ÇáÑÆíÓÉ ›محاضرات›الشهادة الكبرى›حديث عن التوحيد حديث عن التوحيد الاثنين 25 رجب 1437هـ طباعة د. سلمان العودة 816 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص ثانيًا: قطب الرحى: أتيتكم -أيها الإخوة- وأنا فرح مسرور والحمد لله؛ لأنني سوف أحدثكم عن الله، الله الذي نحن بعض خلقه، ونحن بالقياس إلى الأكوان والأجرام والعوالم ذرة تائهة صغيرة، لا نكاد نُعَدُّ شيئاً، ولكن الله تعالى مَنَّ علينا وتَفَضَّلَ وأَنْعَم، فسخَّرها لنا، وميَّزنا بالعقل والإدراك، واختارنا للمسئولية، واختص من بيننا رسلاً تتنـزل عليهم الملائكة: ((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ))[الحج:75]، الله الذي له كل شيء، له الدنيا والآخرة، والأرض والسماء، والإنسان والمادة، وله كل شيء: ((وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى))[الليل:13]، فلله الآخرة والأولى، فإذا رضي عن العبد أعطاه بلا حساب: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ))[آل عمران:37].الله الذي سنَقْدَم عليه، وسنلقاه، وسنلاقيه، وسيحادثنا ويحاضرنا سبحانه ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ))[البقرة:223]، ((يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ))[الإنشقاق:6]، فأي شيء أعظم وألزم وأهم من التعرف إليه، والثناء عليه، والكلام عنه، والتمدح بصفاته، والتحبب له؟ إننا حين نتحدث -مثلاً- عن عبادةٍ من العبادات كما تحدَّثْنا مرةً عن الصلاة، وأخرى عن الصيام، وثالثةً عن الحج، فإنما هذه الأعمال والعبادات لا تعدو أن تكون وسائل وأسباباً وذرائع لتحصيل مرضاة الله تعالى، وإدراك عفوه، والفوز بكرامته. وحين نتحدث عن الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن الدعوة إلى الله تعالى، فإنما نتحدث عن بعض آثار التوحيد، التي تقع من الموحدين المؤمنين، العارفين بالله تعالى، العالمين بأسمائه وصفاته، العابدين له، الذين يعملون لله لا للناس، ويجاهدون في سبيله؛ لتكون كلمته هي العليا، فيحبون في الله، ويبغضون في الله، ويوالون في الله، ويعادون في الله، ويعملون لله، ويتركون لله. ألا في الله لا في الناس شالت بداودٍ وإخوته الجذوعُ مضوا قتلاً وتمزيقاً وصلباً تحوِّم حولهم طيرٌ وقوعُ إذا ما الليل أظلم كابدوه فيسفر عنهم وهمُ ركوعُ أطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوعُ لهم تحت الظلام وهم سجودٌ أنينٌ منه تنفجر الضلوعُ وخرسٌ بالنهار لطول صمتٍ عليهم من سكينتهم خشوعُ يعالون النحيب إليه شوقاً وإن خفضوا فربهمُ سميعُ وحين نتحدث عن جوانب من الخلل في الحياة الإسلامية، في الواقع السياسي، أو الأخلاقي، أو العبادي، أو الإعلامي، أو الاقتصادي، أو التعليمي، فإنما نتحدث عن ترسيخ قاعدة التوحيد الشاملة، والدينونة لله تعالى في كل الأمور ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً))[البقرة:208]، ((وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ))[آل عمران:119].ونتحدث عن منابذة طريق المغضوب عليهم والضالين، وأهل الشرك والتجزئة، الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، والذين جعلوا القرآن عضين، فليس التوحيد نصاً يُقرَأ فحسب، ولا منهجاً يُدرَّس فحسب، ولا درساً يُلْقَى فقط، ولا جانباً من جوانب العقل أو القلب مقطوعاً عما سواه وما عداه، بل التوحيد منهج يهيمن على الحياة كلها، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة؛ فما من طاعة من الطاعات إلا وهي تزيد في التوحيد وتُكمِّله، وما من معصية -صغرت أو كبرت- إلا وهي تخدش التوحيد وتنقصه وتنافيه أو تنافي كماله. التالي إنها السنن الشهادة الكبرى السابق بين يدي الحديث الشهادة الكبرى مواضيع ذات صلة أهمية معرفة أسماء الله وصفاته عقيدة التوحيد الصافية المهيمنة في جزيرة العرب عظمة اسم الله (الظاهر والباطن) معنى العلو والعظمة والفوقية لله في قوله تعالى (إنا أنزلناه) مقصد تحقيق التوحيد لله تعالى من خلال الحج