً ثوباً قصيراً ميزة للمرأة؛ لأن المرأة تلبس ثوباً قصيراً، أما الرجل فثوبه إلى ما تحت الكعبين! وهذا -مع الأسف- موجود حتى في هذا البلد، في أكثر من مكان، وربما تراه في بعض المطارات أحياناً. وذات مرة قررت الموضة أن تجعل من رسومها إعفاء اللحية، فسارع المفتونون بالموضة إلى إعفاء اللحية، ثم عادوا إلى حلقها من جديد، حينما تغيرت الموضة واختلفت.ونحن نجد -مع الأسف الشديد- أن من الأجانب، من العظماء عندهم، ومن نخبتهم الممتازة، ممن يسمون برجال الدين -مثلاً-، من المفكرين، من الرسامين، من الفلاسفة، من أصحاب العقليات الفذة والعباقرة عندهم من يعفون لحاهم، ويفتخرون بها، ويظهرون في صورهم بلحاهم الكثة، وفي كثير من بلاد الإسلام صار حتى العلماء والفقهاء والوعاظ يتحرجون من إعفاء اللحية، ويحلقونها؛ ليعبروا -على الأقل- للآخرين عن مرونتهم وتسامحهم، ويتخلصوا من وصمة التطرف والتخلف التي يخشون أن تلصقها بهم جهة من الجهات.لقد صارت الموضة وملاحقة الموضة هماً يعيش مع الفتى ومع الفتاة ليلاً ونهاراً، حتى والفتاة على مقاعد الدراسة!وليسمح لي الجميع أن أذكر لكم طرفة مصنعة محلياً، فهي ليست حقيقة على كل حال، وهذه الطرفة تقول: إن المدرسة -مدرسة المواد الشرعية- سألت الطالبة، وقالت لها: ما هي أسباب سجود السهو؟ متى يشرع للإنسان أن يسجد سجود السهو؟ فتوقفت الطالبة حائرة، لا تعرف ما هو الجواب، فساعدتها المدرسة في بعض الإجابة، قالت لها: يا بنتي، يشرع سجود السهو إما لزيادة، أو لنقص، أو لشك، أو؟ قالت الفتاة: أو تطريز!وعلى كل حال: أرجو ألا يكون هذا مدعاة إلى شيءٍ آخر، فنحن نتحدث عن عينة فقط، لا أحد يستطيع أن ينكر وجودها، والحمد لله في مقابل ذلك هناك عينات كثيرة جداً، وهي الغالبية -إن شاء الله- في أكثر من مكان، وأكثر من ميدان، من فتياتنا، من ارتفعن عن هذا المستوى، بل أصبحن بحاجة إلى من يحثهنَّ على المحافظة على قدر من العناية بالنفس، كما سأتحدث بعد قليل. هناك قصة واقعية: معيدة جامعية سمراء اللون، سمراء الشعر، جاءت يوماً من الأيام إلى مدرستها، وقد صبغت شعرها باللون الذهبي، ثم أخذت تتحدث عن سر هذه الصبغة باللون الذهبي، وهو لونٌ لا يتناسب إلا مع اللون الأبيض، فذكرت هذه الفتاة لبعض زميلاتها أن لها أخاً يدرس في أوروبا، وقد تزوج بفتاةٍ أوروبية، فلما أراد أن يزور مسقط رأسه -البلد الذي هو منه- سارعت أخته بصبغ شعرها باللون الذهبي الذي هو لون شعر الأوروبيين، وهو السائد هناك؛ حتى لا تبدو تلك الفتاة العربية أقل جمالاً وجاذبية من زوجة أخيها الأوروبية، وفاتها أن في السمراوات من هي أشد جمالاً وجاذبيةً من غيرهن، المهم أن الجمال لا تحده الأصباغ والألوان، والذهبي لا يناسب مطلقاً تلك الفتاة، بل يجعل من شعرها أضحوكةً للأخريات. ذهبت تلك الفتاة إلى المطار، تستقبل أخاها وزوجته الأوروبية، وفوجئت بالعروس الأوروبية، وقد ارتدت ثياباً فضفاضةً طويلةً، واحتشمت، وغطت رأسها بخمار، فلم يبد من شعرها الذهبي الحقيقي ولا خصلة واحدة، وبلغ السيل الزبى، وغضبت هذه الفتاة أشد الغضب، عندما استضافت أخاها وزوجته الأوروبية في بيتها، فرأتها تسارع إلى الوضوء والصلاة، كلما طرق الأذان مسمعها، وتقول لمن حولها: الصلاة الصلاة!بينما تغط تلك المعيدة في نومٍ عميق، أو تتشاغل بأي عمل جانبي؛ لتخفي عار تركها لهذه الفريضة، التي هي الفاصل بيننا وبين الكافرين: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر )، فما كان من زوج تلك الفتاة العربية إلا أن استقبح أفعال زوجته، وبدت له وكأنها حيوانٌ لا هم لها إلا الأكل والشرب واللهو فحسب، فكان يعاتبها، مقارناً أفعالها بأفعال تلك الفتاة المسلمة الأوروبية، فما كان منها إلا أن طردت أخاها وزوجه المؤمنة من المنـزل، قائلةً: إنكما ستخربان بيتي، فاختارا مكاناً آخر؛ لتقيما فيه. التالي محلات الخياطة هموم المرأة السابق هموم المرأة هموم المرأة مواضيع ذات صلة لبس البنت الصغيرة الثوب القصير حكم الوضوء ولبس الحجاب لقراءة القرآن مشاركة فاطمة .. ضوابط لباس المرأة بين النساء تعريف الحجاب وبيان حكمه حكم لبس الساعة والملابس الرجالية للمرأة