ÇáÑÆíÓÉ ›برامج›برامج عامة›الجواب الكافي›الجواب الكافي - 3›اتهام الآخرين بأنهم ليسوا على منهج السلف اتهام الآخرين بأنهم ليسوا على منهج السلف الجمعة 26 ربيع الآخر 1426هـ طباعة د. سلمان العودة 1021 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص المقدم: محمد من السعودية طرح مسألة مهمة دكتور سلمان .الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: نعم محمد الثاني هذا يقول: إن بعض الإخوة يقولون: إنهم ليسوا على منهج السلف. السؤال: وهذا الآن أصبح منهج جرح وتعديل في المجتمع اليوم لمن خالف، مثلاً لا مانع حقيقة أن تجده متورعاً في أخذ ريال، لكنه لا يتورع أن يسب الناس، ويصفهم بأقذع الأوصاف، ويخرجهم حتى أحياناً من دائرة الإسلام.الجواب: نعم، الحقيقة أنا أقول: قد اختلف معك، دعني أختلف معك، ويمكن أكون مصيباً أو تكون أنت مصيباً، وافترض أن الخلاف أدى حتى إلى هجر مثلاً لا قدر الله، مع أنه لا ينبغي لمؤمن أن يهجر أخاه، لماذا نجعل منهج السلف ضحية لاختلافنا؟ فإذا اختلفنا كل واحد منا كأنه تمنطق أو تحصن بمنهج السلف، وأصبح منهج السلف عبارة عن أشبه ما يكون بدرع يتقي به ويقصي الآخرين، يجب أن نحدد ما هو منهج السلف، هل منهج السلف لغز؟ هل هو سر؟ هل هو شيء غير معروف؟ لا، منهج السلف واضح، وهو الأصول العامة التي يقوم عليها الدين والإيمان في الأصول وفي الفروع الأصول العامة، وأما أن يكون هناك قول..؛ لأن بعضهم يقول: إن فلاناً خالف فلاناً، قد يكون هناك قول لأحد الأئمة مثلاً، حتى لو كان قولاً للإمام أحمد ، أو للشافعي ، أو لـمالك ، أو لـأبي حنيفة ، أو لمن قبلهم قول اجتهد في هذا القول، ولو كان صواباً لا يعتبر منهجاً، المنهج هو ما اتفقوا عليه وساروا عليه، أما الأقوال الخاصة بفلان أو فلان فهي اجتهادات، وقد تكون صواباً، لكن لا تكون قضية منهج بحيث يحكم على من خالفها بأنه خالف منهج السلف.كذلك ينبغي أن ندرك أن الأصل هو الالتزام بما أنزل الله سبحانه وتعالى في كتابه، وما قال به النبي صلى الله عليه وسلم، وما أجمعت عليه هذه الأمة، ودعوة الناس إلى ذلك بالرفق وباللين، حتى لو أن إنساناً زل أو أخطأ لا يقال له: أنت ابتعدت وخالفت وكذا وكذا، ويشنع عليه، بل يدعى بحلم وبرفق وبلين، وكان هذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة غير المسلمين. قد يقول بعض هؤلاء الإخوة: نحن لا نرفق لأن الذين نواجههم أناس أخطئوا عن عمد، فنقول: هم قد يكونون ما أخطئوا، هم يرون أنهم على صواب ولم يتعمدوا خطأً، وقد تكون أنت أقل منه علماً، أو أصغر منه سناً، أو أقل منه معرفة عند الناس، فهذا أولى أن ترفق به، وأن تضع لنفسك مجالاً، وقد تكون أنت الذي اجتهدت، ولم توفق للصواب في هذه المسألة، ولا نقول: إنك خالفت منهج السلف؛ لأن من رماك بالخروج عن منهج السلف لا يجوز أن ترميه بأنه هو الذي خرج عن منهج السلف، منهج السلف واضح يشمل كثيراً حتى من المتخالفين فيما بينهم، والحقيقة مؤلم أن الناس يدخلون في عراكات من مثل هذه الأمور، ولا يتفطنون إلى أننا اليوم في وضع يتطلب توحيد الجهود، وتقارب النفوس، وتقارب الصفوف والاندماج والانهماك في عمل مثمر يرضي ربنا سبحانه، وينفع أمتنا. المقدم: هم لا .. يعني: الذين يرون ذلك دكتور سلمان هم لا يرون هذا التوجه، هم يرون ويقولون: حينما تقول: مثلاً يجب أن تتحد الصفوف المحارب العدو الخارجي مثلاً، أن توحد صفوفنا لنحارب من أراد إفساد بلدنا، هم يقولون: لا، كيف نحارب وهؤلاء لا زالوا بيننا على منهجهم الفاسد المخالف للشرع، هنا كتب ألفت وأشرطة نشرت وليس منهجاً بسيطاً، كل هذا لوصف الآخرين بأنهم متحزبون، وأنهم مخالفون لمنهج السلف.الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: من هو الذي له حق أنه الناطق الرسمي بمنهج السلف؟ الآن تجد أناساً كلهم في عرف الناس .. في عرف الأمة ممن يوصفون بأنهم سلفيون، ومع ذلك داخل هذا الإطار الخاص أن كل فئة تنفي الفئة الأخرى بأنها ليست على منهج السلف، فمن هو الذي له حق أو مفوض بأنه يتكلم على أنه هو الناطق الرسمي باسم منهج السلف؟ قول بعض الناس مثلاً: نحن لا نتكلم وإنما العبرة بالكتاب والسنة.