ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›نهاية التاريخ›مقدمة في الحديث عن كتاب نهاية التاريخ مقدمة في الحديث عن كتاب نهاية التاريخ الأحد 15 جمادى الأولى 1438هـ طباعة د. سلمان العودة 672 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم.إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))[الحشر:18]، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ))[النساء:1]، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))[الأحزاب:70-71].أما بعــد: فسلام الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته أجمعين. ثم إن هذه الليلة -ليلة الإثنين- السادس من شهر ربيع الأول من سنة (1414) من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهذا الدرس هو السادس والتسعون من سلسلة الدروس العلمية العامة، وعنوانه: (نهاية التاريخ)، نعم نهاية التاريخ. هذا العنوان مستعار من كتاب أحدث ضجة كبيرة، طبع في أمريكا، ووزع في أنحاء العالم، وترجم إلى اللغات الحية بما في ذلك اللغة العربية، مؤلف هذا الكتاب رجل ياباني الأصل، أمريكي الجنسية والمولد، اسمه فرانسيس فوكوياما، أما المترجم العربي فهو الدكتور حسين الشيخ، وقد طبعت الترجمة العربية للكتاب في دار العلوم العربية بـبيروت، في قرابة ثلاثمائة صفحة، وقد أتيح لي أن أقرأ مجموعة من التحاليل والتقارير والدراسات حول هذا الكتاب، ثم أن أطلع عليه بترجمته العربية.فكرة هذا الكتاب -نهاية التاريخ- فكرة بسيطة إلى حد السذاجة -كما يقول أحد المحللين-، وهي تعتمد على أن المؤلف يقول -وهو يحتفل بسقوط الشيوعية، وانهزامها، ودفنها-: إن الديمقراطية الغربية قد انتصرت، وانتصر معها الغرب، ولم يعد أمام العالم -أمريكا والغرب- لم يعد أمامهم ما ينتظرونه الآن من جديد، لقد حدث الجديد فعلاً، وهو انهيار الماركسية، وتفكك الاتحاد السوفيتي، وانتشار النظام الديمقراطي الليبرالي الحر في العالم، بما في ذلك الدول الشرقية التي كانت تابعة للمنظومة الشيوعية؛ ولهذا فقد أغلق باب التاريخ، فلا جديد بعد اليوم، إلا في حدود بعض الإصلاحات والتغييرات الطفيفة هنا أو هناك.هذه فكرة الكتاب، يقول المؤلف: ليس هناك أيدلوجية، أو عقيدة يمكن أن تحل محل التحدي الديمقراطي الغربي الذي يفرض نفسه على الناس، لا الملكية، ولا الفاشية، ولا الشيوعية، ولا غيرها، حتى أولئك الذين لم يؤمنوا بـالديمقراطية، ولم يتبنوها كمنهاج لحكمهم، أو حياتهم، أو عملهم، يقول: سوف يضطرون إلى التحدث بلغة ديمقراطية، ومجاملة التيار؛ من أجل تبرير الانحراف، والديكتاتورية والتسلط الذي يمارسونه. أما الإسلام فإن المؤلف يتحدث عنه بلغة مختلفة بعض الشيء، فهو يقول: يمكن أن نستثني الإسلام من هذا الحكم العام، وهذا الكلام، فهو دين متجانس، دين منتظم، وهو قد هزم الديمقراطية في أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي، وشهدت نهاية الحرب الباردة بين الغرب والشرق- شهدت تحدياً سافراً للغرب على يد العراق، وهو يعتبر أن التحدي العراقي يتضمن تحدياً إسلامياً، باعتبار الموروثات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، هذا الدين الإسلامي، يقول المؤلف: على رغم جاذبيته العالمية، وقوته، إلا أنه ليس له جاذبية خارج المناطق ذات الثقافة الإسلامية، فالشباب -مثلاً- في برلين، أو طوكيو، أو موسكو، أو واشنطن، لا يجذبهم الإسلام، وإن كان يؤمن به أعداد من الذين يعانون ظروفاً صعبة، أو من الساخطين على الأوضاع العامة هنا أو هناك.إذن يقول: أصبح من الممكن أن نخترق العالم الإسلامي بالأفكار التحررية الغربية، وأن نكسب أنصاراً داخل المسلمين، ممن يؤيدون الليبرالية الغربية، أو العلمنة الغربية.هذا التوقع الذي طرحه المؤلف في كتابه نهاية التاريخ، هو مجرد حلم لذيذ، أو توقع محتمل -على أحسن الأحوال في ظنه-، أما الآخرون فيقولون خلاف ذلك، إن هذا الكلام الذي قاله، قاله من قبله هتلر، حينما تحدث عن الرايخ الثالث، الذي سيعيش ألف عام -على حد زعمه-، ولكن هذا التوقع اصطدم بالواقع المخالف تماماً لما يقول.ومثل ذلك: الماركسية التي كانت تتحدث عن انتصار اليوتوبيا، وقيام جنة دنيوية، وفردوس ينتظر العالم كله تحت ظل الشيوعية، فإذا بـالشيوعية لا تعيش أكثر من سبعين سنة، وهي عمر إنسان عادي، ليست عمر دولة أو أمة أو معتقد، ثم في ظل هذه السنوات القصيرة يعيش العالم الشرقي تحت الشيوعية حياة بئيسة كئيبة.ومثل ذلك نبوءة شبينغلر عن انهيار الغرب. إذاً: هي مجرد ظنون، أو أوهام، أو أحلام لذيذة مخدرة، يتوقعها هؤلاء الكاتبون. وكما ذكرت فقد أشار وأثار هذا الكتاب زوبعة كبيرة، وكتبت عنه مئات الصحف في أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، وكتب عنه كاتبون كثيرون، بعضهم قسس، وبعضهم مفكرون اجتماعيون، أو سياسيون، وانتقدوا هذا الطرح الأمريكي المتطرف، واعتبروا أن الكاتب بسيط إلى حد السذاجة، وأن ما قاله لا يعدو أن يكون احتفالاً بسقوط الشيوعية، ولا يملك مقومات النظرية العلمية الصحيحة. التالي انهيار الاقتصاد الأمريكي نهاية التاريخ مواضيع ذات صلة التعليق على أول كتب الشيخ العودة من الكتب التي ألفت في الدار الآخرة وأحوال أهلها تقرير عن تجارة الكتب المستعملة نصيحة حول كتاب تلبيس إبليس سلمان رشدي وكتابه الساخر بالإسلام