الرئيسة ›محاضرات›أدب الحوار›الكلام لا يكفي في صناعة الحياة الكلام لا يكفي في صناعة الحياة الاثنين 7 ربيع الآخر 1412هـ طباعة قراءة المادة كاملة د. سلمان العودة 639 متابعة النص إلغاء متابعة النص الأنتقال الى النص بسم الله الرحمن الرحيم.إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.أما بعــد:فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وهذا الدرس الأربعون من سلسلة الدروس العلمية العامة التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها، ينعقد في هذه الليلة، ليلة الإثنين، السابع من ربيع الثاني لعام (1412هـ).أحبتي الكرام، عنوان هذه الحلقة: (أدب الحوار)، وبين يدي أدب الحوار ثمة أوراق متبقية من درس الأسبوع الماضي، يسألني عنها بعض الإخوة، فقد رأوا أنني تركت في آخر الموضوع أشياء أحبوا أن يعرفوها ويطلعوا عليها، وكل ما أود أن أضيفه في الموضوع الكبير السابق (صناعة الحياة) هو أن الإعلام -شرقيه وغربيه- في كل بلاد الدنيا يسعى إلى تشويه صورة الدعاة إلى الله تعالى بكافة الوسائل والأسباب.وفي مقابل ذلك فإن الدعاة إلى الله تعالى لم يقوموا بجهد يذكر في تعديل هذه الصورة التي رسمها الإعلام، إن مجرد كلامنا -أيها الأحبة- عن الدعاة إلى الله تعالى، أو عن شباب الصحوة لا يكفي؛ لأننا سنجد من ألد أعداء الأمة ومن ألد أعداء الإسلام، وسنجد من اللصوص الشطار من يتكلمون عن أنفسهم، أو يتكلمون عمن يحبون وعمن يوالون حديثاً ربما يكون أفصح عبارة وأقوى إشارة، من حديثنا نحن عن العلماء، أو عن الدعاة إلى الله تعالى، أو عن شباب الصحوة.إذاً فمجرد الكلام عن الشباب وعن الدعوة وعن الصحوة لا يكفي، وإن كان هذا مطلوباً، كما أن مجرد انكفائنا على التاريخ، والحديث عن بطولات المسلمين السابقين، وعن عدلهم وعن إنصافهم هو أيضاً لا يكفي، وإن كان لا بد منه، فإن الذي ليس له تاريخ ليس له مستقبل، والذي ليس له ماضٍ ليس له حاضر: مثل القوم نسوا تاريخهم كلقيط عيَّ في الناس انتساباً فالأمة تحتاج إلى أن ترجع دائماً إلى تاريخها، وتستلهم منه الدروس والعبر، لكن لا يجوز أبداً أن يكون كل ما نملكه هو الحديث عن التاريخ، والإسراف والمبالغة في ذلك هي من عوامل الاتكاء والاتكال والبعد عن الفاعلية في الواقع، وكما قال أحد الشعراء منتقداً كثرة الحديث عن السابقين، على أننا نخالف أفعالهم وأحوالهم صباح مساء: وغاية الخشونة أن تندبوا قم يا صلاح الدين قم حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة كم مرة في العام توقظونه كم مرة على جدار الجبن تجلدونه أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه لأنه لو قام حقاً بينكم فسوف تقتلونه إذاً لا يجوز أن يكون كل ارتباطنا بديننا وكل عملنا لصناعة الحياة أن نتكلم عن التاريخ ونقلب أوراق الماضي، لا بد من إثبات عملي بقدر المستطاع أن الدعاة إلى الله تعالى هم الجهة التي تفلح في إنقاذ الأمة مما هي فيه، وتصدق في وعدها مع الله عز وجل، وإذا كان أعداء الإسلام منوا الناس الأماني، فلما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوا عجزوا عن ذلك، فإن الدعاة إلى الله تعالى يجب أن يثبتوا للأمة أنهم -حتى وهم لا يملكون شيئاً- فإن الواحد منهم يقتطع من قوته ومن قوت زوجه وأولاده ليطعم الجائع ويكسو العاري ويسد حاجة المحتاج. أين مؤسساتنا الخيرية؟ صناعة الحياة في المنزل المدرس يصنع الحياة كثيراً زعماء الغرب يساوون وزنهم ذهباً في الكويت التالي الأسئلة أدب الحوار مواضيع ذات صلة من عوامل المحافظة على وحدة الصف الإسلامي اختلاف موسى وهارون عليهما السلام الواجب تجاه واقع الأمة النظر في الماضي للاعتبار والاستفادة من التجارب مميزات الصحوة الإسلامية في جزيرة العرب