طيب هل أنت تتكلم عن أصول مقررة في الكتاب والسنة أجمع عليها أئمة الإسلام؟ هنا لا بأس هذا صحيح، أم أنت تتكلم عن اجتهاد خاص ورأي خاص يخصك أنت، وتحاول أن تلزم به الناس، وتلزم به الكتاب والسنة أيضاً؟ هذه قضية يجب أن يتقى الله تعالى فيها. المقدم: يعني: لا زال الموضوع ساخناً، دعني أيضاً لا زال عندي تعليق حول هذا الموضوع، سنجيب إن شاء الله على الجميع، مثلاً أنت أحد الذين تعرض لذلك وغيرك من المشايخ، وأفرزت لأجل ذلك أشياء كثيرة، كيف نتعامل مع هذا الطرح الموجود الآن هل نقول: مثلاً نرد عليه بمثل ما رد، أم نقول: نترك القافلة تسير، يعني: ليس لنا علاقة بهؤلاء يؤخرون مشروع الأمة العظيم، لكن يبقى السؤال: كيف نتعامل؟الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: الحقيقة أولاً: إذا تسألني عن رأيي وطريقتي، أميل إلى تجنب الخوض في هذا الموضوع على الأقل في مجال الدفاع عن النفس؛ لأن هذا يعوق من سيرة الإنسان، وبدلاً من أن تكون منهمكاً في مشاريع، في قراءة، في بحث، في كتابة، في علم، في دعوة، في إصلاح، أو حتى في دنيا، بدلاً من ذلك ستجد نفسك تلتفت ذات اليمين وذات الشمال، فيأخذ جزءاً من وقتك، وأعتقد أن الحياة أقصر من أن نقضيها في مثل هذه الأمور التي ربما أكثر ما يشتغل بها هم الفارغون، ودعني أقول هذه الكلمة ولو كانت ساخنة.أما الآخرون أنا أعتقد من حق الإنسان أن يدافع، يعني: الله سبحانه وتعالى يقول: (( لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ))[النساء:148]، كونه إنسان دافع عن نفسه أو حتى دافع عن غيره فهذا من حقه، وإن كنت لا أميل إلى ذلك لما فيه من أن هذا لا ينهي القضية كما قد يظن البعض، بل هو يعطي مادة جديدة يشتغل بها الآخرون، ربما لو تكلم عنك إنسان مرتين وثلاثاً وسكت قد يرى أنه قام بما يجب عليه وانتهى الأمر، لكن لما ترد عليه كأنك تعطيه مادة جديدة لأن يقوم هو بالرد على الرد، ثم تصبح قضية تتناسل هذه الردود بشكل كبير، وهذا حقيقة محرقة لجهود المسلمين.قد يظن البعض أن هذه قضية محلية لا يفهمها أو لا يعرفها إلا القريبون، صدقني جاءتني رسالة والله موجودة عندي الآن رسالة من أمريكا من فنانة ليست مسلمة، وإنما قد تكون معنية بقراءة الواقع العربي والإسلامي، ولا تتكلم اللغة العربية، فالرسالة باللغة الإنجليزية، ومع ذلك هي علقت على مقال سبق أن كتبته عنوانه: بيني وبين ابن جبرين ، وأعني في رسالة أحالها علي سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله، وأجبت عليها في بعض ما يتحدث فيه بعض الإخوة استجابةً لإحالة الشيخ، فقرأت هذه الرسالة بعدما ترجمت في موقعنا الإسلام اليوم باللغة الإنجليزية، ومن عادتهم أن يترجموا هذه المقالات بشكل تلقائي، وإلا نحن لسنا حريصين على ترجمة أو نشر أو نقل مثل هذه الأشياء، فوجدتها قرأت هذه المقالات، وقرأت ما وراء السطور، وأنها تدرك هذا العراك الذي يحصل بشكل قوي جديد، أفنقدم ديننا للناس بهذه الطريقة، أو نواجه التفوق التقني الهائل للغرب بهذه الطريقة؟ أو نواجه الوحدة العالمية والعولمة بمثل هذا الأسلوب الذي يدل على أننا نعيش حالة انشقاق لا تتوقف أبداً، وليس فقط اختلاف؛ لأن الاختلاف بحد ذاته قد يكون محموداً، وكل من المجتهدين قد يكون مأجوراً، ليست المشكلة في الاختلاف، المشكلة أن يتحول هذا الاختلاف إلى نوع من الصراع فيما بيننا، ولهذا الله سبحانه وتعالى قال: (( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ))[آل عمران:105]، فالتفرق مذموم كله، أما الاختلاف فقد يكون اختلافاً محموداً، وقد يكون اختلافاً مذموماً، فإن اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات فهؤلاء وقع عليهم الوعيد، أما لو اختلفوا باجتهاد فهم بين أجر وأجرين. المقدم: طيب. التالي محرمية الولد لأمه إذا كان عمره (13) عاماً الجواب الكافي - 3 السابق نصيحة للمعلمين والمعلمات بخصوص وضع أسئلة الامتحانات الجواب الكافي - 3 مواضيع ذات صلة أثر دراسة العقيدة على قلب الإنسان وسلوكه شرح مقدمة العقيدة الواسطية المفاصلة مع المشركين فيما يتعلق بالعقائد نماذج من أنواع القدرة والتأثيرات طريقة القرآن في تقرير معاني العقيدة والآخرة